هل يحق للأبناء التدخل في زواج اَبائهم؟!!

تاريخ النشر: 09/05/17 | 0:30

زواج الأب أو الأم بعد فقدان الشريك لسببٍ أو اّخر كالطلاق أو الوفاة, يشكل عقبةً عند الكثير من الناس, لأن الإقدام على هذه الخطوة, يعني الكثير من التغيرات والتقلبات بين الرفض والقبول, بين الصغار والكبار, بين الحقوق الفردية والواجبات العائلية.

إنه موضوعٌ صعبٌ وحساسُ بإمتيازٍ, إذ يتشعب بين الطرفين الأهم, وهما الاّباء من جهةٍ والأبناءٍ من جهةٍ أخرى, خاصةٌ في مجتمعنا العربي المحافظ, والذي بطبيعة الحال يتعامل بنوعٍ من التناقض فيما يتعلق بأمور الزواج والطلاق وغيرها, ففي الوقت الذي يتقبل الأمر من ناحيةٍ دينيةٍ تراه ينقده من ناحيةٍ اجتماعيةٍ, فيقع الفرد في حيرةٍ من أمره ويضطر عندها أن يعيش حالةً من الإنفصام وتعدد الشخصيات.

فبالنظر إلى وجهة نظر الطرف الأول المتمثل بالاَباء, نجد أنهم لا يقدمون على تصرفٍ خاطىءٍ أو متجوازٍ لحدود الدين والاخلاق, بل على العكس هم يسعون لتطبيق سنةُ من سنن الله في الأرض, في الزواج وتحقيق العفة والستر, بعد أن يكونوا قد أتموا واجباتهم الإجتماعية والأسرية تجاه أبنائهم وبناتهم من رعايةٍ وتربيةٍ إلى أن وصلوا فيهم إلى بر الأمان والقدرة على تحمل المسؤولية.

عندها يحق لهم أن يجدوا شريكاً يتقاسمون معه أيامهم في صفاءٍ وهدوءٍ, بعيداً عن الإزعاج والمسؤوليات والطلبات, وهذا منطقياً لا يتعارض مع المنطق أو الدين أو الأخلاق, مع التأكيد على أن يكون الوالدين قد قاما بكل واجباتهما أو ما زالا يقومان بها ويحتاجان لشريكٍ يشد من أزرهما ليكملا المسيرة, دون أي انتقاصٍ لحقوق الأبناء ومتطلباتهم مهما كان نوعها ودرجتها.

بالمقابل, نجد أن الطرف الثاني وهم الأبناء, يحكمون بنسبةٍ كبيرةٍ على هذا المشروع بالرفض والفشل قبل أن يبدأ, لأنهم يحكمون من وجهة نظر المجتمع لا من وجهة نظرهم الخاصة, حيث يرفض مجتمعهم هذه الفكرة, مشوهاً صورة الأب أو الأم الذي يقرر الإرتباط, على أن هذا التصرف يخرق خصوصية العلاقة الأولى, بالإضافة إلى صعوبة تقبل وجود شريكٍ لهم في أمهم أو اَباهم من كل النواحي, وهذا الموقف غير سيءٍ لكنه ظالمٌ في بعض الأحيان, ويرجع إلى الناحية النفسية بنسبةٍ كبيرةٍ.

من هنا نجد أن الطرفين بوجهة نظرٍ مختلفةٍ, يتمسك بها ويدافع عنها دون ترددٍ أو تراجعٍ, مع بعض الإستثناءات المتعقلة والمتفهمة, لكن هل يحق فعلاُ لهؤلاء الأبناء, أن يتحكموا في حياة من أفنوا حياتهم في سبيلهم دون أي مبررٍ مقنعٍ, ولا يتجاوز بعض المشاعر والكلمات التي سرعان ما تتلاشى لو حكم العقل والعاطفة المنطقية فيها؟!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة