حقيقة الوضوء بعد أكل لحم الإبل
تاريخ النشر: 04/12/16 | 0:00من وقت لأخر تثار مسألة الوضوء عقب أكل لحم الإبل، وتدور التساؤلات حول حقيقة وجوب الوضوء بعد أكل لحم أو كبد الإبل أم لاء، خاصة وأن بعض العلماء يتمسكون بهذا الأمر.
يرى جمهور الفقهاء من الشافعية المالكية والأحناف أنه لا يجب على المسلم أن يعيد وضوءه إذا أكل لحم الإبل أو شئ منها، وهو المختار في الفتوى في دار الإفتاء المصرية، ولكن يرى بعض الفقهاء وخاصة الحنابلة أنه يجب أن نتوضأ بعد أكل لحم الإبل، لورود أحاديث نبوية تدل على ذلك.
فالذين يقولون بالوجوب يستدلون بحديث جابر بن سمرة رضي الله عنه الذي قال فيه: كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ النبي صلى الله عليه وسلم فَسَأَلُوهُ: أَنَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الْغَنَمِ؟ فَقَالَ: (إِنْ شِئْتُمْ فَتَوَضَّؤوا، وَإِنْ شِئْتُمْ لاَ تَوَضَّؤوا). فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الإِبِلِ؟ قَالَ: (نَعَمْ، تَوَضَّؤوا).. رواه مسلم.
بينما يستدل جمهور الفقهاء على عدم وجوب الوضوء بأن الحديث السابق منسوخ بحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: “كان آخر الأمرين ترك الوضوء مما مست النار” رواه أبو داود.
كما يستدلون بأن معنى الوضوء الوارد في الحديث على غسل اليد والمضمضة، وقد خصت الإبل بذلك -أي غسل اليدين والمضمضة- لزيادة دسم لحمها، وقد نهى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يبيت الرجل وفي يده أو فمه دسم؛ خوفاً من عقرب ونحوها، كما في سنن أبي داود.
واستدل بعضهم بقصة رويت في الأثر ولكنها ضعيفة وتقول إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يخطب ذات يوم ، فخرج من أحدهم ريح، فاستحيا أن يقوم بين الناس ، وكان قد أكل لحم جزور، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ستراً عليه !: من أكل لحم جزور فليتوضأ! فقام جماعة كانوا أكلوا من لحمه فتوضأوا. رواها ابن عساكر في تاريخ دمشق، ومصنف عبدالرزاق وهي من مرسل مجاهد، وتروى بسند ضعيف.
وخلاصة الأمر أنه عند جمهور الفقهاء لا يجب الوضوء من لحم الإبل، ولكن خروجًا من الخلاف يوصى أن يتوضأ الإنسان إذا أراد الصلاة وكان قد أكل لحم الإبل وفي ذلك منافع كثيرة منها الخروح من الخلاف والشبهات، كما أن تكرار الوضوء مستحب لما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “الوضوء على الوضوء نور على نور”.