مشاكل الإخوة النفسية والتربوية

تاريخ النشر: 12/10/16 | 6:16

من المعروف والسائد أن الأب والأم هما السلطة العليا في المنزل، ولكن ماذا يحدث إذا غاب الأب وتهاونت الأم عن دورها في الإمساك بزمام الأمور؟
اختصاصية علم الاجتماع روضة السويدي توضح أن العادات والتقاليد الراسخة في مجتمعاتنا العربية تقضي في حالة عدم قيام الوالدين بدورهما بقيادة الأسرة يتعاظم دور الابن الأكبر وفرض سيطرته وممارسة سلطته على أخوته، ونجد هذا المشهد يتكرر في الكثير من البيوت مسبباً العديد من المشاكل.

وأضافت: “إن الأخ الأكبر من المفترض أنه يكون بديلاً عن الأب في الرقابة والرعاية لجميع أفراد الأسرة، ولكن في أغلب الأحوال يكون على العكس، إذ يكون بشخصية متسلطة تمارس القيادة في أسوأ أشكالها، فهو الآمر والناهي الذي لا يقبل مناقشة أو مراجعة، ولا يتقبل أي نقد، ومن يعاني هم أخوته الصغار وخاصة البنات منهم، فمعظم الأسر تعلي شأن الذكر وتفضله على الأنثى، مما يجعل الولد ينظر الى أخته بنفس المعيار على أنها مخلوق أدنى منه، فيشعر الأخ هنا بأنه رجل ويجب أن تطيعه أخته سواء كانت أصغر منه أو أكبر منه؛ لأنه يحمل امتيازات كونه الذكر وهي الأنثى، لذلك يمارس سلطته بنوع من الاستبداد والديكتاتورية ليشعر في أعماقه بأنه كبر وأصبح رجلاً له كلمة مسموعة، لذلك ترفض البنت الإذعان وإن اضطرت تحت الضغط فإنها ستفعل ما تريد في الخفاء”.

وتشير الاختصاصية إلى وجود عدة أسباب لهذا التسلط تتمثل في ما يلي:
• عدم التفاهم بين أفراد الأسرة، وعدم تطبيق مبدأ الديمقراطية وأن لكل فرد الحق في إبداء رأيه.
• طبيعة مجتمعاتنا التي تفضل الولد على البنت تعطي مفهوماً خاطئاً للولد على أنه مميز عن أخته وأنها وُجدت في البيت لخدمته وراحته.
• التدليل المُفرط للابن الأكبر يُعمق لديه الإحساس بالتمييز، وأنه حر في تصرفاته مع أخوته.
• القسوة الشديدة التي تنمي روح العداء في نفس الولد، إذ يمارس القسوة والعنف على أخوته لإثبات الذات تارة وللتقليد تارة أخرى.
• معاملة الأخ الأصغر باستهتار، فكلما أبدى رأيه أو حاول المشاركة في أي مناقشة أو المساهمة في أعباء المنزل قُوبل بالاستهجان والسخرية، وذلك يُنمي ويزيد من سطوة الأخ الأكبر.
• كثرة الشجار بين الوالدين أمام أولادهما، وإذا تطاول الأب على الأم باللفظ أو العنف ضاعت هيبة الأم، وترسخ في ذهن الولد أن الرجال يجب أن يكونوا كذلك.
• تأثير البيئة كتعليم الأسرة ومدى ثقافتها ووسائل التعليم والعوامل الإنسانية والقيم الاجتماعية له دور كبير جداً في تشكيل العلاقة بين الأخوة.
– عواقب وخيمة

– حلول ممكنة
من الطبيعي أن تمر العلاقة بين الأخوة بالكثير من الشد والجذب، ولكن التفاهم وخلق روح الصداقة بين الأخ والأخت هما أساس استقرار العلاقة بينهما، لذلك نصيحة للآباء ألا يتخلى أحد الوالدين عن مسؤوليته ودوره، ويجب أن لا يتمادى الابن في سلطته ولا يتجاوز حده في ذلك، وإذا تجاوزه يجب إيقافه، وإعطاء البنت حقها بحيث لا تكون ناقمة على أفراد الأسرة ككل لعدم تقديرهم لمشاعرها.
– بعض الإرشادات للخروج من الأزمة
• يجب ألا يكون الأب ديكتاتورياً في معاملة زوجته أمام أولاده، فالشاب يميل ميلا فطرياً لتقليد والده.
• غرس مفهوم أن البنت والولد لهما نفس الحقوق والواجبات، وأن كلاً منهما يكمل الآخر.
• تبادل الاحترام بين الزوجين أمام الأبناء من العوامل الهامة جداً في تعويد الأخ الأكبر على اكتساب صفة تبادل الاحترام بينه وبين أخوته، وخاصة الأخت.
• تفهم طبيعة الفتاة وأنها مخلوق رقيق مرهف الحس، وأن الأخ الأكبر عليه أن يحتويها، ويقدم النصيحة لها بالحسنى إن لزم الأمر.
• يجب ألا يترك الأب سلطته لأحد سوى الأم، فالإذن بالخروج أو إعطاء المصروف أو تحديد أوقات اللعب وغيرها من الأمور يجب ألا تترك في يد أحد الأبناء حتى لا يسيطر بها على الآخرين.
• التركيز على إصلاح الابن الأكبر والتعامل معه بلا قسوة أو تدليل وإقناعه بأنه بديل عن والديه في حماية أخوته الأصغر منه، واستيعاب أن ذلك سيكون له أكبر الأثر لإصلاح باقي إخوانه وأخواته.

untitled-1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة