المصالحة الوطنية الفلسطينية هل هي حقيقة أم سراب

تاريخ النشر: 26/02/14 | 23:00

كلما لاح في الأفق بريق أمل ووميض تفاؤل باقتراب تحقيق المصالحة الوطنية بين حركتي "فتح" و"حماس"، فسرعان ما تتبدد الآمال والأحلام، وتتبخر أجواء التفاؤل، وتعود الأمور إلى البداية من نقطة الصفر. ويبدأ كل طرف بتوجيه اللوم والاتهام للطرف الآخر، حتى بات الكثير يرى أن هذه المصالحة ليست سوى كذبة كبرى، وغدت وهماً وسراباً، ولن يكتب لها النجاح بسبب الدوافع والخلفيات السياسية والفكرية التنظيمية، والمصالح الحزبية والشخصية الضيقة، وتعنت الطرفين وافتقادهم للإرادة السياسية الجادة.

إن فشل جهود المصالحة يعني بالتأكيد المزيد من التشرذم والانقسام المجتمعي والتناحر الداخلي، وخلق وقائع جديدة على الأرض، ومخاطر هذا الانقسام أكثر من أن تعد وتحصى. أما المصالحة الوطنية فهي التي تجعل الفلسطينيين أكثر قوة في مواجهة التحديات وكل المشاريع التصفوية التي تنتقص من الحقوق الوطنية الفلسطينية، وفي صلبها ومقدمتها خطة كيري سيئة الصيت. وهي التي تشكل الدرع الواقي للكفاح الوطني التحرري والمقاومة الشعبية المشروعة، وتصون النسيج الاجتماعي الفلسطيني، وتحمي الجغرافيا الفلسطينية.

هنالك أخطار محدقة بالقضية الفلسطينية فضلاً عن التحديات الكثيرة التي تواجه شعبنا، على ضوء ما تتعرض الأرض الفلسطينية من أعمال استيطانية واستيلاء على الأراضي وحقول الزيتون، والاقتحام العنصري الغاشم على الأقصى. وعليه فإن إنهاء حالة الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية والميدانية هو الخيار الوحيد لتفويت الفرصة أمام أعداء شعبنا من تحقيق أهدافهم ومخططاتهم المشبوهة الرامية إلى التصفية الكاملة للقضية وللحق الفلسطيني المشروع، وعلى القيادة الفلسطينية التمسك أكثر بالثوابت الوطنية وعدم الرضوخ للضغوطات الأمريكية والإسرائيلية والعربية، ورفض التوقيع على أي اتفاقية حتى لا تكبل الأجيال القادمة.

لقد حان الوقت الاستماع للإرادة والرغبة الشعبية بتجاوز الخلافات والشروع بتطبيق اتفاقات المصالحة، بما يضمن عودة العلاقات الفلسطينية-الفلسطينية، وتشكيل حكومة وحدة وطنية. والمطلوب ممارسة الضغط على الفصائل الفلسطينية وإرغامها على الانصياع للمصلحة الوطنية بعيداً عن الأجندات الفئوية الضيقة، لتوحيد الصف والموقف الوطني الفلسطيني القادر على التصدي، ومقاومة مشاريع الاستيطان والتوطين والتهجير ومصادرة الحقوق الفلسطينية، وفي مقدمتها حق العودة.

تعليق واحد

  1. ليس بصحيح امر المصالحه هو لمصلحه القضيه الفليسطنيه في الوقت الحالي على الاقل. هل هناك في الجانب الاسرائيلي توافق واتفاق من عمليه السلام . بالضبط كما هو في الجانب الفلسطيني.كلكم تنجرون الى مربع الذي بالضبط يريده السرائليون. تخيلوا بان المصالحه قد تمت.فكيف المفاو وكيف سيفرض الاسرائلين خططهم على الفلسطينين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة