هدم بيت ليتيم ولسيدة مسنة ومعاقة

تاريخ النشر: 26/02/14 | 10:40

لم تكن هذه المرة مجرد عملية "هدم عابرة" كما اعتادت عليه جرافات الهدم التابعة لوزارة الداخلية الاسرائيلية والتي تسعى لهدم البيوت في قرى النقب بحجة البناء غير المرخص ولا يكاد يوم يمر الا ونسمع عن هدم هنا واخر هناك غير ان هذه المرة كانت اثار الهدم مريبة ومؤلمة كما يقول ابناء عائلة العقيلي من سكان قرية كسيفه.

تحويشة العمر لليتيم ذهبت ادراج الرياح كانت تلك جملة مؤثرة للغاية نطق بها الحاج سعود العقيلي بعد ان اجهزت جرافات وزارة الداخلية على بيت الشاب اليتيم محمد احمد العقيلي البالغ من العمر 18 عاما وحولت الجرافات البيت في لحظة الى ركام ودمار ليتحطم حلم الشاب اليتيم الذي ترك المدرسة من اجل ان يعيل نفسه ويبني له بيتا يأويه حر الصيف وبرد الشتاء. "كانت تلك دقائق معدودة تلذذت بها قوات الهدم- كما يقوم سعود العقيلي- وهي تعيث في المكان خرابا ودمارا لكن هذه الدقائق قضت على تحويشه العمر لهذا الشاب اليتيم والذي كد وتعب هو ووالدته الارملة التي وفرت من قوت يومها من اجل بناء بيت متواضع لابنها وما ان اتمت البناء بعد جهد كبير حتى تقدمت الايادي الحاقدة لتذهب تحويشة العمر ادراج الرياح!!!"

لم يبق الا نتنياهو!!!

وعند اعدادنا لهذا التقرير المؤلم سألنا ابناء عائلة العقيلي عن حجم القوات التي رافقت جرافات الهدم قال احدهم:" حضر الجميع ولم يبق الا نتنياهو" في اشارة لحجم القوات التي جاءت لهدم بيت الشاب اليتيم.

وحول طريقة تعاملهم خلال عملية الهدم يقول نايف العقيلي:" راينا في عيونهم الحقد الدفين وفي تصرفاتهم العنصرية المقيتة ولم يكتفوا بهدم البيت بل عاثوا في محيط البيت خرابا ودمارا وقاموا بتخريب شبكة المياه والكهرباء وقلعوا الاشجار وازالوا السياج المحيط بالبيت وفي طريقهم قاموا ببعثرة بعض مواد البناء والتي لا علاقة للبيت المهدوم بها ثم قاموا بالتنقيب على صبة ارضية لاحد البيوت واتلفوها حتى المراحيض لم تسلم من الهدم".

المسنة المعاقة بقيت بدون مأوى

واما مشهد السيدة ام ركان العقيلي فكان اكثر ايلاما وفظاعة فالسيدة امنه العقيلي ام ركان تبلغ من العمر 65 عاما وهي معاقة وتعاني من امراض عديدة.

تقول الحاجة المسنة :" هدموا بيتي وهو عبارة عن غرفة واحدة قمنا ببنائها بعد ان اقتلعت الرياح خيمتي في العاصفة الاخيرة وانا امراة مريضة ومعاقة واحتاج ان اعيش في بيتي بحرية وامان لكنهم جاؤوا بقوات كبيرة وهدموا بيتي والان اعيش في غرفة داخل بيت ابني مع ابنائه الصغار وحالي يزداد سوء".

وتضيف المسنه والدمع ينهمر من عينيها :" يا ابني حسبنا الله ونعم الوكيل عليهم اشكوهم الى الواحد الاحد اسال الله ان يخلصنا من يد الظالمين، لما جاءوا لهدم البيت رفضت الخروج منه وصليت ركعتين شكرا لله على الابتلاء ودعوت فيها على الظالمين".

وتكمل السيدة حديثها المؤثر بالقول:" يعلم الله يا ابني اني تداينت من اجل ان ابني غرفة لي تسترني وها هم هدموها وتركوني في العراء هذا ارهاب واجرام".

وبالرغم من الوضع السيئ الذي تعيشه هذه المسنة غير انها كانت تبدي رباطة جأش وقوة ايمان وارادة وعزيمة وتوكل على الله تعالى.

هذه جريمة وارهاب

وفي ديوان عائلة العقيلي كان الغضب سيد الموقف بعد عملية الهدم ولما بادرت من تواجد في الديوان عن انطباعهم كانت ردة الفعل لديهم قوية عبرت عن مدى غضبهم لما حدث وقال السيد سعود العقيلي:" هذا اجرام وارهاب وظلم وعنصرية تدل على مدى كراهيتهم للعرب ولأصحاب الارض لقد قاموا بتخريب كل شي امامهم لكننا نقول لهم اننا صامدون مرابطون في ارضنا حتى يأذن الله لنا بالفرج"

مؤسسة النقب تستنكر وتقرر اعادة بناء البيت

من جهتها استنكرت مؤسسة النقب للأرض والانسان بشدة هدم البيتين لدى عائلة العقيلي واستمرار سياسة هدم البيوت في قرى وربوع ونجوع النقب.

وقال الاستاذ صالح ابو سعد رئيس مؤسسة النقب للأرض والانسان:" نحن امام حالة انسانية ينده لها الجبين وتشكل وصمة عار في جبين من قاموا بالهدم والدمار وهذه الاعمال تدل دلالة واضحة عن تجرد هؤلاء من القيم الانسانية والا كيف نفسر قيامهم بهدم بيت لشاب يتيم وامرأه مسنة معاقة ومريضه لا تقوى على فعل شي".

واكد الشيخ احمد السيد مدير مؤسسة النقب للارض والانسان ان مؤسسة النقب الى جانب استنكارها لعملية الهدم قررت ان تقوم ببناء بيت لهذه المسنه لتعيش حياة كريمة"

الحركة الاسلامية معسكر التواصل الرد الامثل لعمليات الهدم

وعقب الشيخ اسامه العقبي مسؤول الحركة الاسلامية في النقب على عمليات هدم البيوت بالقول:" نحن نرى ان الحل الامثل للرد على عمليات الهدم والظلم الذي يحاك ضد اهلنا في النقب هو بالمزيد من الصبر والثبات الى جانب مد يد العون وتعزيز صمود وثبات اهلنا في ارضهم وقراهم سيما ونحن الان مقبلون على تنفيذ مشاريع معسكر التواصل التاسع مع النقب والذي تنفذ فيه الحركة الاسلامية عبر مؤسسة النقب للأرض والانسان عشرات المشاريع من بناء وصيانة بيوت وشق طرق وبناء الجسور ومد القرى بالمياه وغيرها من المشاريع ونحن نحمد الله تعالى ان وفقنا لخدمة اهلنا وهي دعوة لكل الغيورين للمساهمة في التطوع من اجل انجاح مشاريع معسكر التواصل التاسع والتي تشكل الرد الامثل لعمليات الهدم".

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة