البرتقال – التفاحة الذهبية

المقدمة: الموطن الأصلي للبرتقال من الصين، ومن أكثر أصناف البرتقال شهرة البرتقال اليافاوي. ينتمي البرتقال للحمضيات، وهي من العائلة السذابية ، يعتقد بأن مصدر الاسم برتقال يقترن بدولة البرتغال التى جَلبته من الصين وساهمت في نشره في العالم، كما اقترن البرتقال الشموطي (اليافاوي) بيافا التي من مينائها تم تصدير هذه الثمرة الذهبية الى أوروبا
الاسم العبري مشتق من اللون الذهبي للثمرة תפוח זהב وباختصار תפוז
يحتاج البرتقال لمناخ دافيء، فهولا يتحمل البرد، تكثر زراعته في اسرائيل في منطقة الساحل، أما في العالم تعتبر البرازيل الأكثر إنتاجاً للبرتقال فهي تنتج سنوياً ما يقارب 18 الف مليون طن، ثم تليها الولايات المتحدة فتنتج ما يقارب 8000 مليون طن سنوياً، ثم المكسيك، الهند ، ايطاليا، الصين ، اسبانيا، ايران ثم مصر التي تنتج ما يقارب 1,789 مليون طن. في اسرائيل 175 ألف دونم مغروسة بالحمضيات، كان انتاج البرتقال في اسرائيل 100 الف طن، في سنة 2013، منها 12% للتصدير 37% للصناعة و51% للسوق المحلي
مدينة يافا والحمضيات : إشتهرت يافا في تصدير الحمضيات، وبشكل خاص في تصدير البرتقال ومن أهما البرتقال الشموطي (اليافاوي)، حيث ارتبط اسمه بمدينة يافا. صُدرت غالبية الحمضيات من فلسطين، من ميناء يافا وتحت اسمها وهو Jaffa أي يافا ، وما زال حتى اليوم هو الشعار للصادرات الاسرائيلية من الحمضيات. جاء في كتاب “قصة حياتي في فلسطين والكويت لخير الدين أبو الجبين” عن زيارته لمدينة يافا، مكث فيها فترة من الزمن، عند إخوة أمه ، ويكتب عن زيارة ملك السويد لفلسطين سنة 1934 الذي حل ضيفاً في قصرخاله – زهدي ابو الجبن، الذي كان من كبار تجار الحمضيات قبل النكبة، مما يدل على أهمية مدينة يافا وتجارة الحمضيات في ذلك الوقت. يصف في كتابه كل ما يتعلق بالبرتقال من البيارة حتى الباخرة، واسماء تجار الحمضيات وكل ما يتعلق بتصدير الكميات الكبيرة من الحمضيات التي صُدرت عن طريق ميناء يافا وقد وصلت 22 مليون صندوق في السنة. بسعر 12 – 20 شيلينغ للصندوق في ذلك الوقت ، ويضيف بأن للحاج نمر النابلسي كانت بيارة مساحتها الف دونم. كما وأنه يذكر اصناف الحمضيات التي كانت في يافا في ذلك الوقت وهي: البرتقال اليافاوي، برتقال ابو سرة، برتقال فلنسيا، برتقال دم الزغلول،الكباد،البوملي،الجريب فروت، الكلمنتينا والمندلينا ويوسف أفندي، الليمون الحلو، الليمون الحامض، الخشخاش والبرتقال الصغير الذي يؤكل مع قشرته
ملاحظة: كان الجنيه الفلسطيني يساوي بقيمته، الجنيه الاسترليني البريطاني وكانت قيمته أكثر من ليرة ذهبية، أطلق بعض الناس اسم “شيلينغ” على القطعة النقدية بقيمة 50 ملاً ، يقسم الجنيه الى 1000 ملاً
أصناف البرتقال الأكثر أنشاراً
البرتقال اليافاوي: هو البرتقال البلدي او الشموطي، كما يظهر أصله من بلادنا، في بداية القرن التاسع عشر، تنضج ثماره في فصل الشتاء ويستمر قطف الثمار حتى نهاية نيسان، ثماره مرغوبة لسهولة تقشيرها، ولفصل فصوصها عن بعضها، قشرة الفصوص رقيقة مما يجعلها جيدة للأكل
برتقال ابو سُّرَّة: تكون هذا الصنف من البرتقال، نتيجة طُفرة في شجرة حمضيات أي أنها أحدثت تغيرات في المورثات (الجينات). كان هذا في بيارة حمضيات التابعة لأحد الأديرة في البرازيل، شوهدت هذه الطفرة سنة 1820، نتيجة هذه الطُفرة تكونت على أغصان هذه الطفرة ثمار تختلف عن ثمار باقي الشجرة، فكانت الثمار كبيرة، مذاقها جيد، يوجود في الثمرة ما يشبة السُّرَّة ( وهي عبارة عن توئم للبرتقالة أي برتقالة إضافية صغيرة في أسفل الثمرة) وعلى الغلب الثمرة عديمة البذور. في سنة 1870 تم نقل أجزاء من أغصان هذه الشجرة إلى كليفورنيا، تم تطعيم هذه الطفرة على اصول حمضيات مثل الخشخاش ومن كليفونيا انتقلت الى باقي انحاء العالم. تنضج الثمار في نهاية الخريف وبداية فصل الشتاء
برتقال فلنسيا: تم تطوير هذا الصنف في كليفونيا في القرن التاسع عشر، الثمرة صغيرة بالمقارنة مع الصنفين السابقين، يصعب تقشير الثمار، تستعمل لاستخراج العصير، تنضج الثمار في نهاية فصل الشتاء وبداية فصل الربيع
برتقال صيني: ثماره صغيرة جداً تؤكل مع قشرتها أصله من الصين Kumqua
الفوائد الغذائية والصحية للبرتقال: يحتوي البرتقال على عناصر غذائية مهمة جداً للجسم، منها الفيتامينات مثل فيتامين C و A، B1 ويحتوي على حامض الفوليك والبوتاسيوم ،الكالسيوم والحديد، النحاس واكبريت ويحتوي على مضادات الاكسيدة وغيرها و يعتبر من أفضل الفواكه المساعدة على تعزيز الصحة فهو يساعد في خفض الكولسترول ويساعد في تقوية الجهاز الدموي، يحفز من انتاج خلايا الدم البضاء فيقوي المناعة فتقي الجسم من الانفلونزا، يقلل من تكون حصى الكلى، يحتوي على مضادات الاكسدة ويحافظ على صحة العظام
بقلم: سهيل مخول – البقيعة