أمسية ثقافية عرض فيلم "لم الشمل" في قرية جسر الزرقاء
تاريخ النشر: 03/07/10 | 5:45نظمت اللجنة الشعبية من اجل جسر الزرقاء وبالتعاون مع المجلس المحلي أمسية فنيه تم خلالها عرض فيلم وثائقي يطرح ويعالج قضية لم الشمل. وشارك في العرض عشرات المواطنين حيث برز حضور أبناء الشبيبة الذين توافدوا لمشاهدة الفيلم الذي عرض في قاعة المركز الجماهيري، وقد ساهم في إنجاح العرض مدير قسم الرياضة، عاطف طواطحة ومحمد حمدان مدير مكتب رئيس المجلس المحلي .
واستهلت الأمسية الفنية بكلمات ترحيبية لرئيس اللجنة الشعبية الصحفي سامي العلي ورئيس المجلس المحلي السيد عز الدين عماش اللذين رحبا بالضيوف وشكروهم على مشاركتهم بالأمسية والعرض .
ويتحدث الفيلم الذي يحمل عنوان ” بعد تسع سنوات ” عن قصة امرأة يهودية اسمها دانيال، ترعرعت حتى جيل 20 سنه كمسلمة في المغرب وتزوجت من رجل مسلم وأنجبت ابنها ناصر، وفي احدى مراحل حياتها وبعد أن طلقها زوجها الذي اخذ رعاية الابن ناصر، قررت السفر لإسرائيل لزيارة شقيقتها التي تعيش بالبلاد ولكن بعد زيارتها ورؤيتها لمستوى الحياة الجيد استقرت بالبلاد وتزوجت من رجل يهودي وأنجبت طفله، وخلال عيشها بالبلاد اكتشفت أصلها اليهودي .
وفي نفس الفترة توفي طليقها المسلم من اصل مغربي، وبقي ابنها ناصر في رعاية جدته . ابنها الذي لم تحظى برؤيته على مدار 9سنوات منذ أن تركت المغرب . فتقرر أن تسافر للمغرب وتحضر ابنها وهنا تبدأ حبكة الفيلم حيت تواجهها صعوبات في أثبات يهوديتها في المحكمة الدينية بإسرائيل ناهيك عن البيروقراطية في الإجراءات التي استمرت أشهر حتى حصلت على إثبات حول يهوديتها، ويستعرض الفيلم التحديات التي تقف أمام الأم دانيال في لم شمل العائلة وجلب ابنها من المغرب للعيش في أحضانها .
وقال سامي العلي، رئيس اللجنة الشعبية من اجل جسر الزرقاء :” أن هذه الأمسية تهدف إلى تعزيز المشهد الفني والثقافي في القرية من جهة والى خلق أجواء ممتعة وراحة نفسية لدى المواطنين من جهة أخرى . فلسكان القرية حق ليس فقط في العمل بل أيضا بالعيش الكريم والاستمتاع والتثقف .”
وأضاف العلي :” هذا الفيلم يطرح وبقوة قضية لم الشمل، فمنذ إصدار أمر الطوارئ لعام 2003 والذي يمنع لم الشمل العائلات التي يكون احد الأزواج فيها من الضفة الغربية أو غزة وحتى الأردن تعاني آلاف العائلات العربية بالداخل من تفرقة بين الوالدين حيث ترى الأم تكابد في تربية الأولاد في حين يعجز الوالد من العيش مع أبنائه وزوجته تحت سقف واحد بسبب القانون. وقرية جسر الزرقاء لا تخلو من مثل هذه القصص الحقيقية، حيث أن هنالك عشرات النساء اللواتي تزوجن من رجال من الضفة الغربية، وحتى اليوم يعانين الأمرين وتحاولن جاهدات في لم شمل العائلة التي مزقها وشتتها القانون الإسرائيلي الظالم بدوافع ومسوغات غالبيتها أمنية، حيث تنتظر آلاف الزوجات وأحيانا الأزواج من فلسطينيي الداخل رحمة المؤسسات الإسرائيلية للحصول على تصاريح إقامة ودخول للبلاد لرؤية الزوجة والأولاد لبضع أيام، قانون الطوارئ هذا حول العائلات لرهائن “.
رئيس المجلس المحلي السيد عز الدين عماش من جهة أكد على ضرورة طرح موضوع لم الشمل لأهميته حيث قال :” يجب علينا أن نطرح الموضوع وان نعالجه . فهنالك نماذج كثيرة في القرية لعائلات تعاني من عدم لم الشمل وجمع أفراد العائلة تحت سقف واحد. وهذه القضية تحمل في طياتها إسقاطات كبيرة على هذه العائلات، اجتماعية، اقتصادية ونفسية . فانا أناشد أبناء الشبيبة أن يأخذوا موضوع لم الشمل على محمل الجد وان يعالجوا هذا الموضوع لأن عشرات العائلات بالقرية هي ضحية القانون الذي هدم وفكك عائلات تربطنا بها صلة قرابة ونسب .”
وناشد عز الدين عماش سكان القرية بالترفع عن النزاعات السياسية والحمائلية مؤكدا على ضرورة توحيد الصف والتعاون والتكاتف معا من اجل الرقي بالقرية، مشيرا أن لم الشمل يجري كذلك على أبناء القرية بعائلاتها وكبارها وصغارها وأطيافها وليس فقط على العائلات التي يكون احد أزواجها مواطن من الضفة الغربية يعيش بعيدا عن زوجته وأولاده خلف الجدار الفاصل.
هذا وانتهت الأمسية بنقاش حول مضمون الفيلم بمشاركة مخرجات الفيلم، يفعات كيدار وساري عزوز من جمعية ” كوبرو “، الناشطه والفاعلة في مجال إنتاج الأفلام الوثائقية ، حيث تتبرع الجمعية بعرض الأفلام التي تنتجها في القرى والبلدات النائية كدعم معنوي متواضع .
يذكر أن الفيلم من إخراج الفنانتين، يفعات كيدار وساري عزوز ومن انتاج عيدنا وإلينور كوبورسكي. مدتة 70 دقيقة ومترجم للغة العربية وقد حاز على جائزة المونتاج والتوليف في مهرجان دوك افيف عام 2009.
يلا منيح كل احترام لجسر الزرقاء