مصير صاحب القصر

تاريخ النشر: 05/10/16 | 0:23

منذ فترة طويلة جدا كان هناك قصر جميلا في وسط مدينة بغداد، وكان هذا المبنى محاطا بالبساتين الجميلة، وكان عزف الموسيقى يخلق جو مريح لهذا القصر، فكان كل من يري هذا القصر يراه جذابا من طريقة تشييده، فلم يكن هناك مبنى آخر يعادل هذا المبني في جماله وروعته في بغداد.
وفي يوم من الايام، كان هناك رجل فقير يمر دوما حول القصر، وأعرب عن دهشته لرؤية جمال هذا المبنى العملاق وقال بينه وبين نفسه: المبنى يبدو جميلا جدا من الخارج، يجب أن يكون كبيرا وأكثر جاذبية من الداخل، ولكن كيف يمكنني أن أرى داخل هذا القصر الشديد الجمال وانا ارتدي هذا اللبس الردئ، تردد الرجل الفقير في الدخول وكان يري بعض الاشخاص في طريقهم في الدخول الي القصر.
واخذ قائلا لنفسه: لماذا لا أستطيع أن أذهب الي الداخل مع هؤلاء الناس، وفي لحظة قرر هذا الرجل الفقير أن يدخل الي ذلك القصر ولن يلاحظ احدا في ظل هذا الازدحام، وركض الي الحشد الذاهب داخل القصر.
وعند البوابة، كان صاحب القصر واقفا يرحب بالضيوف قائلا لهم: أمل ان لا تكونوا قد واجهتم اي صعوبة في الوصول الي هنا، واخذ في معاونتهم علي الدخول الي قصره واعرب الضيوف عن امتنانهم كثيرا لاستقباله الجميل لهم، بعد ذلك، قام باخذهم إلى القاعة وبحث معهم في مختلف المسائل المتعلقة بالأعمال.
وهنا الرجل الفقير لم يذهب امام المالك واختبأ وراء العمود يسمع حديثهما وعرف أن المالك كان غنيا جدا، وبعد مرور بعض الوقت ذهب الرجل الفقير لرؤية جزء آخر من القصر، وهو يتجول رأي كلاب كانوا يتناولون الطعام في أطباق ذهبية ويأكلون اللحوم.

وهنا اخذ الرجل الفقير يسأل نفسه قائلا: هل يمكن ان آأخذ هذا الطبق الذهبي، اذا قمت بفعل ذلك سأكون قادرا علي بدء الأعمال التجارية، ويمكن أن اصبح غنيا، ولكن كان خائفا من الكلب ان يعضه اثناء التقاطه للطبق الذهبي، ولكنه نظر للكلب نظرة عطف وتوسل واستطاع ان يلتقط الطبق الذهبي، وخرج الرجل الفقير خلسة دون أن يلاحظ ذلك احد.
خرج الرجل الفقير من القصر قائلا لنفسه انه لا ينبغي أن يعيش في بغداد، وسيكون من الخطر العيش هنا بعدما اخذ الطبق الذهبي، وقال انه من الافضل ان يعيش في مدينة صغيرة ويبدأ العمل هناك، وبالفعل سافر الرجل الفقير واستقر في مدينة أخرى، وبدأ الأعمال وسرعان ما أصبح غنيا، وأيامه السيئة قد انتهت، ولكنه كان يفكر كثيرا في صاحب هذا القصر قائلا:على الرغم من أنني صرت غنيا، الا انني مديون لصاحب هذا القصر الجميل، ويجب ان ادفع له ثمن ما اخذته.
قام الرجل بتحميل الكثير من الأشياء الثمينة على ظهور الجمال، وشرع نحو بغداد، ووصل إلى هناك، وذهب لمالك المبنى الرائع، ولكنه فوجئ لرؤية أنقاض بدلا من ذلك القصر الجميل، واثناء تفتيشه عن اي احدا داخل القصر رأي رجلا عجوزا يأخذ جولة في هذا المبنى المدمر.
ذهب مسرعا إليه وقال له: ماذا حدث لهذا القصر الجميل، وماذا حدث لمالكه، وهنا رد عليه الرجل العجوز قائلا: هذا المبنى الجميل تحول الآن إلى أطلال، ولا احد يعرف ما هو مصير صاحب القصر.
وهنا قال الرجل الغني: اريد ان اقابل صاحب القصر هذا، فله عندي دين يجب ان اسدده، فهل تعرف مكانه ايها الرجل العجوز، واخذ يروي للرجل العجوز قصته مع صاحب هذا القصر، وصدم عندما عرف ان هذا الرجل العجوز هو نفسه صاحب القصر، وحكي له كل ما حدث معه قبل بضع سنوات عندما سرق من القصر طبق من ذهب، وكيف انه سرق الطبق الذهبي هذا، وكيف انه بدأ حياته التجارية.
واضاف قائلا: لقد حصلت علي الكثير من المال والربح، وكنت قد جلبت بعض الهدايا لك واتمني ان تقبلهم مني.
ولكن الرجل العجوز رفض قبول الهدايا منه على أساس أنه لا علاقة له بما سرقه فالكلب هو الذي اظهر الرحمة له وقتها، وانه لا يمكنه قبول الهدايا، وهنا اجابه الغني: ولما لا فهذا الطبق في الاساس هو لك، اجابه بكل فخر وعزة نفس: انا لست انانيا ولن اقبل منك اي شئ.
وهنا عاد الرجل الغني تاركا الرجل العجوز الحزين في حالة لا يرثي لها حيث كان في يوم من الايام اغني رجلا في الدنيا، واخذ يقول كم ان هذا الرجل غريب حيث انه رفض فرصة لن تعوض ثانية، فالفرصة تأتي وتطرق علي باب بيتك مرة واحدة في حياة كل فرد.
ما لم يعرفه هذا الرجل ان صاحب القصر عاش طويلا غنيا و كان موقنا إن الله سوف يرزقه كما رزقه من قبل دون ان يتسول الاموال او يقبل ما ليس من حقه.

18

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة