البقعة الحمراء بالمشتري تعمل تسخّن الطبقات العليا

تاريخ النشر: 15/09/16 | 0:33

كشف باحثون في جامعة بوسطن أنهم عثروا على أدلة علمية تشير إلى أن البقعة الحمراء الشهيرة على كوكب المشتري والتي يمكن رؤيتها بوضوح من خلال التلسكوبات الفلكية الأرضية العادية، تعمل على تسخين الطبقات العلوية في الغلاف الغازي لكوكب المشتري بشكل غير عادي.
نتائج هذه الدراسة نشرت في العدد الصادر من مجلة “الطبيعة” Nature بواسطة الدكتور “جيمس أودونوغو” Dr. James O’Donoghue التابع لمركز جامعة بوسطن لفيزياء الفضاءBoston University’s (BU) Center for Space Physics ، الذي قال أن أشعة الشمس تصل كوكب الأرض ويتم تسخين طبقات الغلاف الغازي الأرضي التي تعمل بدورها على رفع درجة الحرارة فيه، وعادة ما يزيد التسخين في طبقات الغلاف الغازي لدنيا أكثر من التسخين في الطبقات العليا وحتى مسافة تصل إلى 400 كم فوق سطح الأرض وهو المكان الذي يقع فيه مدار محطة الفضاء الدولية.
لكن نلاحظ أنه على كوكب المشتري Jupiter الذي يبعد عن الشمس بحوالي خمسة أضعاف المسافة بين الأرض والشمس ويستقبل بالتالي حرارة أقل من الأرض، أن معدل درجة حرارة الغلاف الجوي في المشتري قريبة من تلك التي على الأرض، وبقي مصدر الحرارة الغريب على المشتري لغزا كبيرا في المجموعة الشمسية، وهذا ما دفع الباحثين في هذه الدراسة لعمل نماذج لتحديد توزيع الحرارة في الغلاف الجوي للمشتري ومعرفة مصدرها.
كشف أودونوغو بأنهم أجروا قياسا لدرجة حرارة الغلاف الغازي للمشتري بواسطة انبعاثات الأشعة تحت الحمراء غير المرئية infra-red (IR) وتحديدا القادمة من قمم السحب المرئية من كوكب المشتري والواقعة على ارتفاع يقدر بحوالي 30 كيلومترا فوق حافته، ورصد الباحثون مصدر الأشعة غير المرئية من على ارتفاع 800 كم فوق هذه السحب المرئية، وكانت النتيجة الغريبة جدا أن الحرارة تكون أعلى في المناطق الشمالية للكوكب من المناطق في النصف الجنوبي لكوكب المشتري، أي أن درجة الحرارة في المناطق المرتفعة العالية أقل بالنسبة لمنطقة البقعة الحمراء الكبيرة Great Red Spot في المشتري التي تزداد الحرارة عندها بشكل واضح ما يدل على أنها مصدرا مهما للحرارة في الغلاف الغازي لكوكب المشتري.
أن البقعة الحمراء الكبيرة على المشتري من الغرائب الكبيرة في المجموعة الشمسية، اكتشفت لأول مرة سنة 1610 م بواسطة الفلكي الإيطالي الشهير غاليليو غاليلي، ومنذ أن تم رصدها وهي توصف بالعاصفة الهائجة على المشتري، ومنذ أن تم رصدها وهي تتغير في اللون والحجم، وهي من الضخامة بحيث يمكنها استيعاب عدة كرات أرضية مرة واحدة، والغريب أنها تدور حول نفسها كل ستة أيام مع أن المشتري يستغرق حوالي 10 ساعات لإتمام دورة واحدة حول نفسه.
إن البقعة الحمراء الكبيرة على المشتري هي مصدر للطاقة التي تعمل على تسخين الطبقات العليا في الغلاف الغازي للكوكب، وأن هنالك مصدر داخلي للطاقة في المشتري أكبر من قيمة الطاقة الواصلة من الشمس عن طريق الإشعاع، لكن لم يكن لدى العلماء دليل موثق على ذلك، وهذه الدراسة أثبتت صحة هذه المعلومة، والمهم في الموضوع أيضا أن هذه الصفة ليست نادرة في المجموعة الشمسية، فالكواكب السيارة الغازية العملاقة مثل زحل وأورانوس ونبتون لها مصدر داخلي من الطاقة أعلى من تلك التي تستقبلها من الشمس.
لقد تمت محاكاة عملية إنتقال الطاقة في هذه الدراسة من المناطق المنخفضة على المشتري نحو المناطق العلوية في الغلاف الغازي، لكن لم يتمكن الباحثون حتى الآن من الحصول على دعم لهذه الملاحظات، لكن بما أنه تم رصد حرارة مرتفعة فوق البقعة الحمراء فهذا دليل قوي على نقل الطاقة من السطح للأعلى، ووجود التدفئة في جميع أنحاء الكوكب هو التفسير المنطقي لوجود مصدر داخلي للطاقة.

60

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة