العائد في هبته

تاريخ النشر: 16/11/16 | 16:00

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ مَثَلَ الَّذِي يَعُودُ فِي عَطِيَّتِهِ كَمَثَلِ الْكَلْبِ أَكَلَ حَتَّى إِذَا شَبِعَ قَاءَ ثُمَّ عَادَ فِي قَيْئِهِ فَأَكَلَهُ)(1).

شرح المفرادات(2): (العَطِيَّة): الهبة ، (قَاءَ): تقيَّأ.
(اَلَّذِي يَعُودُ فِي هِبَتِهِ): أي: الذي يتراجع في هبته إلى الموهوب.

معنى الحديث: ضرب مثل سيء لمن يعود في عطيته كرجوع الكلب في قيئه، والحديث في الصحيحين باختلاف بعض الألفاظ: فعَن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (الْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ كَالْعَائِدِ فِي قَيْئِهِ)(3).
وفي رواية عَنْه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَيْسَ لَنَا مَثَلُ السَّوْءِ, الَّذِي يَعُودُ فِي هِبَتِهِ كَالْكَلْبِ يَرْجِعُ فِي قَيْئِهِ)(4).
يقول ابن حجر: (لَيْسَ لَنَا مَثَلُ اَلسَّوْءِ) أَي: لَا يَنْبَغِي لَنَا مَعْشَرَ اَلْمُؤْمِنِينَ أَنْ نَتَّصِفَ بِصِفَةٍ ذَمِيمَةٍ يُشَابِهُنَا فِيهَا أَخَسُّ اَلْحَيَوَانَاتِ فِي أَخَسِّ أَحْوَالِهَا, قَالَ اَللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: (لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى), وَلَعَلَّ هَذَا أَبْلَغُ فِي اَلزَّجْرِ عَنْ ذَلِكَ وَأَدَلُّ عَلَى اَلتَّحْرِيمِ مِمَّا لَوْ قَالَ مَثَلًا: لَا تَعُودُوا فِي اَلْهِبَة(5).

(1) سنن ابن ماجه، برقم: (2384)، ومسند أحمد، 12/ 493، برقم: (7524), وصحّحه الألباني، ينظر: السلسلة الصحيحة, 4/ 275، برقم: (1699). وقال: وله شواهد خرجت بعضها في الإرواء, برقم: (1621).
(2) ينظر: فتح الباري لابن حجر، 5/535- 236.
(3) صحيح البخاري، برقم: (2621).
(4) صحيح البخاري، برقم: (2622).
(5) فتح الباري شرح صحيح البخاري للعسقلاني، 5/ 235-236.

3011

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة