امل وزنزانة كانون

تاريخ النشر: 14/12/13 | 2:04

أمٌ لثلاثة…..

محمدٌ بالسابعة…

جنى بالثامنة، بلا مدرسة…

وبطرس بالتاسعة…

وزوجٌ يبكي ترابَ الأرضِ بزنزانتهِ العاشرة

وجلاد ما زالَ يعددُ جراحَ اسررٍ بالحادية

آه….آهٍ

سجنٌ قبيحٌ بقلبِ الوطن، همسة أغنياتٍ بعودة اخرى

زنزانة،

غطاء بردُها فضاء….

وبلاطُ أقبيتها فراشة الأرض لأطفاليّ الثلاثة

رددت أمل

مستقبلهم، وحياتي….

وتاريخي، أقبله بهم…..

أطفالي… أبنائي…. أحبائي

كبدي… وزادُ روحي

هم…

أزالوا غيومَ همومي

وكانوا فانوسَ لمعظمية الشام

المجدُ بهم هرولَ إبحارٍ

فلِحاراتِ دمشق لهم بها قصصٌ رسمتُ بياراتُ بساتيني

نهرُ الشعرِ ذابَ بهم بعد ترتيله لقصائدِ روح الوطن

وبالمساء،

أسردُ لحائطِ السجنِ قصَةَ أطفاليّ الثلاثة

جنى مهجةَ روحي…..

كنتِ صفاءُ أحلامي وبزنزانةِ القهرِ أصبحتِ تاريخي

كم كانت طفولتكِ رائعٌةٌ…وكم سعدتُ مع صباحِ اليومَ فيكِ كبرت… وكبرت لأغطيكِ لكني الأن بلا أغطيةٍ تغطيني

إخوتكِ…..

شمسٌ فضائي بكم أراى ما بعدَ عتمةُ الدارِ

محمدٌ من بطرس إخترناه فكان زوجي أحمداً من أسماءِ محمدِ

وبطرس من اسماءِ تلاميذٍ وشريانِ

وطنكم

ترابهُ حنانٌ وصراخُ أطفاله مدرسٌةٌ تصعقُ بلا تلاميذِ

الشام….

كم تمنت أن ترى أبناؤها خيرُ جيلٍ بلا دماءِ

فالشامُ بطبعها عائلٌةٌ صغيرةٌ صبت ماؤها بينَ هدؤ الفجرِ وصرخِ العشاءِ

كم أرهقَ الوطنُ بأشهُرِ حملنا، فالوجعُ ضاعَ مع أول صرخٍ وصوتُ جلادِ

لم تنشرُ دموعَ حزنها مع كلِ وجعٍ

فيافا فاشت قيصرية سجنكم ستنهي ما دام هناكَ صوتُ خبازِ جئتنا إلى الدنيا فكنا ترابٌ فاصبحنا لأرضِ روحاً وللمعتقلِ سمادِ

فكانت جنى ضحكًةٌ

وبطرس تغزلَ بالتراب مراراً، و كرباج الجلاد مر مراراً فكان ابوه به أحمد وزوجته أملٌ بلا سرابِ

أمل، بالشام كانت غداً….

تغرُد، اسمائكم لحظةِ بلحظة ليكون هناك وطن أمكم من أمتكم، طيبٌة، بطيبِ أهلِ دِرعا والضيعاتِ

لأبي كمالُ بها قصةٌ…

ليبقى العمر، ويبقى السحاب….. فقطراتُ كانونَ مطريٌةٌ، ثلجيٌةٌ، كلها من تحتِ السحاب

الوطن ينادي بكم….

والجلادُ يذوبُ كثلجِ كانونٍ ويبقى الوطن ولا يذوبُ

يصرخ بكم…

أبنائي، احبائي، أتيتُ إلى الدنيا بكم تفنتُ فنوناً لأرى بكم دفىء ترابي،

فأنتم…

أبجديةُ صمتٍ عشتم ترتلونُ أغاني شمسٍ صامتٍ بين الحخاماتِ

ناشرٌةٌ بسمتها، ضحكتٌ، مضاءةٌ ببعضٍ من الحكاياتِ

بكم…. لن تجفَ أحزانَي

فقلبي فراشُ حبٍكم ونّدى حنينٌ لا يفكرُ بتضييعِ أحلامي

بنوركم تذبلُ همساتِ الرجاءِ وتبوحُ بإسمكم كلُ شرياني

فكأنكم بيّ نورٌ تلحنَ بأغانيّ حبي فكلُ حرفٍ يردِدُ أنا فيكُم ألأمل

أسماؤكم… ترحالٌ… وترحالُ، وصمتُ أغنياتُ عاشقٍ لأبٍ يكره الترحالُ

فكانت بيروتٌ وعمانَ وكل بقاع الأرض أولُ الترحالِ

ليخلدَ بكِم التاريخ فكانَ نبعُه همسُ أوطانِ وجسدٌ تهمشّ بين الريحانِ

أبنائي ببقاعِ ألأرض لستم إلا أنتم، فرددوا أغنيةِ الأولى وأناشيدي

أغنى بكم بكلِ فجرٍ صباحٍ نحنُ وطنُ وابناءٌ لسوريه التي لن تعيش بالترحالِ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة