الذئب والسبع خرفان

تاريخ النشر: 04/10/16 | 0:00

في ليلة من ذات الليالي، كان هناك سبع خرفان يعيشون مع والدتهم بالقرب من الغابات، وكانت الام الماعز تحب اطفالها كثيرا، وفي يوم ما، كانت الام مضطرة الي ان تذهب لكي تجمع لاطفالها بعض الغذاء، وهي ذاهبة قالت لهم ” ايها الاطفال، انا ذاهبة الى الغابة لاحضار الطعام، يجب عليكما عدم الشجار، والاستماع الي بعضكما البعض ولا تفتحا الباب لاحد ايا كان الا انا، فالذئب دائما ما يضع عيناه عليكما “، قبلت الام اطفالها الخرفان مودعة لهم. وكانت الام الماعز محقة، فقد كان الذئب ينتظر بالفعل مغادرة الماعز الام، فكان الذئب مولعا للغاية بلحم الخروف، وعلي الفور ذهب الى كوخ الماعز وطرق على الباب حيث يوجد الخرفان الصغيرة قائلا لهم ” مرحبا ياطفال، انا امكم، افتحوا الباب فقد جلبت لكم الطعام الجيد “، ولكن الاطفال كانوا اذكياء وادركوا صوت ان هذا الصوت ليس صوت امهم بل انه الذئب، فاخذوا يقولون له ” يا ايها الذئب الشرير، لا تحاول خداعنا واذهب بعيدا عن هنا”.

ذهب الذئب بعيدا، واخذ يفكر ماذا يفعل، وعاد مرة اخري الي الكوخ وطرق الباب وتحدث بصوت مثل صوت الماعز الام، ولكن هذه المرة، تحدث بصوت عال قائلا “مرحبا يا اطفالي، افتحوا الباب انا امكم، افتحوا سريعا فانا منهكة للغاية “، ولكن الاطفال كانوا اذكياء، ولاحظوا خطوات الاقدام من وراء الباب وعندما القوا النظر رؤووا اقدام الذئب، وهنا ردوا قائلين ” انت لست والدتنا، ولن نفتح لك الباب، فقدميك تختلف عن قدم والدتنا كثيرا من حيث الشكل واللون حيث ان لون قدم والدتنا لونها ابيض ايها المحتال، ابتعد من هنا”.
بمجرد ما سمع الذئب كلام الخرفان الاطفال، ذهب الى دكان البقال وطلب منه تغطية قدميه بالدقيق الابيض، وكان صاحب المتجر يشعر بالدهشة لسماع هذا الطلب الغريب من الذئب ولكنه بالرغم من ذلك رش علي قدميه بعض الطحين كما طلب منه، وبعد ان اصبحت اقدام الذئب بيضاء، عاد الى كوخ الماعز مرة اخري وطرق على الباب قائلا “مرحبا يا احبائي الصغار، لقد عدت، افتحوا الباب بسرعة “.

ذهب الاطفال لينظروا الي الاقدام من وراء الباب وقد وجدوا قدم باللون الابيض، ظنوا انها والدتهم وقاموا بفتح الباب، وتفاجئوا عند رؤية الذئب بدلا من والدتهم، وذهبوا متفرقين في كل مكان لكي يختبئوا من الذئب فمنهم من ذهب تحت السرير، ومنهم من اختبأ وراء الستائر، ولكن استطاع ان يصل الذئب لواحد تلو الاخر ما عدا خروف واحد اخفي نفسه في الساعة الكبيرة فلم يراه الذئب.

عادت الام الماعز الى الكوخ، وفوجئت لرؤية الباب مفتوحا على مصرعيه، وكانت تفكر مليا كيف سيكون الاطفال سعداء عند تناول الطعام الطازج، ولكن سعادتها تلاشت قريبا، فقد وجدت ان كل المنزل قد تعرض للنهب واطفالها ليسوا موجودين، بكت الام بمرارة علي اطفالها، فلم تعلم ماذا حدث لهم، ولكنها خمنت انهم فتحوا الباب لشخص غريب.

في هذه اللحظة، خرج الخروف المختبئ من الساعة، وساعدته الام علي ذلك ولم تصدق هذا واخذت تقبله كثيرا، وروي الخروف الصغير عليها الحادث برمته، وفي نفس اللحظة سمعت الام الماعز وطفلها شخير الذئب، فقالت الام ” يبدو ان الذئب مازال هنا “، وقامت باحضار مقص طويل، وذهب كلاهما الي الغابة يبحثون عن الذئب النائم.

ذهبت الام الماعز ببطء ناحية الذئب وقامت بفتح بطنه، ووجدت اطفالها على قيد الحياة واخرجتهم واحدا تلو الآخر من بطن الذئب، وعانقتهم بحرارة شديدة، وقامت بوضع حجارة بدلا من الاطفال في بطن الذئب وخيطت بطنه مرة اخري، وعادوا هي واطفالها جميعا الي الكوخ لكي يختبؤا هناك.

قريبا استيقظ الذئب وشعر بالعطش، نهض وذهب الى البئر لشرب الماء، ولم يكن يعلم ان بدلا من الخرفان كان هناك حجارة في بطنه، لم يستطع تحقيق التوازن وسقط في البئر مع ضوضاء عالية، ومات غرقا في المياه العميقة، وكان كل من الماعز الام واطفالها يراقبون كل شيء من النافذة، وبعد ان تأكدوا من ان كل شئ في امان خرجوا جميعهم من الكوخ ورقصوا فرحيين، فلن يكونوا مضطرين للخوف من الذئب بعد الان.

21

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة