حل قضية "كيف أحافظ على أسرتي سعيدة"

تاريخ النشر: 08/08/11 | 16:32

حل المشكلة برأي الاختصاصي الاجتماعي أحمد حسن محمد, من مركز الاستشارات

“الأخت الكريمة.. عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

بارك الله فيك وأعانك على ما تهدفين إليه من حياة كريمة لك ولأسرتك المباركة بإذن الله تعالى، ولعل في صدق النية وإخلاص القصد ما يحقق لك بعون المولى سبحانه ما تأملينه وتسعين إليه، ولن يضيع الله عملك وجهدك طالما أنك صابرة ومحتسبة مجاهدة بصدق.

وأود أن أذكر لك بأن الأهداف تختلف من شخص لآخر، والإنسان البصير هو الذي يضع لنفسه أهدافاً في حدود ما توفره له حياته من قدرات وإمكانات بعيداً عن الإسراف في التطلعات التي لا نهاية لها عند معظم البشر، دون النظر إلى ما عند الاخرى.. ” وَاللّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الْرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُواْ بِرَآدِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاء أَفَبِنِعْمَةِ اللّهِ يَجْحَدُونَ ” (النحل/71).

بل إن الحق سبحانه أمرنا بعدم التطلع على ما آفاء به سبحانه على آخرين من نعم وخيرات وسعة في العلم أو الرزق، “ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض” (النساء/32).

ولا يعني ذلك قعود الإنسان عن طلب المعالي ووفرة الرزق وسعة الحياة، ولكن يكون ذلك وفق سنن الله في الأرض من سعي وجهد وطلب مع الإيمان الكامل بأن الله تعالى قد قسم لكل إنسان رزقه وأجله ثم الرضا بما ناله من قدر الله في حياته، لأن الأمر كله بيد المولى سبحانه وتعالى: ” قبل إنّ الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء” (آل عمران73).

وإذا كان ما ذكر يدور حول الرزق وسعة الحياة فإنّ السعادة العائلية والاستقرار والتآلف بين أفراد الأسرة كلها تدخل من هذا الباب، لأنها أرزاق تسوق للسعادة.

أما وقد أكرمك الله بذرية تجمع بين الولد والبنت فهذا مما تتمناه كل زوجة في حياتها، ويجب أن تعتبره رزقاً ونعمة أنعم الله بها عليها، فتحسن رعايتها وتصون كرامتها وتجاهد فيها ما استطاعت لذلك سبيلاً.

ولعلّ في شعورك بالمسؤولية الإيمانية حيال أسرتك ما ييسر لك كل صعب ويهوّن عليك كل مشقة، وتذكري دائماً أن جهادك ومشقتك هذه لها حسابها عند الله وجزاؤها لك في الدنيا يوم ترين طفلتك شباباً ومتخرجين صالحين، ولهذا كان دعاء الخليل عليه السلام: “ربّ اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي وتقبل دعاء” (ابراهيم/40). ودعاء أهل الإيمان من يشهد الله لهم بإيمانهم “والذين يقولون ربنا هبّ لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما” (الفرقان74).

إذن السعادة الحقة لا تقف عند الثراء والمال وطيب العيشة، بل هي في صلاح الأهل والذرية والتصاق الجميع بتقوى الله وهذا ما أنصحك به ـ أختاه ـ أن تبذلي جهدك لأقامة حق الله فيهم والأخذ بيد الجميع نحو طاعة الله والاقتداء برسوله عليه الصلاة والسلام، والعمل على جعل بيتك مدرسة إيمانية مما يجعل الجميع يتجهون نحو القناعة والاستقامة ويصرفون أنظارهم في مالهم بعيداً عن لهو الدنيا وملذاتها، لتكون بذلك أسرة سعيدة بإذن الله.

وإذا كانت مطالب الحياة اليوم أحاطت بالرجال والآباء سعياً لطلب الرزق في عمل مباح، فإن ذلك ضمن حساب الحسنات والاستقامة، ومن دواعي البركة.

لا تيأسي أختاه فإن حصيلك صبرك وجهدك سيكون خيراً لك في الدنيا والآخرة بإذن الله تعالى: ” كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًا* انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً “. (الإسراء 19ـ21).

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة