إعصار غامض وغيوم سداسية الشكل في زحل
تاريخ النشر: 12/02/17 | 4:43قدمت مركبة الفضاء كاسيني التابعة لوكالة ناسا , قدمت للعلماء أول صورة عن قرب ومشاهدة بالضوء المرئي لإعصار عملاق يحوم ويحتدم حول القطب الشمالي لكوكب زحل.
حيث رأى العلماء في الصور والفيديوهات العالية الدقة عين الإعصار والتي يبلغ عرضها حوالي 1،250 ميل (2،000 كم) ، و 20 مرة أكبر من متوسط عين الاعاصير على الأرض ,حيث تتنتقل السحب البراقة والرقيقة عند الحافة الخارجية للإعصار بسرعة 330 ميلا في الساعة (150 متر في الثانية الواحدة).
حيث وجد العلماء أن دوامات الإعصار تحتدم داخل نمط سحب كبير وغامض ذو ستة اضلاع يعرف بإسم المسدس اوالشكل السداسي.
وقال اندرو انجرسول، وهو عضو فريق تصوير مركبة كاسيني في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا في باسادينا:
“نحن التقطنا صورة مزدوجة عندما شاهدنا هذه الدوامة لأنها تبدو مماثلة كثيرا للأعاصير على الأرض”
واضاف: “لكنها في زحل على نطاق أوسع من ذلك بكثير، ويبدو أنها قد نشأت بطريقة ما بسبب كميات صغيرة من بخار الماء الموجود في الغلاف الجوي الهيدروجيني لزحل”.
يقوم العلماء بدراسة الإعصار لاكتساب نظرة ثاقبة عن الأعاصير على الأرض، والتي تغذيها مياه المحيطات الدافئة.
رغم عدم وجود اي جسم مائي بالقرب من هذه السحب العالية في الغلاف الجوي لزحل، فإن تعلم كيفية استخدام هذه العواصف الزحلية لبخار الماء يمكن أن يقول للعلماء المزيد عن كيفية تولد الأعاصير الأرضية وتعززها وإستدامتها.
إن كلا الأعاصير الأرضية والدوامات القطبية الشمالية لزحل لديهم ميزات وسمات متشابهه
فمثلاً كلا الاعصاران يملكان عين مركزية مع عدم وجود سحب أو تكون سحب منخفضة جدا.
وتتضمن السمات الأخرى المتشابهة السحب العالية التي تشكل جدار العين، وسحب عالية اخرى غيرها تتصاعد بشكل دوامي حول العين، وتدور عكس عقارب الساعة في نصف الكرة الشمالي.
أما الفرق الرئيسي والجوهري بين الأعاصير الارضية واعاصير زحل هو أن تلك التي موجوده على زحل أكبر بكثير من نظيراتها على الأرض وتدور بسرعه مدهشة.
وفي زحل الرياح في جدار العين تعصف وتهب بسرعة أكبر بأربع مرات من قوة سرعة رياح الاعاصير على الأرض.
وعلى عكس الأعاصير الأرضية حيث تميل إلى التحرك، فإن إعصار زحل محتجز ومغلق في القطب الشمالي للكوكب.
وايضاً على الأرض الأعاصير تميل إلى الانجراف والاندفاع والتراكم نحو الشمال بسبب القوى المؤثرة على الدوامات السريعة للرياح بسبب دوران كوكب الارض , اما اعصار زحل فهو لا ينجرف فهو بالفعل موجود شمالا بقدر مايمكن ان يكون.
واضاف كونيو ساياناغي، وهو عضو فريق تصوير كاسيني المنتسبين في جامعة هامبتون في هامبتون بولاية فرجينيا :
“ان الاعصار القطبي ليس لديه أي مكان آخر للذهاب والانفلات ، وهذا هو السبب الأرجح بأنه لازال عالقا في القطب”.
ويعتقد العلماء ان العاصفة الهائلة على زحل تضطرب منذ عدة سنوات.
وعندما وصل كاسيني لنظام زحل في عام 2004، كان القطب الشمالي لزحل مظلم لأن الكوكب كان في منتصف الشتاء القطبي الشمالي.
وخلال ذلك الوقت الصور والخرائط الطيفية والبصرية وصور الاشعة التحت الحمراء التي قامت بتجميعها مركبة كاسيني كشفت عن وجود تلك الدوامة الكبيرة في زحل.
ولكن المشاهدة بالضوء المرئي إستدعت انتظار مرور الاعتدال في أغسطس 2009.
حيث عندها فقط تبدأ أشعة الشمس بالانتشار في النصف الشمالي لزحل.
وتتطلبت المشاهدة تغييرا في زاوية مدار مركبة كاسيني التي تدور حول زحل لتتمكن المركبة من رؤية كلا القطبان.
قال سكوت ادجينغتون، ممثل مشروع كاسيني في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا في باسادينا بولاية كاليفورنيا :
“مثل هذا المنظر الخلاب والساحر للعاصفة الشبيهه بالإعصار في القطب الشمالي هو ممكن فقط
لأن مدار مركبة كاسيني اتخذ مسار شاذ حيث يميل بشكل حلقي أعلى وأسفل الخط الاستوائي لزحل”
وأضاف : “لا يمكنك مشاهدة المناطق القطبية بشكل جيد جدا من المدار الاستوائي. وإن رصد الكوكب من
أماكن رصد مختلفة يكشف لنا المزيد عن طبقات السحب التي تغطي مجمل هذا الكوكب.”