أنوار من آية الهجرة النبوية

تاريخ النشر: 14/10/16 | 15:57

لقد ذكر القرآن الكريم الهجرة النبوية الشريفة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة وتناولها في آيات عديدة استوعبت في توجيهاتها ودلالاتها كل زمان وكل مكان وكل جيل إلى يوم الدين, ولا بد لكل قارئ يقرأها في أيامنا هذه أن يشعر بأنها تخاطبنا نحن، وتقرع قلوبنا وأسماعنا، والتي من أبرزها قول الله تعالى ” إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدۡ نَصَرَهُ ٱللَّهُ إِذۡ أَخۡرَجَهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ ٱثۡنَيۡنِ إِذۡ هُمَا فِي ٱلۡغَارِ إِذۡ يَقُولُ لِصَٰحِبِهِۦ لَا تَحۡزَنۡ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَاۖ فَأَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُۥ عَلَيۡهِ وَأَيَّدَهُۥ بِجُنُودٖ لَّمۡ تَرَوۡهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلسُّفۡلَىٰۗ وَكَلِمَةُ ٱللَّهِ هِيَ ٱلۡعُلۡيَاۗ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ” (التوبة: 40).
ولنا معها أربع وقفات بإذن الله تعالى:
1- يؤكد ربنا جل وعلا على نصرة لرسوله صلى الله عليه وسلم ولصاحبه رضي الله عنه وهما في الغار، رغم ضيقه وصعوبة الوصول إليه وإنها ليست مصادفة أن تكون انطلاقة بناء دولة الإسلام من الغار”غار ثور”، وأن انطلاقة الدعوة كانت من الغار ” غار حراء ” فإنه قدر الله، وما أعجب قدر الله وما أحكمه !
فيا أحباب رسول الله ويا أتباع دعوته أينما كنتم اطمئنوا وابشروا ولا تهنوا ولا تحزنوا، فإذا كنتم قليل مستضعفين في الأرض يتخطفكم الناس من كل حدب وصوب فتذكروا معية الله تعالى وتأييده كما قال تعالى”إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا”.
2- إنها بشرى من الله العزيز الحكيم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولعباده المؤمنين، وإنها بمثابة عهد ووعد من الله جل جلاله- بأن كلمة الكفر هي السفلى وهي مغلوبة مقهورة، وإن كثرت الحناجر والأبواق والأجهزة الإعلامية التي تصرخ بها وتهتف بها. وأن كلمة الله ودعوة التوحيد هي العليا وصوتها هو الأعلى، وإن اجتمعت جهود الأعداء والخصوم البعيدة والقريبة على حبسها ومنعها، لذلك قال الله تعالى: “وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا ” فتقرأ كلمة الله بالرفع للتأكيد على إن كلمة الله هي العليا دائمًا وأبدًا وهي كذلك إلى يوم الدين. بينما تقرأ كلمة الذين كفروا السفلى بالفتح للتأكيد على أن كلمة الكفر إلى نزول والى هبوط وإلى زوال وإن ارتفعت في بعض الظروف والأحيان.
3- وأخيرًا ونحن نعيش في ظلال هذه الآية الكريمة ونحيا مع نفحاتها وبشريانها لنرفع الهمم ولنشحذ العزائم ولنحظ بشرف النصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فالقرآن العظيم وآياته لكل زمان ومكان , وخطابه يتجدد في كل حين، لاسيما وأن حملات التشويه والنيل من شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيرته العطرة ما زالت مستمرة، وإن أفضل ما نواجه به هذه الحملات الظالمة الاعتزاز بدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل موقف وفي كل ميدان.
هذا وتسعى مؤسسة حراء إلى ترسيخ مكانة الهجرة النبوية في نشرة الدعوة, لتنشأ جيلًا يعرف تاريخه, ويسعى لنشر تعاليم دينه، ليكون هو النافع لنفسه ولمجتمعه وللأمة جمعاء.

untitled-1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة