قصة بغل
تاريخ النشر: 10/03/14 | 13:00كان الجو ربيعا وكانت اشعة الشمس قد تناثرت على العشب الاخضر مثل حبات اللؤلؤ وكان النسيم يداعب اوراق الشجر.
ارتمى الثعلب تحت شجرة وقد أعياه التعب فالحزن والهم يبدوان على وجهه. والحسد قد ملأ صدره.
وتساءل لماذا اختاروا الاسد ليكون ملكا للغابة بينما هو ثعلب يملك الدهاء والذكاء والمكر والحكمة اولم يكن هو أجدر وأحق بان يكون هو ملك الغابة بدلا من الاسد؟!؟!؟ سيطرت هذه الفكرة عليه وتحولت الى غاية وهدف يسعى لبلوغه…
راح الثعلب يهز ذيله بعصبية واخذ يبحث في راسه عن طريقة يتخلص بها من خصمه. واخيرا اهتدى الى حيلة ماكرة، اذا نجحت قد يستطيع من خلالها التخلص من الاسد.
تذكر الثعلب صديقه البغل، وهو يعلم ان صديقه البغل يملك من القوة ما يخوله مواجهة الاسد، فاذا استغل البغل واستعان به، سيستطيع عندها ان يتخلص من الاسد خاصة وان البغل مع قوته لا يملك عقلا ولا ذكاء وهذا سيسهل عملية استغلاله. راح الثعلب يحرض البغل على الاسد ويوغر صدره عليه وقد اوهم البغل بان الاسد يتحين الفرصة ليفترس البغل واقنعه ان الاسد يحب لحم البغال ويود ان يجعل البغل طعاما له ولاشباله..
جن جنون البغل واستشاط غضبا واخذ يرغي ويزبد وراح يزمجر ويتوعد، الا ان الثعلب هدّأ من روعه ونصحه ان يمسك اعصابه والا يظهر عداءه للاسد لانه لن يستطيع بمفرده القضاء على الاسد. واقنع البغل بان يتقرب من الاسد ويتودد اليه حتى تحين الفرصة وتسنح للقضاء على الاسد.
عمل البغل بنصيحة الثعلب وراح يتودد للاسد ويتقرب منه حتى استطاع كسب ثقته. فقرّبه الاسد اليه وجعل البغل فريقا اول في جيش الاسد.
فرح الثعلب كثيرا بالثقة التي اولاها الاسد للبغل فقد وجد في هذه الثقة فرصة كبيرة ليدبر مؤامرته الخسيسة ويغدر بالاسد.
فالبغل بنظر الثعلب ليس الا وسيلة يستطيع الثعلب عبرها الوصول الى اهدافه.
راح الثعلب يشيع بين سكان الغابة ان البغل هو الرجل الناسب ليكون ملك الغابة لما فيه من قوة وصلابة واخلاص وتفان في حب الغابة.
وصل الخبر الى مسامع الاسد غير ان الاسد لم يُعر هذا الامر اهتماما فهو ( الاسد) يعلم ان الثعلب مراوغ ويريد ان يفرّق بينه وبين الغير.
اما البغل فانه قد استحسن الفكرة في رأسه وصدّق انه يستحق ان يكون ملك الغابة نعم ولماذا لا يكون كذلك فها هو الثعلب يؤيده وكثيرون غيره.
كثرت زيارات الثعلب للبغل، وكان في كل زيارة يوغر صدر البغل ويحرضه على الانقلاب على الاسد. اختمرت الفكرة في راس البغل فعقد اجتماعا سريا دعا اليه مؤيديه من الثعالب والذئاب والخفافيش والكلاب وغيرهم من الحاقدين على الاسد.
وبعد المشاورات توصل المجتمعون الى قرار بان يغدروا بالاسد وينصبوا البغل مكانه. وجاء اليوم الموعود فانقلب البغل واعوانه على الاسد وانصاره فقتلوا من قتلوا منهم، وسجنوا من سجنوا ثم اخذوا الاسد واختطفوه ووضعوه في غياهب السجن.
غمرت السعادة قلب البغل فهو لم يحلم يوما ان يكون اسدا للغابة. لكن حكم البغل لم يدم كثيرا فالثعلب الذي حاك كل هذه المؤامرات لم يفعل ذلك من اجل سواد عيني البغل بل جعل البغل وسيلة يصل بها الى هدنة، فاجتمع الثعلب مع اعوانه من الذئاب والثعالب وقرروا التخلص من البغل فقد انتهت مهمته.. وهكذا حقق الثعلب مآربه واصبح ملكا للغابة!!!!!
كل الاحترام…قصة ذات مغزى رائع وتصف الحال في مصر تماما!!
لا ولو
وهذا تماما ما يحصل في مصر السيسي الثعلب المراوغ استطاع ان يضحك على منصور والببلاوي وغيهم فسجن محمد مرسي لينفرد بالحكم.