مشاهدة أول مجرة غريبة الشكل والتكوين
تاريخ النشر: 09/02/17 | 4:33على ما يقارب 359 مليون سنة ضوئية من كوكبنا الأرض، توجد مجرة ليس لها تأثير سلبي أو مدمر على الأرض تحمل الرمز التصنيفي PGC 1000714 لكنها تظهر بشكل غير طبيعي ولا مثيل لها في أي من المجرات التي يشاهدها الفلكيون في الفضاء الكوني، حيث كشف علماء الفلك الذين رصدوها أنها مجرة على شكل بيضاوي ومحاطة بحلقتين دائريتي الشكل وهي مجرة لا تنتمي إلى أي شكل من أشكال المجرات المعروفة في الكون، وفقا للدراسة التي أجراها باحثون من جامعة مينيسوتا دولوث University of Minnesota Duluth ومتحف نورث كارولينا للعلوم الطبيعية.
ووفقا لرئيسة الفريق العلمي الفلكية المسلمة “بورسن موتلو-باكديل ” Burcin Mutlu-Pakdil وهي طالبة دراسات عليا تخصص الفيزياء الفلكية في جامعة مينيسوتا والكاتبة الرئيسية للورقة العلمية، فأن أقل من 0.1% من جميع المجرات المرصودة في الكون هي من نوع “هوج” Hoag-type galaxies وهي مجرات مستديرة النواة محاطة بحلقة دائرية، مع شيء يربطها بها لا يرى بوضوح، حيث أن معظم المجرات المرصودة تظهر بشكل أسطواني مثل مجرتنا درب التبانة، ولأنها تظهر بشكل غير عادي أو مألوف، فإنها تعطي علماء الفلك نظرة مهمة حول كيفية نشوء هذه المجرات وتطورها وتغيرها.
جمع الباحثون معلومات مهمة من الموجات الراديوية التي تصلنا منها والتي تحدد شخصية هذا المجرة التي لا تشاهد سوى في النصف الجنوبي للكرة الأرضية، بواسطة تلسكوب ضخم في تشيلي في أمريكا الجنوبية، حيث استخدمت هذه البيانات لتحديد السمتان الرئيسيتان للمجرة، مثل الحلقة الخارجية والبنية الرئيسية للمجرة.
وجد الباحثون أن الحلقة الخارجية outer ring تظهر زرقاء اللون وبعمر صغير يقدر بحوالي 0.13 مليار سنة، وتحيط بنواة مركزية تظهر بلون أحمر أي كبيرة السن ويقدر عمرها بحوالي 5.5 مليار سنة، وتفاجأ الفلكيون بأن الحلقة الثانية الداخلية second inner ring غير محاطة بأي مادة في باطن المجرة، ولكي يتم التأكد من هذه الحالة فقد اخذ الباحثون هذه الصور واستبعدوها من نموذج النواة، وهذه الطريقة سمحت لهم للتعرف على طبيعتها الغامضة ومعرفة حقيقة الحلقة الثانية الداخلية.
وأضافت الباحثة بورسن بأنهم لم يشاهدوا في جميع المجرات من قبل حلقة زرقاء تحيط حول جسم أحمر داخلي، وفي جميع المجرات المعروفة من نوع هوج، ولكن ما يميز هذه المجرة هو وجود هذا الضوء الأحمر الكبير السن المنتشر في نواتها.
أن الحلقات في المجرات تتكون من نجوم تولدت بفعل التحام الغاز، ووجود حلقتين داخلية وخارجية مختلفتين في اللون في نفس المجرة تدل ربما على أن النجوم تشكلت خلال مرحلتين رئيسيتين، لكن من المستحيل معرفة كيفية تشكل حلقتين مختلفتين في الوقت الراهن من خلال هذه الصور الملتقطة فقط، ولكن يمكن من خلال التقاط صور أخرى لمجرات مشابهة في الكون يمكن أن نكتشف عن كيفية تطور مثل هذه المجرات الغريبة.
في حين أن شكل المجرة يعتمد على طبيعة النشاط الداخلي أو الخارجي للمجرة، ويعتقد الباحثون أن الحلقة الخارجية في مثل هذه المجرة قد تكون ناتجة عن اندماجها مع جزء آخر في مجرة قزمة غنية بالغاز قريبة منها، وحتى يتم التأكد من دقة عمر الحلقة الداخلية وتاريخ تشكلها فيفترض رصدها بالأشعة تحت الحمراء.