الحامل والصيام في شهر رمضان

تاريخ النشر: 29/07/11 | 10:00

يتوارد لذهن الكثيرات من النساء الحوامل في شهر رمضان بوجه خاص سؤال قد يفرضه التعب وألوهن النفسي والجسد الذي يشعرن به خلال حملهن فحواه:هل فرض المشرع علينا الصيام وما مصير الجنين في أحشائنا؟ وهل الوهن يمنحنا رخصة الإفطار في رمضان؟ وتجيب المصادر الطبية بالقول أن مسألة الصيام عند المرأة الحامل تقتصر على الوضع الصحي لديها فإذا كانت تتمتع بمواصفات صحية جيدة فلا مانع من أن تصوم, فالحمل كما هو معروف طبياً ليس مرضاً وإنما حالة ظرفية أما إذا كانت مصابة بأمراض فعليها عدم الصيام وخاصة أن الضرر لا يقع فقط على الأم الحامل بل على الجنين أيضاً".‏

ألطب يحدد تلك الحالات الخاصة المستوجبة للإفطار: الحامل المصابة بمرض السكري الشبابي والذي يعتمد جرعات الأنسولين في الشفاء في حين يعتبر الصيام للحامل المصابة بالسكري الكهلي (إناث لديهن بدانة) ميزة يجب مراعاتها والتشبث بها للسيطرة على مستوى السكر ,وكذلك للحوامل اللواتي يعانين من ضغط الدم حيث يحافظ الصيام على توازن ضغط الدم لديهن إذا ما تم التقيد قيدت بأخذ جرعات العلاج التي يحددها الطبيب وبالأوقات المناسبة لفترة الإفطار والسحور . ولكنه يعتبر الصيام مؤذياً لحامل ليس لديها ضغط سابق وأصيبت "بنسمام حملي" وهو أحد أنواع الضغط وينصح بهذه الحالة بعدم الصيام لأن الحامل تحتاج إلى كميات كبيرة من السوائل.‏ وبالنسبة لحامل مصابة بالتهابات في المجاري البولية فإنه يقر بصعوبة الصيام لها لكونها تحتاج للكثير من السوائل ولكنه ينصح من كان علاجها على جرعتين بالصيام مع أخذ احتياطها بشرب كميات كبيرة من السوائل.‏

وبشكل عام لامانع من إفطار الحامل في ثلاث حالات: 1- خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل التي تعرف بمرحلة "الوحام" حيث إن المرأة تتعرض للغثيان والتقيؤ 2- في حال نقص نمو الجنين داخل الرحم بسبب نقص تغذية الأم.‏ 3- خلال الأسابيع الأخيرة من الحمل لأن لذلك تأثير على اختبار صحة الجنين والتدخل أحياناً لإنهاء الحمل بإجراء الولادة القيصرية.

دراسات تمحورت حول إمكانية صيام الحامل: لمزيد من الإطمئنان سنعرض عليكِ بعض الأبحاث الطبية التي نظرت إلى آثار وانعكاسات الصيام علماً أن وضع المولود وتأثره بالصيام يرتبط بالدرجة الأولى بأوضاع المرأة قبل الحمل من الناحيتين الصحية والغذائية. وجدت العديد من الدراسات أن لا فرق في وزن الأطفال عند الولادة سواء كانت أمهاتهم تصوم خلال الحمل أم لا. لكن دراسات أخرى أجريت في صفوف الأمهات اللاتي يعانين من سوء تغذية أظهرت ارتفاعاً في حدوث ولادات منخفضة الوزن. ونظرت بعض الدراسات إلى مستوى ذكاء الأطفال ولم تجد فرقاً. في حالات أخرى، تمّ أخذ عيّنات دم من نساء حوامل أظهرت حدوث تغيير في التركيبة الحيوية أو العضوية، غير أن الأمر لم يشكل أي خطورة على الأم, كما تمّت المقارنة بين وزن المواليد ولم تسجّل أي فروقات في هذا الشأن. لقد ظهرت بعض المخاوف من أن ضعف نمو الجنين والولادة المبكرة يمكن أن ترتبط بالصيام. حيث إقترح بعض الخبراء أن مزيداً من الأطفال يولدون قبل الأوان خلال شهر رمضان، لكن يختلف الأمر حسب الدول. وعلى العموم يمكن القول أن النساء اللواتي يتمتعن بوزن مناسب وأسلوب حياة صحي يتفاعلن أفضل مع الصيام. فلو كان جسمك يختزن كمية كافية من الطاقة، فإن انعكاسات الصيام قد تقلّ وبالتالي يحصل طفلك على المواد الغذائية التي يحتاجها من خلال ارشادات غذائية لصيام ميسر.

أما كيف يمكن للحامل الصائمة أن تجعل صيامها امرأ سهلاً فتلك مهمة سهلة لكنها تحتاج للمراقبة, حيث يتوجب على الحامل أكل كميات إضافية من المكونات الغذائية التي تحتوي على الحديد والكالسيوم والمغنزيوم وذلك بحسب العوارض وحاجة الحامل إليها, كما عليها شرب بين1,5 ليتر إلى 2 ليتر يومياً من الماء.‏ وبالنسبة لوجباتها فمن الطبيعي أنه خلال فترة الصيام لن يكون بمقدور الحامل تناول وجبات صغيرة كل بضعة ساعات، لكن بإمكانها تناول أكثر من وجبتين ما بين ساعات الإفطار والسحور. و سيساعدها إتباع نظام غذائي متوازن وجيد واستهلاك الأطعمة المغذية في الحفاظ على وزن مقبول وتجنب الإمساك، والصداع، وسوء الهضم، والخمول أو الكسل وحرقة فم المعدة، وهي أعراض شائعة خلال هذه الفترة. أما ماهو

أفضل سحور وافطار رمضاني للحامل ينصح الأطباء باتباع الآتي: -إبدئي الإفطار مع ثلاث حبات من التمر والعصير، وكوب من اللبن الرائب القليل الدسم، ثم تناولي الحساء "الشوربة". -إن التمر والعصائر من الأطعمة الجيدة التي تعيد مستويات السكر في الدم إلى معدلها الطبيعي. فيما بعد يمكنك تناول وجبة متوازنة والتي قد تحتوي على: صحن من السلطة أو الفتوش كمقبلات -البروتين من مصادر الدجاج (الفراخ) واللحم والسمك، أو العدس والحمص والفاصوليا أو الفول -الكربوهيدرات المركّبة المتأتية من الأرز الأسمر والباستا الكاملة "المصنوعة من لبّ الطحين الكامل" وخبز القمح الكامل. – تناول كمية كبيرة من الخضراوات.

لا تنسي أن تبتعدي عن الوجبات الغنية بالدهون المرتفعة لتجنب زيادة الوزن والشعور بالامتلاء بسبب الأطعمة الفقيرة في موادها الغذائية والتي تؤدي إلى سوء الهضم, أما في السحور فهو يعتبر من أهم الوجبات الرمضانية للحفاظ على مستوى عال من الطاقة خلال اليوم يجب ألا تغفل عنها الحامل لأنها ستحصل منها على المغذيات الضرورية والطاقة التي تحتاجها في النهار. كما أن السحور يخفف من أعراض الجوع مثل الصداع او ألم الرأس والنعاس.

ألسحور الصحيّ: -خبز الطحين الكامل والجبن قليل الدسم أو اللبنة -حبوب إفطار "أو نبات مثل الذرة" غنية بالألياف أو النخالة "الطبقات الخارجية للحبوب والتي تزال خلال الطحن وتستخدم كمصدر للألياف الغذائية". -فاكهة مثل التمر والموز. حاولي ألا تشربي الشاي في هذا الوقت لأنه قد يسبب لك الجفاف ويكمن إستبداله بعصير الفواكه الطبيعي حيث أن العصير الكثيف المصنوع من بعض الحليب "اللبن" واللبن الرائب "ألروب أو الزبادي" والثلج والفاكهة يعدّ مشروباً منعشاً ويمنح حصة جيدة من الفاكهة في يومك, كما أن حساء "شوربة" الخضار المصنوع من عدة أنواع خضراوات سيضيف إلى نظام الحامل الغذائي الفيتامينات والمعادن والألياف الغذائية.

إحرصي أن تتبعي الإرشادات أعلاه أن تلتزمي بالآتي: -يجب عليك تخفيف حصتك من الحلويات إلى مرة واحدة في الأسبوع واستهلاك المزيد من الفواكه الطازجة. -أخذ قسط من الراحة بعد الإفطار ثم النهوض لتأدية مهماتك. اشتركي في بعض الأنشطة الخفيفة. -تجنب الوجبات الخفيفة قبيل النوم مع الحرص على تناول وجبة السحور. -إستهلاك كميات كبيرة من الماء ما بين الإفطار والسحور لضمان عدم الإصابة بالجفاف.

العوارض المخيفة خلال الصيام: ثمة بعض الأعراض التي تعاني منها الحامل والتي قد تنذر بالخطر أو تبنأ بتدهور صحتها ,ففي حال حدثت تلك الأعراض توجب على الحامل استشارة طبيبها للتأكد منه عن حالتها ووضعها الصحي. -الشعور بالدوار "الدوخة" أو الإغماء أو الضعف أو التعب وفي هذه الحالة يتوجب على الحامل الراحة لمدة نصف ساعة تتلمس فيها التحسن وإلا يتوجب عليها الإتصال بالطبيب. -الشعور بحالة من الغثيان "اللوعة أو اللعيان" أو البدأ بالتقيؤ "الاستفراغ". -حدوث انقباضات مثل الألم. يمكن أن يكون ذلك مؤشر على ولادة مبكرة ويتوجب الاتصال بالطبيب على الفور. -خسران الوزن. -حدوث صداع "وجع الرأس" أو أي آلام أو ارتفاع في درجة الحرارة. وإذا كنت مترددة بالصيام

فعليك إتباع النصائح التالية: -ناقشي الأمر مع عائلتك ورجل دين مسلم. -تحدثي مع طبيبك ودعيه يجري لك فحصاً عاماً قبل البدء بالصيام. على الأرجح أن رجل الدين سيقترح عليك طلب المشورة الطبية قبل اتخاذ قرارك النهائي. -فكري في محاولة تجريبية بحيث تصومين يوماً أو يومين. انظري كيف سيمرّ الصيام عليك ثم عودي إلى طبيبك لإجراء فحص "كشف جديد" .

تعليق واحد

  1. السلام عليكم يا موقع بقجة
    اشكركم على هذه المعلومات فهي مهمه جدا
    سؤالي هو هل تستطيعون الكتابة ايضا عن نصائح للمرأة المرضعه فلنا ايضا تخوفات
    واذا امكنكم ان تضيفوا زاوية لرجل دين لنسأله عن كل الامور التي تتعلق برمضان, الزكاة ….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة