الحيل المنحرفة تحوم حول قناة السويس

تاريخ النشر: 21/10/16 | 9:36

ليس من المدهش أن تجد “المارقين” عن (الحق) دوماً يلجأون إلى الحيل المشبوهة من أجل التحايل فى تبرير الوسائل التى ترمى إلى نفس المرمى المرموق والهدف المصوب إليه . . وما صدق أن تنفس المصريون الصعداء بعد قرار بطلان فضيحة (بيع) “الجزيرتين” من أجل تأمين أمن العدو الأول (إسرائيل) . . حتى تبرز وتطفوا على السطح فجأة طامة أو جلطة أخرى . . أو بالأحرى (حيلة) جديدة تحت (توقيع) “عقد شراكة” (إستثمارى) جديد يطلق عليه “قناة السويس للحديد والصلب” (بين) “هيئة قناة السويس ومؤسسة الخبرات الدولية السعودية” . .

. . من يقرأ مقالات هذا الكاتب الموقع أدناه يعرف جيداً مدى عمق بصيرته وحرصه على تبليغ أهمية “قناة السويس” التى وحدها (فقط) تملك (تركيع) العالم أجمع دون إستثناء لمن يهمه أمر مصر والوطن العربى كافة . . من هنا . . حكام “السعودية” مثل أمثالهم فى كل مكان وأولهم “أمريكا” . . قد أيقنوا عاقبة إغلاق الملاحة فى وجههم حين يأتى الأمر والحاجة الضرورية لتنفيذ ذلك تحت قيادة حكيمة –– (ليست) مرتعدة أو مرتمية فى أحضان أمريكا خوفاً أو قلقاً على “العلاقات الإستراتيجية” من جانب واحد معروف . . فبدأت حيلة التقرب من “قناة السويس” من خلال (مسرحية) “تيران وصنافير” السخيفة كى تعرض على مسرح الأحداث فى أقبح صورة لتشتيت فكر شعب مصر عن أخطر مرحلة تمر بها البلاد فى عصرها الحديث والتى إنتهت بالفشل . . ثم قبعت بعدها حيلة “قناة السويس للحديد والصلب” تشرق من أرض (القناة) تحت وهم “إستثمار” أو قصيدة “القرب من القناة” . .

. . فى المقال السابق –– “[الحق المغضب]” –– طرحنا نبذة مقتصرة عن طموحات “حكام المملكة” وحيدنا تماماً مدى إحترام وحب المصريين إلى ود وكرم الشعب السعودى حتى (لا) يخطئ الجاهل بتلك العلاقة الأبدية الوطيدة منذ فجر “الرسالة” . . لكن الحقيقة المرة التى (لا) يجب التغاضى عنها أن أولئك وهؤلاء الحكام يرسلون مندوبون موكلون عنهم إلى “الكيان الصهيونى” مع مراعاة مدى إرتباطهم العميق مع أمريكا التى قد أصدرت قراراً مؤخراً لسماح رفع قضايا من ضحايا الإرهاب ضدهم لإبتزازهم شرعياً . . ماذا كان رد فعلهم عندئذ سوى دفع ملايين الدولارات لأحقر جريدة “يهودية” تحمل إسم “نيويورك” لتخصيص صفحة لتجميل صورهم عوضاً عن التصدق بها على مساكين أطفال حلب وغزة الجوعى . . والمعذبون فى وطن طحن طفولتهم تحت الأنقاض . . وأهدر براءة أمالهم بين حطام مدن ينعق فوقها البوم . . فقضية الأمة العربية الأولى (فلسطين) . . التى (لم) و(لن) تموت قد أصبحت خارج أجندة المفاوضات أو حتى الذكر عند هؤلاء الحكام مع الأمراء . .

. . بالطبع لهم مطلق الحرية فى رسم سياسة “السعودية” الداخلية والخارجية للتعامل كما يرون مع القانون الذى أصدره الكونجرس الأمريكى ضدهم . . مع الإحاطة بموجب (هدية) نفس “القانون” –– (يحق) لكل أسرة مصرية وعربية فقدت شهيد فى حروب ٤٨–– ٥٦––٦٧––٧٣ كامل الحق القانونى فى (مقاضاة) أمريكا وإسرائيل معاً لإرغام (أمريكا) “الصديقة” بدفع التعويضات بنفس القدر المادى الذى سوف يطالب به ضحاياها “السعودية” –– مع ثبوت شهادة الوفاة (فقط) منذ (ملكية) السلاح المستخدم فى “الجريمة” راجعة إلى “أمريكا” حيث ينتمى (الصنع) مع الإمداد للعدو . . ويحجز على أموال سفاراتها وقنصلياتها وجامعاتها وممتلكاتها فى مصر وغيرها لإرغامها رغم أنفها لتنفيذ الأحكام ضدها أو الخروج (بلا) رجعة لحين (الركوع) مع سداد التعويضات –– ولكن (لن) يسمح لهم عربى شريف رسم مسار قرار المصير أو توجيه مسار مستقبل أعرق وأشرف وطن عرفه التاريخ والبشرية . . الوطن العربى الكبير –– الذى لن يهدأ ولن تضمد جراحه حتى تعود (فاكهة) العرب (فلسطين) إلى شجرتها الراسخة فى حضن بستانها الأم . .

. . الخداع والتحايل تحت (لقب) “قناة السويس للحديد والصلب” من أولئك وهؤلاء (نصابين) “تيران وصنافير” يلزم الوقوف والتبصر بعين الحكمة مع الحنكة فى ما يرمى من وراء اللقب والمضمون ومن المستفيد أو المحرض فى إقتحام منطقة “قناة السويس” لزرع شبكة من التجسس والتلصص على أخطر وأهم مكان على سطح اليابسة يهدد مباشرة أساسيات الأمن القومى لمصر والأمة العربية كلها مدنياً وعسكرياً . . وطبعاً أعداء مصر أمريكا (قبل) إسرائيل (لن) يجدوا أفضل من “حكام السعودية” لإختراق أمن مصر فى وضح النهار تحت وهم أكذوبة الإستثمار الذى أفلس مصر ووضعها على حافة “ثورة الجياع” التى أوشكت بشروقها تخترق سحب الضباب والتضليل . . و(لا) مفر منها لإرساء سيادة (حق) “العدالة الإجتماعية” على الجميع . . ***[الكل يأكل –– الكل يجوع] *** . . هذه (هى) فلسفة المساواة السوية والعدل الحق فى كل الأديان كما جاءت مع حكمة وفضيلة “الصيام” (الغائبة) عن الأذهان والتى (لم) يسمع بها أحد فى الشرق أو الغرب من قبل –– *[الكل يأكل –– الكل يجوع]* –– هذا (هو) أمثل الحق ممثل محور لب العدالة الإجتماعية الحقيقى الذى ينحاد عنه المارقين عن الحق فى كل مكان وزمان –– رغب من رغب . . وغضب من غضب . .

. . ما الداعى الإستراتيجى أو العبقرى فى إختيار منطقة أمن قومى مصرية لوضع مشروع (بطيخ) أو “حديد وصلب” لعبور من (هو) غير (مصرى) “فرعونى” داخلها ؟ ؟ ؟ –– ولماذا فى هذه المنطقة السيادية الحساسة الأهمية لأمن مصر بالذات ؟ ؟ ؟ . . هل لم تعد “حلوان” صالحة فى إستضافة الحديد والصلب الذى (جار) عليه إهمال جهل “الإستيراد” . . أو الغاية كما يبدو واضحاً هو ربط (إسم) “قناة السويس” كى يأتى خلفاء (نصابين) بعد مرور “سبعين سنة” ليقدموا لأجيال مصر القادمة عقد “شراكة الحديد والصلب” على أنه “شراكة قناة السويس” نفسها كما ظن جهل إنجليز بريطانيا فى السابق . . (لا) يجوز (قرن) إسم “قناة السويس” مع أى مشروع إستثمارى سواء محلى أو أجنبى مع أى كائن كان . . “عين السخنة” (ليست) “قناة السويس” –– شرارة “زلزال أكتوبر” الأولى توهجت وزلزلت الأرض تحت أقدام العالم كله من لهيب ينابيع “الزعفرانة” (و) “عين السخنة” –– راجعوا “البيان الأول” المذاع يوم السبت الموافق السادس من أكتوبر سنة ١٩٧٣م . .

. . وقوع حيازة أرض المشروع المشبوه تحت (ملكية) “هيئة قناة السويس” –– (لا) يعطى حق أو قرن التسمية من قريب أو بعيد إلى المجرى الملاحى المصرى الصرف . . وعليه . . يجب على المحاميين حماة “تيران وصنافير” الأشراف رفع قضية على الحكومة لفصل وتحييد إسم “قناة السويس” عن “الحديد والصلب” حتى (لا) تقع مصر فى ورطة هزل أخرى مستقبلاً من “زلة ملكية” أو “زلة لسان” (حق) –– أنطقها (الحق) رغم أنفها . .

. . الشعب المصرى فى غنى تام عن هذا النوع من “الإستثمار” (الكاذب) الذى يدبر من وراء ترويجه أعداء مصر المعروفين المتعاملين والداعمين لأولئك الحكام من عهود . . ولكن السؤال المغضب –– أين (عباقرة) “المخابرات الحربية” الذين سخروا سيناء تحت سيطرتهم (قبل) وأثناء “حرب أكتوبر” بجعلها كتاب مفتوح لهم من فتح منطقة أمن مصر “قناة السويس” أمام العدو المتخفى وراء رداء “إستثمار السعودية” . . كيف يسمح لمثل مهزلة تحدث تحت مسمى “مؤسسة الخبرات الدولية السعودية” أو بالأحرى “المخابرات الدولية” حيث “الخبرات الدولية” تعنى قدوم “جواسيس” يهود أمريكا وإسرائيل التى أغلب مواطنيها يحملون “جواز أمريكى” كخبراء إلى منطقة القناة لرصد القوات وتصوير المواقع الحساسة ذات الإستراتيجية القصوى . . أم تكويرة “الكوسة” إمتدت فى إختيار (صفوة) الذكاء والعبقرية داخل (مخ) مصر وعمودها (الفقرى) كما يبدو من فقر جمع المعلومات عن الإرهابيين فى “سيناء” الذين يرصدون بمكر ودهاء ناجح تحركات القوات وكمائن الشرطة والجيش . . ويكبدوننا خسائر فى الأرواح والعتاد يومياً . . والمخابرات الحربية مازالت (غائبة) عن المشهد وتقف عاجزة عن التسلل داخل خلايا الإرهابيين عكس (أبطال) الماضى القريب الذين تسللوا ببسالة داخل (الكنيست الإسرائيلى) نفسه . . (بل) تركت حيلة الإستثمار الوهمى “الأجنبى” يعبر إلى الضفة الغربية من “قناة السويس” بالترحيب والأحضان موقع من رجل يجب إحالته على المعاش من زمن طويل . . ولو كان كفء لإدرارة “قناة السويس” لنفخ خزينة البنك المركزى بإحتياطى (لا) يقل عن خمسمائة (٥٠٠) مليار دولار من دخل القناة وحدها . . أكرم من اللجوء إلى القروض التى قيل كذباً أنها “بلا شروط” . . بل أوامر . . وفجأة “البنك المركزى يوفر 60% من ال6 مليار دولار شرط الحصول على قرض صندوق النقد” البالغ ١٢ مليار . . سنضع تأمين نصف القرض ضمان كى ندفع فائدة مركبة عليه مع القرض . . أى (ذكاء) “دكتوراة” نتحدث عنه هنا ! . . وإذا عندنا توفير “ال6 مليار دولار” –– ما الحاجة لقرض مثلهم . . ثم البكاء إلى “الأغنياء” من (منافقين) صحف الطرب الذين أصبحوا “أغنياء” من (الهوى) فى “عالم الأنترنت” . . يجب أن يبدأ كل منهم بنفسه أولاً . . ويسأل ثم يعلن على الملأ كم يتبرع من دخل الملايين إلى مصر كل يوم ! ! ! . . بدلاً من هوس “ترجمات” سفاهات أمريكية (لا) تمثل حقيقة فى دنيا الواقع “الديمقراطى” (المزيف) بالكذب والرياء –– لقد إكتشف العالم أخيراً حقيقة (حرية) “حقوق الإنسان” (المزيفة) المهانة التى برهنت عليها أساليب مع ألوان التعذيب فى “جواتاناما بى” و”أبو غريب” –– مع نغمة (ديمقراطية) “الصندوق” عبر “الإنتخابات (المزورة) بعد أن شهد عليها شاهد عيان من صلب أهلها عقب أن إنغمس فى قاع وحلها سعياً إلى إعتلاء كرسيها المزخرف نفاق ومدنس تدليس . . والتى خضنا فى الحديث عنها مرات تلو مرات من عقود و(لا) أحد يريد أن يصدقنا . . سوف يصدقون الآن (الملياردير) مرشح الرئاسة . .

. . ستظل “المخابرات الحربية” (هى) محور (النصر) والإستقرار فى أى معركة . . (لن) تنتصر مصر على الإرهاب حتى تعيد صفوة العباقرة ونخبة الحنكة إلى هذا الجهاز الجدير الأساس أمثال (العبقرى) الذى أرسل رسالته عقب إجراء مقابلته مع “ضابط المدفعية” (قاتل) “بطل أكتوبر” فى حادث “المنصة” الشهير . . يوصى فيها بإبعاد وتشديد على (منع) وعدم إشراكه مع “قوات المدفعية المشاركة فى العرض العسكرى يوم ٦ أكتوبر” والتى وصلت (متأخرة) كثير بعد إنهاء مسرح “الجريمة” لسوء حظ الضحايا . . هذا (العبقرى) المخابراتى كان يجب تعيينه فوراً مدير المخابرات الحربية لتعيين أمثاله النوابغ الأكفاء ممن يمتلكون حسن البصيرة فيها . . (ليس) حسب كفاءة “الكوسة” لتأمين مناصب وحماية شخصيات زائلة . . مصر تريد مثل هذا “الفرعونى” (العبقرى) كى يدير المخابرات الحربية ليأمر رئيس الجمهورية (قبل) وزير الدفاع بعدم السماح لأى (ملك) أو “رئيس” (أجنبى) من (القرب) من أى منطقة إستراتيجية تهدد الأمن القومى مثل “القناة” وأماكن (المفاعل النووية) وأمن “المطارات” التى يريد (حكام) السعودية “الشراكة” فيها . .

. . هؤلاء “الحكام” لهم أهواء (لا) تتفق مع ما يجرى من خطورة على الساحة مؤثر على مستقبل أمة بأثرها . . يظنون أحياناً بالخطأ أن المال قادر على شراء كل شئ فى الحياة . . وما (لا) يدركون أو يفطنون له . . أن المال (لا) يقدر على شراء إرادة الشعوب الحرة الأبية حين تهجر الرضوخ وتقرر المصير لتركع القدر كى يستجيب لها طاعة وإنطياع . . سوف يستمرون على نفس نهج إستخدام كل الأساليب الملتبسة والمنافذ الملتوية فى كيفية التسلل الخفى حتى نتفهم بيقين أن كل “الحيل المنحرفة تحوم حول قناة السويس”.
ابن مصر – عاصم أبو الخير
sweeex

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة