لله في الآفاق آيات

تاريخ النشر: 08/02/17 | 0:00

لله في الآفــــاق آيات *** لعل أقلها هو ما إليه هـداك
ولعل ما في النفس من آياته***عجب عجاب لو ترى عيناك
والكون مشحون بأسرار إذا***حاولت تفسيراً لها أعــياك
قل للطبيب تخطفته يد الردى*** يا عارف الأدواء من أرداك
قل للمريض نجا وعوني بعدما ***عجزت فنون الطب من عافاك
قل للصحيح يمـوت لا من علة*** من بالمنايا يا صحيح دهـاك
قل للبصير وكان يحـذر حفرة*** فهوى بها من ذا الذي أهواك
بل سائل الأعمى خطا بين الزحام***بلا اصطدام من يقود خطاك
قل للجنين يعيش معزولاً بلا *** راع ومرعى من الذي يرعاك
قل للوليد بكى وأجهش بالبكاء *** لدى الولادة مـا الذي أبكـاك
وإذا ترى الثعبان ينفث سمه*** فاسأله من ذا بالسموم حشــاك
واسأله كيف تعيش يا ثعبان *** أو تحيى وهذا السـم بملء فاك
واسأل بطون النحل كيف تقاطرت ***شهداً وقل للشهد من حلاّك
بل سائل اللبن المصفى كان بين*** دم وفرث من الذي صفـاك
وإذا رأيت الحي يخرج من حنايا*** ميت فاسـأله من أحيـاك
قل للهواء تحسه الأيدي ويخفى ***عن عيون الناس من أخفـاك
قل للنبات يجـف بعد تعهـد *** ورعـاية من الجفان رمـاك
وإذا رأيت النبت في الصحراء *** يربو وحده فاسأله من أرباك
وإذا رأيت البدر يسري ناشراً *** أنواره فاسأله من أســراك
واسأل شعاع الشمس يدني *** وهو أبعد كل شيء ما الذي أدناك
قل للمرير من الثمار من الذي *** بالمر من دون الثمار غـذاك
وإذا ترى الجبل الأشم مناطحاً*** قمم السحاب فسله من أرساك
وإذا ترى صخراً تفجر بالمياه*** فاسأله من بالماء شق صفاك
وإذا رأيت النهر بالعذب الزلال*** جرى فسله من الذي أجراك
وإذا رأيت البحر بالملح الأجاج *** طغى فسله من الذي أطغاك
وإذا رأيت الليل يغشى داجياً *** فاسأله من يا ليل حاك دجاك
وإذا رأيت الفجر ضاحكاً *** فاسأله من يا صبح ساق ضحاك
هذه عجائب طالما أخذت بها *** عيناك وانفتحـت بها أذنـاك
يا أيها الماء المهين من الذي سـواك ***ومن الذي في ظلمة الأحشاء قد والاك
ومن الذي تعصي ويغفر دائماً *** ومن الذي تنسى ولا ينساك
يا أيها الإنسان مهلاً ما الذي *** بالله جـل جـلاله أغـراك
الله ما زال دون سائر خلقة *** وإلى الهدى والنور قاد خطاك
بك أستجير ومن يجير سواك***فأجر ضعيفاً يحتمي بحمـاك
يا مدرك الأبصار والأبصار*** لا تـدري له.. ولكنه إدراك
أتراك عين في الدّنا ولها *** مدىً لا تستطيع إذا به رؤياك
إن لم تكف عيني تراك فإنني*** في كل شيء أستبين علاك
لكن ما أرجو أراك إلهنا في ***جنة هي دار من أرضـاك
يا رب أذنبت وآذتنـي *** ذنوب ما لـها من غـافر إلاّك
يا غافر الذنب العظيم وقابلاً *** لتوب قلـب تائب ناجاك
أتردّه وتردّ صادق توبتي *** حاشاك ترفض تائباً حاشاك
يا ربّ جئتك نادماً أبكي*** على ما قدمته يداي لا أتبـاك
أخشى من العرض الرهيب عليك***يا رب وأخشى منك إذ ألقــاك
يا ربّ عدت إلى رحابك تائباً ***مستسلماً مستمسكاً بعـراك
إني أويت لكل مأوىً في الحياة *** فما رأيت أعزّ من مأواك
وتلمّست نفسي السبيل إلى*** النجاة فلم تجد منجى سوى منجاك
وبحثت عن سرّ السعادة جاهداً *** فوجدت هذا السرّ في تقواك
فليرضى عنيّ الناس أو لا *** أنا لم أعد أسعى لغير رضاك
أدعوك يا ربّ لتغفر حوبتي *** وتعينني وتمدّني بهــداك
فاقبل دعائي واجب رجاتي*** ما خاب يوماً من دعا ورجاك

77-1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة