نماذج من حسن العشرة والتعامل بين الزوجين بالإسلام

تاريخ النشر: 31/10/16 | 1:55

أولاً- حسن معاملة الزّوج للزوجة في الهدي النبوي:

يجب على الزوج تحسين خُلقه مع زوجته والرفق بها، وتقديم ما يمكن تقديمه إليها مما يؤلف قلبها، لقوله تعالى: )وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ(، وقوله:) ولَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ. وفي صحيح البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا”.
وتذْكُر كتب السيرة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قضى مِن زهرة شبابه المبارك خمسًا وعشرين سنة مع خديجة بنت خُويلِد -رضي الله عنها- ولم يتزوَّج عليها ولا أحبَّ أحدًا مثل حبِّه لها، وظلَّ طوال عمره يَذكرها ويُكرم صديقاتها وصواحِبها، فقد زارتْه مرةً عَجوز في بيت عائشة فأكرَمها وبسَط لها رِداءه فأجلَسَها عليه، فلما انصرَفت سألتْه عائشة عنها فقال: (إنها كانت تَزور خديجة)، فإذا كان هذا حالَه بعد وفاتها، فما ظنُّك بمعاملته لها في حياتها؟

وفي سنن النسائي عن عائشة – رضي الله عنها- قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خَلا في بيتِه كان أليَنَ الناس، بسَّامًا ضَحاكًا. وقالت: ما ضرَب رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة له ولا خادِمًا قط”.
وسُئلت عما كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يصنَع في أهلِه، فقالت: “كان في مِهنَة أهلِه، فإذا حضَرت الصلاة قام إلى الصلاة”، رواه البخاري. وقالت: “كان أليَنَ الناس، وأكرَم الناس، وكان رجلاً مِن رجالكم، إلا أنه كان بسامًا”.

وروى ابن عساكر عنه صلى الله عليه وسلم: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي، ما أكرمَ النساء إلا كريم، ولا أهانَهنَّ إلا لئيم ). ولا شك أنّ المقام يطول في بسط سيرته العطرة مع أهله ومَن حوله.

ثانياً- حسن معاملة الزوجة للزّوج في الهدي النّبوي:

هناك آداب وأخلاق حضَّتْ عليها الشريعة الإسلامية في معاملة الأزواج حتى يدوم حُسن المعاشرة بين الزوجين، ويبقى بيت الزوجة سعيدًا، ثابت الدعائم قوي البنيان، غير مهدد بالسقوط والانهيار، والفشل والضياع وما يترتب على ذلك من نتائج وخيمة على كل من الزوجين والأولاد، منها:

قوله صلى الله عليه وسلم: “إِذَا ‏صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا،وَصَامَتْ شَهْرَهَا، وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا، وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا، قِيلَ لَهَا: ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ ‏شِئْتِ”. رواه أحمد في مسنده عن عبد الرّحمن بن عوف، وهو في صحيح ابن حبان عن أبي هريرة.
روى ابن ماجة عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: “لَمَّا قَدِمَ مُعَاذٌ مِنَ الشَّامِ سَجَدَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فقَالَ: (مَا هَذَا يَا مُعَاذُ؟) قَالَ:أَتَيْتُ الشَّامَ فَوَافَقْتُهُمْ يَسْجُدُونَ لأسَاقِفَتِهِمْ وَبَطَارِقَتِهِمْ، فَوَدِدْتُ فِي نَفْسِي أَنْ نَفْعَلَ ذَلِكَ بِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ( فَلا تَفْعَلُوا، فَإِنِّي لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِغَيْرِ اللَّهِ، لأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لا تُؤَدِّي الْمَرْأَةُ حَقَّ رَبِّهَا حَتَّى تُؤَدِّيَ حَقَّ زَوْجِهَا..).
وعن الحصين بن محصن: أن عمةً له أتت النبي صلى الله عليه وسلم في حاجة ففرغت من حاجتها، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: أذات زوج أنت؟ قالت: نعم! قال: كيف أنت له؟ قالت: ما آلوه (أي لا أقصّر في حقه) إلا ما عجزت عنه، قال: “فانظري أين أنت منه، فإنما هو جنتك ونارك”؛ أي هو سبب دخولك الجنّة إن قمت بحقّه، وسبب دخولك النار إن قصّرت في ذلك.
بل قال الإمام أحمد: إذا تعارضت طاعة الزوج مع طاعة الأبوين، قُدمت طاعة الزوج. فقد جاء في شرح منتهى الإرادات أنّ الإمام أحمد قال لما سُئل في امرأة لها زوج وأم مريضة: طاعة زوجها أوجب عليها من أمها إلا أن يأذن لها.
ولهذا الذّي ذكره الإمام أحمد أصْلٌ في السّنة. فقد أخرج الحاكم عن عائشة رضي الله عنها قالت: سَأَلْتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم أَيُّ النَّاس أَعْظَمُ حَقًا عَلَى المَرْأَةِ؟ قَالَ: زَوْجُهَا، قُلْتُ: فَأَيُّ النَّاس أَعْظَمُ حَقـًا عَلى الرَّجُلِ ؟ قَالَ: أُمَّهُ.

2012-couple_379357067

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة