ثقب أسود هائل يندفع وحيدا في الفضاء
تاريخ النشر: 26/11/16 | 3:57توجد الثقوب السود عادة في قلب المجرات، بانتظار التهام النجوم التي تقترب منها، قبل أن تطلق أشعة أكس قاتلة بعد وجبتها الدسمة، لكن علماء الفلك عثروا على ثقب أسود غريب يندفع وحيدا في الفضاء.
فهذا الثقب الأسود -الذي يحمل الاسم “بي3 1715+425”- لم يكن في مركز مجرة، كما أنه بدا “عاريا”، بمعنى أنه خال من التجمعات النجمية المعتادة.
ووجد العلماء أن “بي3 1715+425” عبارة عن ثقب أسود هائل يقع على هامش مجرة باهتة وصغيرة بشكل غير معتاد. ومثل بقية الثقوب السود الهائلة فإنه كان يؤدي عمله بالتهام النجوم وتجشؤ أشعة أكس القاتلة عند الشبع، واستمر هذا الروتين لمليارات السنين حتى اصطدمت المجرة الحاضنة لهذا الثقب بمجرة أكبر.
ويعد اندماج المجرات أمرا شائعا في الكون، خاصة ضمن عناقيد المجرات الكبيرة مثل عنقود المجرات “زد دبليو سي أل 8193” الذي تعيش فيه مجرة هذا الثقب الأسود.
ويعتقد علماء الفلك أن المجرات الكبيرة في الكون تشكلت أصلا من خلال اندماجها مع مجرات أخرى. وعادة، عندما تندمج مجرتان، فإن الثقبين الأسودين يبدآن بالدوران حول بعضهما إلى أن يندمجا معا في نهاية المطاف.
وفي معظم الأوقات فإن عمية الاندماج هذه تتم بسلاسة نظرا لأن كافة المجرات تقريبا تحتضن ثقوبا سودا هائلة توجد على الأغلب في مراكز المجرات. لكن يبدو أنه في حالة الثقب الأسود “بي3 1715+425” هناك شيء خطئ قد وقع، حيث جُرِّد الثقب من نجومه أثناء محاولته الهروب من براثن مجرة أكبر، وصدف أن رصد علماء الفلك هذا الموقف.
فباستخدام “فري لونغ بيسلاين أراي” (في بي أل أي) التابع للمؤسسة الوطنية للعلوم، وهو مصفوفة مناظير (تلسكوبات) أمواج لاسلكية (راديوية) مكونة من عشرة صحون لاقطة بقطر 25 مترا للواحدة تنتشر في أنحاء العالم وتتم إدارتها من نيومكسيكو، سجل العلماء هروب الثقب الأسود عن التصادم الكوني بسرعة تزيد عن 3200 كيلومتر في الثانية.
وقال عالم الفلك من المرصد الوطني للفلك بأمواج الراديو جميس كوندون، وهو كبير معدي الدراسة، في بيان صحفي “كنا نبحث عن زوج من الثقوب السود الهائلة، أحدهما منزاح عن مركز مجرة، كدليل على اندماج سابق لمجرتين”، وأضاف “بدلا من ذلك عثرنا على هذا الثقب الأسود يفر من المجرة الأكبر مخلفا وراءه ذيلا من الأنقاض”.
ويعتقد العلماء أنه في نهاية المطاف، بعد نحو مليار سنة، سيصبح الثقب الأسود “بي3 1715+425” غير مرئي لعدم وجود نجوم جديدة يتغذى عليها، لكنه سيستمر على الأرجح باندفاعه عبر الكون من دون أثر خلفه.