ولادة النجوم الكثيفة جدا تترافق مع مقذوفات نارية
تاريخ النشر: 07/01/17 | 6:30
لا تزال عملية ولادة النجوم تشكل لغزا كبيرا في علم الفلك الحديث، وبخاصة كيفية وطريقة ولادة النجوم الكثيفة massive stars كونها جزء لا يتجزأ من المادة المتوسطة للغاز والغبار الكوني.
فحتى الآن يجد العلم الحديث صعوبة في الإجابة على سؤال مهم وهو كيف تتشكل النجوم؟ فعملية ولادة النجوم وكيفية تشكلها تعتبر من الأمور المهمة جدا في الفيزياء الفلكية الحديثة، لأن هذه النجوم هي التي تتحكم في مقدار الطاقة في المجرات الموجودة فيها، ومن خلال عملية المحاكاة العددية numerical simulation التي أجراها مجموعة من الباحثين منهم البروفيسور “فلهلم كلاي” Professor Wilhelm Kley من معهد البحوث الفلكية والفيزياء الفلكيةInstitute for Astronomy and Astrophysics التابع لجامعة “توبنغن” Tubingen بالإضافة لجامعات ومعاهد فلكية أخرى، فقد تم الكشف عن مواد جديدة في النجوم الكثيفة، والتي كانت فعلا سابقا في ولادة النجوم منخفضة الكتلة بالإضافة للنجوم البدائية أي التي تتولد حديثا، وقد تم توضيح هذه المعلومات في الورقة العلمية التي تم نشرها مؤخرا في النشرة الشهرية للجمعية الفلكية الملكية.
وعلق الباحث المشارك “رولف كويبر” Rolf Kuiper مدير مجموعة إيمي نوثر Emmy Noether المتخصصة بدراسة ولادة النجوم الكثيفة، والممولة من مؤسسة البحوث الألمانية German Research Foundation (DFG) “بأن الكشف عن ولادة مثل هذه النجوم عملية صعبة حتى بوجود التلسكوبات الفلكية الضخمة، وبعبارة أخرى فنحن نرى ولادة النجوم في المهد لكننا لا نستطيع الكشف عن النجوم نفسها، لذلك تم الاعتماد على أسلوب المحاكاة العددية وهي دراسة حديثة ومهمة ومكلفة لكن نطمح من خلالها بالكشف عن سر ولادة هذه النجوم”.
كشفت المحاكاة الرقمية عن بداية ولادة النجوم بوجود قرص من الغبار والغاز، ثم انهار على نفسه وانكمش بشكل تدريجي بفعل الجاذبية، وتشكل في نهاية المطاف “القرص المتنامي” accretion disk حول النجم الجديد الحار، والمواد في القرص المتنامي تدور حول مركز النجم وينتقل الغبار والغاز بشكل بطيء نحوه، وفي هذه المحاكاة تم ولأول مرة الاستدلال والتعرف على طريقة تشكيل المواد ذات الكثافة العالية داخل القرص الغير مستقر بفعل الجاذبية.
في بداية التشكل تبدأ كتل المادة بالانتقال من خلال القرص والفراغات الناهية إلى النجم المركزي، وتظهر هذه العملية على شكل مقذوفات نارية كثيرة جدا مثل إطلاق مئات الألاف من الشموس في الفضاء، وهذه الرشقات والمقذوفات كانت معروفة في النجوم التي ولدت في بداية الكون والنجوم ذات الكتل المنخفضة مثل الشمس، لكن هذه الدراسة كشفت عن نوع النجوم والزمن الكوني الذي سيطر على مثل هذه الأحداث الكونية.
وعلق الباحثون انه من الرائع أن يتم تصنيف النجوم بدقة والتعرف عليها وكأنه تم تصنيفها من خلال الأحماض الأمينية لكل نوع، كما أن هذه العملية تساعد العلماء على التعرف على أنواع النجوم سواء القريبة من الشمس أو الأكبر منها، بالإضافة لإمكانية التنبؤ بما سيحدث لهذه النجوم في المستقبل.
ومن المتوقع أن تساعد هذه الدراسة على وضع أساليب واستراتيجيات جديدة للكشف عن هذه الانفجارات والمقذوفات، وحتى من المتوقع إمكانية تصوير الكتل ذات الكثافة العالية في الرص المتنامي حول النجوم الصغيرة والكثيفة جدا بشكل مباشر من التلسكوبات والمراصد الفلكية الأرضية، مثل مرصد “ألما” الراديوي الضخم Atacama Large Millimeter Array (ALMA) والمراصد الفلكية الضخمة الأخرى.