من لا يعرفني؟

تاريخ النشر: 13/07/11 | 8:27

“بقلم حنين عسلي”

طلبت أم رند من ابنتها أن تقوم بترتيب مكتبتها، لم ترفضْ رند أن تلبي طلب أمها وحالاً دخلت رند إلى غرفتها، وقفت أمام مكتبتها، محتارةً من أين تبدأ؟ لا بد أن تبدأ منَ الرفوفِ العليا وهي رفوف الموسوعاتِ. أنهت ترتيبها وانتقلت إلى رفِ القصصِ ووقعت بين يديها قصة لم تقرأها من قبل بعنوان “من أنا”. لقد لفت انتباهها على عنوانِ قصةٍ في مكتبتها لم تقرأها حتى اللآن.

وفي الحال تركت ترتيب المكتبة، وبدأت تقرأ

من لا يعرفني؟

تراني في كل مكانٍ في كافة أنحاء العالم، عبر منحدرات الجبال والتلال والحقول، في جو الحدائق والأراضي الخضراء، جانبَ الأوديةِ والأنهار، في الممرات و الغابات ِ.

فكرت رند قليلاً وقالت لا بد وأن تكوني الشجرة!!!

ثم استمرت في القراءة…

ألواني متعددة وجميلة ومرسومة بأشكال هندسية بديعة وهذا بفضل صبغيات الوان أفرزها، وبفضل عواكس دقيقة تعكس ضوء الشمس فتصدر عني الوان رائعة. وطبقاَ لنوعي تعرف لوني.

إما كبيرات بيضاء ، تقليديات زرقاء ، نحاسيات

برتقالية أو أميرات حمراء.

توقفت رند عن القراءة وقالت لا أنت لست شجرة ربما تكونين العين!!!

ثم استمرت في القراءة…

وأنا الأكثر تألقا من بين نوعي، إما مخططة أو منقطة،

إما كبيرة أو صغيرة، إما مضيئة او مشعة ومنسقة

بأنماط خيالية باهرة. فتنت جميع الناس بجمالي، فمني

يظهر في النهار ومني يظهر في الليل.

قالت رند لا بد وأن تكوني الكواكب!!!

واستمرت في القراءة…

صحيح أن منظري يستهويه الصغار والكبار ولكن!!!

هذا فقط عندما أكون كبيرة.

قسم كبير لا يحب منظري عند الولادة.

إذ أمر باطوار تتبدل فيها اشكالي حتى

أصبح على ما أنا عليه.

قالت رند عرفت أنت العصفورة!!!

فأنا لا احب شكل فراخ العصافير

تشوقت رند للاستمرار في القراءة…

عند الولادة…

أفقصُ من بيضةٍ ولكني لستُ طيرا.ً

يطيب لي التغذى على بعضِ أوراقِ الأشجارِ فأنا لست نار لأني أتوقف عن الطعام.

وأختار لي مكان آمن لقضية ما ،مكان آمن لكن مثل السجن.

يحكم علي بالسجن هناك، من دون ذنب أو خطأ لمدة أسبوعين أو أكثر.

ولكني استغل وقتي واجتهد فترة طويلة ، لأصبح المخلوقة الجميلة عند الكبروأخرج من سجني…

فكرت رند جيدا وقالت لا بد أن تكون الإجابة مكتوبة

في هذه الصفحة فهي الصفحة الأخيرة.

تفاجأت رند بعدم وجود إجابة لفزورة “من أنا”.

وقالت هي في بيئة طبيعية وليست شجرة، ذات ألوان وليست عين، مضيئة تظهر في اليل والنهار وليست شمس ولا قمر،

جميلة عندما تكون كبيرة

وقبيحة عندما تكون صغيرة وليست عصفورة،

تفقس من بيضة تأكل حتى تشبع،

تسجن وتعاني لتصبح جميلة. من تكون يا ترى؟

ولكن كان على رند أن تستمر في ترتيب المكتبة فبقي عليها ترتيب رفوف الكتب المدرسية، وترك القصة حتى تفكر فيها من جديد مع أفراد عائلتها في ساعات المساء.

هل عرفتم أنتم الإجابة؟؟

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة