جاء بابا
تاريخ النشر: 17/12/16 | 4:02“جاءَ بَابا”، “جاءَ بابا” آهِ، ما أَحلى نِدَاها
كِلْمةٌ رَنَّتْ بِسَمْعِي رَدَّدَت رُوحِي صَدَاها
كِلْمةٌ ماجَتْ عَبِيراً وَرَحِيقاً مِن شِفَاها
كِلْمةٌ طافَت بِقَلْبِي فَتَسامَى، ثُمَّ تاها
كِلْمةٌ حَلَّقتُ فِيهَا نَحْوَ مَن كانَ بَرَاها
شَاكِراً آلاءَ رَبٍّ جَعَلَ الحُسْنَ فِدَاها
رَتَعَ الوَردُ على الخَدِّ ومِن دَمِّي سَقَاها
وَمِنَ الرُّمَّانِ سَوَّى شَفَتَيها وَلَمَاها
يا ابْنَتِي، يا بِضْعَةً مِنِّ ويَا نُوراً جَلاها
يا ابْنَتِي، قد كُنتِ يَوماً سَلْوَةَ الرُّوحِ، مُنَاها
كُنتِ أُنسِيْ في اغتِرابِي وَيْحَ نَفسِيْ، ما دَهاها؟
أَسْهَرَ اللَّيلُ جُفُونِي فإذا الصُّبْحُ تَلاَها
لَمْ تَجِدْ إلاَّ عُيُوناً ما لَهَا إلاَّ بُكَاها
يا ابْنتِي، كَمْ لَيلةٍ بِتِّ على صَدرِي، فَوَاها
وذِراعِيْ احتَضَنَتْ عُص فُورةً خَارَتْ قُوَاها
سَكَنَتْ بَعْدَ عِراكٍ وتَلاَها أَخَوَاها
فإذ نامُوا تَولَّتْ نَحْوَ وَجهِيْ راحَتَاها
وَتَغَنَّتْ بِكَلامٍ رائقٍ مِثلِ غِنَاها
قَبَّلَتْنِي، ثُمَّ نامَتْ آهِ ما أَعْذَبَ فَاها
أَرأَيْتُم قَبلَ هذا طِفْلةً تَحْدُو أَبَاها؟