الجش: دعوى قضائية لدفع 23 مليون شيكل

تاريخ النشر: 30/12/13 | 23:49

"الأخطاء العلاجية والطبية الفادحة التي ارتكبها المدعى عليه، أي مستشفى العفولة والدولة صاحبة المستشفى، والاهمال الطبي الذي ابداه اطباؤه ادت الى تدمير حياة الطفلة المدعية ووالدتها الوصية عليها قضائياً دون اي امكانية لإصلاح الأضرار، ناهيك عن الاضرار الكبيرة التي الحقها ذلك بحياة الطفلة وأقاربها، هذا ما جاء في دعوى قضائية قدمها الى المحكمة المركزية في الناصرة المحاميان زكي كمال وكمال زكي كمال، باسم موكلتهما الطفلة من قرية الجش، ووالدتها ضد مستشفى العفولة دولة اسرائيل، يطالبان فيها بتعويض موكلتهما بثلاثة وعشرين مليون شيكل، جراء اضرار غير قابلة للإصلاح الحقها بموكلتهما علاج طبي اتسم بالإهمال التام تلقته في المستشفى.

وجاء في الدعوى ان موكلتهما وهي طفلة من قرية الجش تبلغ اليوم من العمر ثلاث سنوات، ولدت بصحة جيدة جداَ وتطورت بشكل طبيعي تماماً كباقي الأطفال، ابناء جيلها، وإنها وصلت بتاريخ 26.10.2011 الى قسم الجراحة في مستشفى العفولة لإجراء عملية جراحية حددت لها بعد ان اشارت فحوصات طبية اجريت لها قبل شهرين من موعد العملية الى تمزق بسيط في الحجاب الحاجز ألأيمن، وان الفحوصات التي اجريت لها قبل العملية الجراحية كانت ايجابية.

وجاء ايضاً ان طاقم الأطباء ألذي يشمل عدة أطباء، وجد خلال العملية تمزقاً في الحجاب الحاجز ألأيمن، وانه تم اجراء العملية عبر بطن الطفلة واغلاق موضع العملية بغرزات فرولين، ولكن اتضح من خلال تصوير الاشعة بعد ساعات من العملية ان التمزق الذي اجريت العملية من اجله قد تكرر مما ادى الى تدهور حالة الطفلة الصحية وارتفاع درجة حرارة جسمها، مما اضطر الأطباء الى اجراء عملية جراحية ثانية لإصلاح الضرر، لكن حالة الطفلة الصحية لم تتحسن بل تدهورت في الأيام الخمسة التالية، ليجري الأطباء عملية جراحية ثالثة لم تحسن من صورة الوضع، وعندها نقلت الطفلة الى مستشفى شيبا لتجرى لها عملية جراحية رابعة بتاريخ 9.11.2011 ثم خامسة 22.11.2011 وسادسة 3.1.2013، تم اعادة الطفلة الى منزلها في نهاية كانون الثاني 2012

وجاء في الدعوى ان ما حدث للطفلة كان نتيجة مباشرة لإهمال طبي خطير وعدم تقيد بالأنظمة خاصة وان العملية الجراحية الأولى كان يجب ان تجرى فور اكتشاف التمزق وليس بعد شهرين، اضافة الى اخطاء قاسية في العلاج وعدم فهم تأثيرات واخطار التمزق الأمر الذي ادى الى اخضاع الطفلة لسلسلة غير مبررة من العمليات الجراحية واستئصال تسعين بالمئة من امعائها الغليظة دون مبرر، الا الاهمال.

هذا وارفق بالدعوى تقرير طبي من البروفيسور يتسحاك فينوغراد مدير قسم جراحة الأطفال في مستشفى "دانا" في تل ابيب استعرض فيها الاخطاء التي ارتكبها الطاقم الطبي قبل وخلال وبعد العملية الجراحية مؤكداً ان الحالة تشير الى تقييم وتشخيص طبي خاطئ ومتواصل وعدم فهم لأبسط الاجراءات الجراحية واهمال طبي واضح للعيان، فالعملية الجراحية الاولى اجريت وسط اهمال شديد مما ادى الى التكرر الفوري للتمزق وتدهور حالة الطفلة جراء استمرار الخطوات العلاجية الخاطئة والمتكررة واستئصال الامعاء الغليظة بشكل شبه تام. مما أبقى الطفلة تعاني مما يسمى طبياً "ظاهرة الأمعاء القصيرة" مما يعني ان جزءاً من تغذيتها يتم عبر وريد مركزي وليس عن طريق الفم وسيبقى ذلك طيلة حياتها.

واختتم المحاميان زكي كمال وكمال زكي كمال الدعوى بان الطفلة ستحتاج طيلة حياتها الى علاجات طبية متواصلة وعمليات جراحية اخرى عديدة والى الاعتماد كل يوم وكل ساعة، بل وكل لحظة على مساعدة الغير الأمر الذي اضطر والدتها وهي موظفة الى ترك عملها للتفرغ لمساعدتها، ناهيك عن ان اهمال المدعى عليهم حرم الطفلة التي ولدت معافاة سليمة من نعمة الحياة ومتعتها كما افقدت عائلتها كلها متعة العيش واستبدلتها بالمعاناة.

وطالب المحاميان كمال المحكمة بإلزام المدعى عليهم بتعويض المدعية بثلاثة وعشرين مليون شيكل مقابل معاناتها وفقدان متعة العيش والحاجة الى مساعدة الغير والنفقات الطبية المستقبلية وفقدان الدخل والحاجة الى علاج ومساعدة نفسية لها ولأفراد عائلتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة