إكتشاف نسيج من الخيوط الكونية المعقدة

تاريخ النشر: 12/01/17 | 5:48

كشفت ملاحظات جديدة عن طريق تلسكوب الفضاء هابل عن بنية معقدة للمجرة التي تحمل الرمز التصنيفي NGC 4696 وبشكل مفصل وغير مسبوق، وهي مجرة إهليلجيه تظهر نواتها اللامعة محاطة بنسيج من الخيوط الداكنة والدوامات التي تشبه الشعلات الضوئية.
والمجرة NGC 4696 عضو في العنقود المجري في كوكبة قنطورس Centaurus galaxy cluster وهو عبارة عن تجمع ضخم للمجرات يصل عددها إلى مئات المجرات، ترتبط مع بعضها البعض وكأنها جسم واحد بواسطة قوة الجاذبية، وتقع على مسافة 150 مليون سنة ضوئية في كوكبة قنطورس Centaurus ومن هنا جاءت التسمية، إلا أن العلماء لا يزالون يقدرون كتلتها من خلال مقارنتها بالمجرات المجاورة لها في العنقود المجري، ومع ذلك فهي ألمع مجرة في العنقود المجري وتصنف كذلك من ألمع المجرات المعروفة في الكون حتى الآن.
وتتميز المجرة NGC 4696 أيضا بالبنية الفريدة التي تميزها عن المجرات الأخرى، كما وكشفت الأرصاد السابقة شعلات ضوئية filaments متجعدة تمتد من الجسم الرئيسي للمجرة نحو الخارج بصورة غريبة وتشكل علامة استفهام كونية كبيرة في السماء، ويظهر الجزء اللولبي بشكل داكن محيطا بمركز المجرة التي تظهر بألوان زاهية وجذابة.
استخدم فريق دولي من علماء الفلك بقيادة جامعة كامبردج في المملكة المتحدة، بيانات تلسكوب الفضاء هابل Hubble Space Telescope الذي يدار بالتعاون ما بين وكالتي الفضاء الأمريكية والأوربية، حول هذا الهيكل الكوني الفريد من نوعه لدراسته بمزيد من التفاصيل، ووجد الباحثون أن كل من الخيوط الغبارية الداكنة يصل عرضها إلى حوالي 200 سنة ضوئية، وكثافتها أعلى من كثافة الغازات المحيطة بها بحوالي 10 مرات، وهذه الخيوط متماسكة وتعمل مثل الدوامة التي تتعمق داخل نواة المجرة وتعمل على تماسك الغاز الرئيسي مع النواة.
الحقيقة أنه وللوهلة الأولى تظهر أن نواة المجرة هي المسؤولة عن شكل ومكان الشعلات الضوئية نفسها، حيث يتربص في نواة المجرة ثقب أسود هائل supermassive black hole نشيط جدا، حيث يعمل الثقب الأسود على تسخين الغاز المحيط في نواة المجرة ودفعه إلى خارج مركز المجرة على شكل غازات ساخنة، لتظهر على شكل فقاعات ساخنة gas bubbles وتسحب معها مادة الشعلات الضوئية إلى الخارج بنفس اتجاه حركتها، ونتيجة لاجتياحها الحقل المغناطيسي للمجرة مع المادة المتدفقة، حيث تخلق العوامل المطلوبة لنشوء الشعلات الضوئية.
أن فهمنا الأوسع عن المجرات النسيجية مثل المجرة NGC 4696 قد تساعدنا على فهم أفضل حول ظهور الكثير من المجرات الضخمة القريبة منا ولكنها تبدو ميتة، بدلا من تولد فيها النجوم الجديدة من الغازات الكثيرة الموجودة فيها، إلا أنها تبدو مجرات هادئة ولا تولد فيها النجوم الجديدة ومعظم نجومها هرمة وكبيرة السن، حيث يمكن أن يكون المغناطيس القوي في المجرة هو من يمنع تجمع الغازات ومن ثم ولادة النجوم.

69

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة