المعين في إغاثة التائبين
تاريخ النشر: 11/02/17 | 15:551- قصر الأمل:اعمل لآخرتك كأنك تموت غدا هكذا أوصاك رسول الله عليه الصلاة والسلام.
أخي.. يا من آخر توبته و استحلى نومته.. كيف بك يا هذا إذا نزل بك الموت و أنت غير تائب؟ أعقدت مع ملك الموت عقدا يضمن عدم مجيئه فجأة؟ اطلعت على الغيب فعلمت موعد موتك أم اتخذت عند الرحمن عهدا أن لا يقبض روحك حتى تتوب؟؟
أخي التائب.. حذار من التسويف فإنها بضاعة المفلسين و رأس مال المبطلين الذين قال الله عز وجل فيهم:” الشيطان سول لهم وأملى لهم”.
قال الحسن في تفسيرها: زين لهم الخطايا و مد لهم في الأمل.
و قال الله عز و جل فيهم: ” بل يريد الإنسان ليفجر أمامه”.
قال ابن عباس في تفسيرها: يقدم الذنب و يؤخر التوبة.
و قال الله عز وجل فيهم:” و يقذفون بالغيب من مكان بعيد”.
قال عكرمة في تفسيرها: إذا قيل لهم توبوا قالوا: سوف.
و المسوف مثله كمثل رجل أراد اقتلاع شجرة و في الموعد المحدد قال: أؤخرها يوما ثم جاء اليوم التالي فقال أؤخرها يوما آخر و لا يدري المسكين انه كلما تأخر كلما ازداد رسوخ الشجرة و صعب اقتلاعها.
زينت بيتك يا هذا و ملأته و لعل غيرك صاحب البيت
و المرء مرتهن بسوف و ليتني و هلاكه في السوف و الليت
2- مجالسة التوابين:هي وصية الفاروق رضي الله عنه حين أمرنا : جالسوا التوابين فإنهم ارق أفئدة.
يا سادة.. يا كرام..
الفقراء يلتمسون موائد الأغنياء طمعا في صدقة أو بر أو زكاة أو إحسان فان فاتهم كل هذا لم يعدموا وجبة العشاء.
أفلا يلتمس من افتقروا إلى الحسنات موائد أغنياء الطاعات و أرباب القربات و عشاق السجدات رجاء حضور قلب أو إجابة دعوة أو نزول رحمة أو محاسبة ملك.
إخواني…تعرضوا للصالحين حتى يملوكم و لازموهم حتى تضجروهم فيتخلص احدهم منكم بدعوة فتكون الإجابة والهناء كما حدث مع علي بن عبد الرحيم الغضائري الذي قال : دققت على السري بن مغلس بابه وكان يذكر الله فسمعته يقول اللهم من شغلني عنك فاشغله بك عني فكان من بركة دعائه أني حججت من حلب ماشيا على قدمي أربعين عاما!!
لطيفة
قال ابن عطاء الله السكندري:ربما كنت مسيئا فأراك الإحسان منك صحبتك من هو أسوا حالا منك.
3- مشاهدة النعم و رؤية التقصير:
ما أكثر نعم الله على عباده وما اجلها و ما اشد تقصيرنا في شكرها و مع ذلك لم يحرمنا وما أكثر ما عصينا المنعم ومع هذا لم يمنعنا وما أكثر المرات التي استوجبنا فيها غضبه لكنه لم يطردنا و التفكر في هذا المعنى اكبر معين على الحياء من الرب عز وجل و من ثم .. التوبة و يظهر هذا المعنى ( انهمار النعم و مشاهدة التقصير) واضحا جليا في حديث سيد الاستغفار الذي يكافئ الله عبده أن هو قاله حين يصبح ثم مات من يومه بان يدخله الجنة و إذا قاله حين يمسي فمات من ليلته بان يدخله الجنة.
سيد الاستغفار
اللهم أنت ربي لا اله أنت خلقتني و أنا عبد و أنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت ابوء لك بنعمتك علي وابوء بذنوبي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب إلا أنت.
4- معرفة سعة عفو الله”
أخي التائب.. اعرف مع من تتعامل أنت تتعامل مع الذي عرض التوبة على الكفار و فتح طريق الرجعة أمام الفجار و أمهل بكرمه الأشرار تتعامل مع من رحمته سبقت غضبه و عفوه سبق عقابه مع من لو عفا عن الخلق – كل الخلق- ما نقص ذلك من ملكه شيئا مع من قال عن نفسه:” ما يفعل الله بعذابكم أن شكرتم و آمنتم “.
اسمه… التواب و لو لم تذنب لما عرف بهذا الوصف في الكتاب وهل من توبة من غير ذنب؟ بل أعظم الذنوب عنده: استقلال عفوه و استبعاد رحمته.
أجمل الأقوال قول العبد: يا رب أذنبت… يا رب اخطات… يا رب اسات… ليأتي الرد سريعا من التواب الرحيم: يا عبد غفرت…يا عبد سامحت… يا عبد صفحت.
إن الملوك إذا شابت عبيدهم في رقهم عتقوهم عتق أبرار
و أنت يا سيدي أولى بذا كرما قد شبت في الرق فاعتقني من النار
و ماذا بعد الكلام
* جدد توبتك كل ليلة قبل أن تنام و حقق شروطها فلعلها تكون آخر نومة تنامها لتستيقظ بعدها على يوم القيامة.
* اعد الحقوق المغتصبة إلى أصحابها فهذا من تمام التوبة.
* من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق فرجا و من كل هم مخرجا و رزقه من حيث لا يحتسب.
* استغفر الله في اليوم مائة مرة و ابسط صيغ الاستغفار ( استغفر الله العظيم).
* اتبع السيئة الحسنة تمحها، امح العمل بالعمل و امسح السوء بالحسن و اعلم أن من علامات التوبة المقبولة أن تكون بعد التوبة أفضل منك قبلها
* من علامات التائب الصادق: رقة القلب و غزارة الدمع و طلب النصيحة من الغير و الإقبال على مجالس الذكر و استقلال نعم الدنيا و التفكر في أمر الآخرة.
* فارق رفقة السوء و إن فاتك مصاحبة حامل المسك فلا تطلبن جوار رفيق السوء فانه نافخ كير يحرق ثيابك وتجد منه ريحا خبيثة و تذكر:
المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل.
* لا تنس سيد الاستغفار حين تصبح وحين تمسي.
* احرص على تنمية إرادتك و بناء روحك و ذلك بمخالفة عاداتك نم وأنت مستيقظ و استيقظ وأنت من أعماق النوم ( صلاة الفجر) و كل و أنت شبعان وصم وأنت جائع( صيام التطوع).
و خالف النفس و الشيطان واعصهما و إن هما محضاك النصح فاتهم
و لا تطع منهما خصما و لا حكما فأنت تعلم كيد الخصم و الحكم