واحد، أحد والفرق بينهما

تاريخ النشر: 19/12/16 | 6:41

(أحد) هو اسم أكمل من (الواحد)،
ألا ترى أنك إذا قلت “فلان لا يقوم له واحد” جاز في المعنى أن تستدرك، وتقول: بل يقوم له اثنان فأكثر، بخلاف قولك “لا يقوم له أحد”، فلا يصح بعدها أن تقول “بل اثنان”، إذ عندها يكون في الجملة تناقض.

“واحد” اسم لمفتتح العدد، فيقال: واحد واثنان وثلاثة.
أما “أحد” فينقطع معه العدد فلا يقال: أحد اثنان ثلاثة.

في “الأحد” خصوصية ليست في الواحد، تقول “ليس في الدار واحد”، فيجوز في المعنى أن يكون من الدواب والطير والوحش والإنس فيعم الناس وغيرهم، بخلاف “ليس في الدار أحد” فإنه مخصوص بالآدميين دون غيرهم .

“أحد” يستوي فيه المذكر والمؤنث قال تعالى {لستن كأحد من النساء}- الأحزاب، 32، بخلاف “الواحد” فلا يقال- كواحد من النساء بل كواحدة.

“أحد” يصلح للأفراد والجمع، ولهذا وصف قوله تعالى {فما منكم من أحد عنه حاجزين}- الحاقّة، 47- بخلاف “الواحد”.
“الأحد” له جمع من لفظه وهو الأحدون والآحاد، وليس لـ “لواحد” جمع من لفظه، فلا يقال واحدون بل اثنان وثلاثة ……
“الأحد” ممتنع الدخول في الحساب كالضرب والقسمة….إلخ بخلاف “الواحد”.

قال الأزهري: لا يوصف شيء بالأحدية غير الله تعالى، فلا يقال: رجل أحد، ولا درهم أحد. بل يقال: رجل واحد ودرهم واحد. وقيل: “أحد” صفة من صفات الله تعالى استأثر بها، فلا يشركه فيها شيء.
بالإضافة إلى “أحد” في وصف الله، فإن لفظة “الواحد” وردت كثيرًا في القرآن الكريم وصفًا له سبحانه، أذكر منها:

قال تعالى: {قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ}- الرعد، 16.
{لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ}-غافر، 16.
“الواحد” يمكن جعله وصفاً لأي اسم أريد، فيصح القول: رجل واحد، وثوب واحد، بينما لا يصح وصف شيء في الجملة المثبتة بـ “أحد” إلا الله الأحد:{قل هو الله أحد}- الإخلاص 1 فكأن الله عز وجل اختص بهذا النعت.
بينما تُستخدم “أحد” في جملة النفي {أيحسب أن لن يقدر عليه أحد}- البلد، 5، كما تستخدم “أحد” مضافة: {فابعثوا أحدكم بورِقكم..}- الكهف، 19 (وليس واحدكم)، جاء أحد المسئولين، وليس واحد المسؤولين.


فوائد لغوية:
* معنى الواحد = لا ثاني له، فلذلك لا يقال في التثنية واحدان، كما يقال رجل ورجلان، ولكن قالوا اثنان، حيث أرادوا أن كل واحد منهما ثان للآخر.
* إذا استعملت (أحد) في النفي كانت لاستغراق الجنس واستوى فيه المفرد والجمع والمذكر والمؤنث، يقال- ما في الدار أحد ، ولا يقال في الإثبات (في الدار أحد)، و يقال (ما جاء من أحد) ولا يقال (جاء من أحد) لأن استغراق الجنس محال في الموجب، ولكن يُتصور عدم مجيئهم في النفي.
* أصل “أحد” الجذر الثلاثي (وحد).
* نقول: قرأت أحد الكتب، تصفّحت أحد المجلدات.
ونقول في التأنيث: إحدى الطالبات وليس أحد، وإحدى السور…إلخ.
* عند العدد المركب نقول (أحدَ عشرَ) للمذكر، و (إحدى عشرة) للمؤنث، ولا تجوز فيهما (واحد)، بينما في العدد المعطوف نقول: اجتمعت واحدة (أو إحدى) وعشرون معلمةً.

للإفادة والتوسع:السيوطي (الإتقان في علوم القرآن)- طبعة دار السلام، ج1، ص 383.
عباس أبو السعود (أزاهير الفصحى)- دار المعارف، ص 239.
لسان العرب.

ب.فاروق مواسي
faroqmwaseee

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة