مرمر والصيام…
تاريخ النشر: 24/07/11 | 5:48
عاد مرمر من المدرسة مسرورا جدا وهو يردد " جاء شهر الصيام فافرحوا يا غلمان" " جاء شهر الصيام فافرحوا يا غلمان" . ودخل المنزل والقى السلام على والدته وعاد مرة أخرى يكرر هذه العبارات بفرح كبير وبهجة ظاهرة على محياه. إستغربت الام لهذا الفرح الشديد الذي يبديه مرمر لقدوم شهر رمضان ولكن تساءلات الام ما أدراه ما شهر الصيام، فهي لم تحدثه عنه حتى الأن. فقررت أن تسأله: " يا حبيبي الصغير وما شهر الصيام؟" فأجابها بفرح :" شهر الصيام ، أخبرتنا المعلمة أنه قادم وأن فيه خير كثير ، وكانت مبتهجة جدا لقدومه ، ففرحت أنا ايضا"… فكرا قليلا ثم قال:" ولكن ما شهر الصيام، وما الصيام، وكيف نعرف أنه أتى، وأنا ما يجب علي فعله في شهر الصيام لأخذ الخير الكثير الذي حدثتنا عنه المعلمة". ردت الأم :" إنتظر قليلا يا ولدي سأخبرك بهذه الأمور إذهب أولا وبدل ملابسك وتعال الى غرفة الجلوس لنتحدث ونعرف ما هو شهر الصيام" ذهب مرمر مسرعا إلى غرفته وبدل ملابسه، فهو مشتاق لكي يعرف ما هو شهر الصيام وما الخير الكثير الذي يحمله. ثم عاد إلى غرفة الجلوس وجلس بجانب والدته وكله اذان صاغية. قالت الأم:" إن شهر الصيام هو شهر رمضان أحد الأشهر الهجرية ، فرض الله فيه الصوم". سأل مرمر بدهشة :" وما هو الصوم" فأجابته أمه :" الصوم هو أن نمتنع عن الطعام الشراب من صلاة الفجر حتى صلاة المغرب". قال مرمر:" ولكن لماذا يا ماما لا نأكل ولا نشرب؟" أجابت الام:" الصوم هو أحد أركان الإسلام، وهو فرض علينا ونحن نقوم به إطاعة لأوامر رب العالمين وطمعا في الاجر والجنة". فقال :" وهل الأجر والجنة هما الخير الكثير الذي حدثنما عنه المعلمة؟" أجابت الام:" نعم يا ولدي، ففي شهر رمضان تتضاعف الحسنات فالصلاة التي نؤديها في الأيام العادية كالعصر والظهر تزيد الحسنات فيها، والسنن أجرها كالفرض ويبارك الله في الوقت. وأيضا في العشرة أيام الأولى يرحم الله من يشاء من عباده، فهي أيام الرحمة، والعشرة الثانية هي مغفرة فيغفر الله لمن يشاء من عباده والايام العشرة الأخيرة فيها عتق من النار". مرمر :- قفز مصفقا- الله الله ، هذا كله في شهر الصيام، فهل قلتي لي متى سيكون، فأنا أريد ان أملىء جيوبي بهذه الحسنات وهذا الاجر العظيم". أجابت الام:" نحن الان في 18 من شهر شعبان الهجري وبعده ياتي رمضان. في يوم 29 من شعبان يرصد الناس القمر ، فإن رأوه يكون اليوم القادم اول يوم في شهر رمضان المبارك وإن لم يروه فيكون بعد يوم غد اي بعد 30 شعبان". مرمر :" ولكن ما دخل القمر في هذا الامر؟" الأم:" الأشهر الهجرية تبدأ وتنتهي حسب القمر، ورمضان هو واحد من هذه الأشهر. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته" . مرمر:" يا ماما الأولى فهمتها ولكن ما هي الثانية ؟" الام:" الثانية يا ولدي هي في يوم 29 رمضان إن رأينا القمر ففي اليوم الذي يليه يكون أول يوم من شهر شوال وهو أول أيام عيد الفطر السعيد وإن لم نره صمنا 30 يوما واليوم الذي يليه يكون يوم عيد". مرمر :" لقد فهمت الأن يا أماه". الام:" الحمد لله الذي علمنا ما لم نكن نعلم والأن سأذهب لأعد الغداء". مرمر :" انتظري يا أمي فلدي بعض الاسئلة الاخرى اريد ان تجيبي عليها". الام:" أنا أحب ان اجيبك على أسئلتك ولك سيأتي والدك بعد قليل وإخوتك ويجب أن يكون الطعام جاهزا". مرمر :" فهمت ، هل يمكنني أن اتي معك للمطبخ وأسئلك وأنت تعملين؟" الام :" لا مانع يا ولدي". ويتجهان سويا للمطبخ و اسئلك ويجلس مرمر على كرسي في الطبخ بينما تنهمك الام بتحضير الطعام. ويقول مرمر :" ماما ما يميز شهر رمضان؟" الام :" ما يميز شهر رمضان أنه أنزل فيه القرءان، وأننا فيه نصوم وفقط رب العالمين يعلم ان كنا صادقين في صومنا او لا فهو الذي يراقبنا ويرى ان اكلنا او شربنا سرا بعيدا عن الناس او لا، كما ان فيه ليلة القدر خير من الف شهر ، وهذه الليلة تكون في اخر عشرة أيام من رمضان ومن قام ليلها يغفر الله ذنوبه". مرمر :" ما شاء الله كل هذا الخير في شهر واحد؟" الام :"نعم يا صغيري ونسيت أن أقول لك أمران أخران أننا نصلي فيه التراويح بعد صلاة العشاء وهي من 8-20 ركعة، ونستيقظ قبل الفجر لنتسحر، أي نأكل شيء يسير يساعدنا على الصوم وهذا وقت مبارك". مرمر :" أماه اريد ان أكون من الصائمين عندما يأتي رمضان؟" الام :" ان شاء الله يا ولدي وايضا الصائمين يدخلون من باب اسمه الريان في الجنة وهو فقط للصائمين". مرمر: " يا الله كل هذا الخير ، ارجوك يا رب اريد ان اصوم فليأت سريعا". ومرت الأيام وجاء شهر رمضان وكان مرمر من الصائمين قدر استطاعته. فلجيله الصغير كان يشق عليه الصوم في الايام الاولى ولكنه كان يقاوم واستمر في الصوم حتى اخر يوم احيانا يصوم ساعة واخرى ساعتين. وصلى وكان يرافق والده للمسجد في صلاة الجمعة وصلاة التراويح. وأخيرا فرح بقدوم العيد السعيد الذي امتلأت الدنيا بهجة بقدومه.