رصد إنهيار في الغلاف الغازي لقمر كوكب المشتري
تاريخ النشر: 03/09/16 | 6:18تمكن فريق من الباحثين من رصد انهيار في الغلاف الغازي للقمر الذي يدور حول كوكب المشتري ” أي أو ” Io النشط جيولوجيا والذي تثور عليه بعض البراكين الكبريتية، وذلك أثناء مروره من خلف كوكب المشتري بالنسبة للشمس، لذلك يحجب أشعة الشمس عن القمر لفترة محددة من الزمن.
الفريق العلمي بقيادة المعهد الجنوبي الغربي Southwest Research Institute استنتج أن الغلاف الغازي الرقيق للقمر أي أو المكون بشكل رئيسي من غاز ثاني أكسيد الكبريت sulfur dioxide (SO2) الذي تنتجه البراكين الثائرة على القمر، ينهار على نفسه عند حدوث كسوف القمر أي بمروره خلف المشتري وانقطاع أشعة الشمس عن القمر، بحيث يتجمد غاز ثاني أكسيد الكبريت فينهار الجليد نحو اسفل الغلاف الغازي للقمر، وبعد انتهاء الكسوف وعودة أشعة الشمس لسطح القمر من جديد يذوب الجليد متحولا مباشرة من حالة الجليد إلى الحالة الغازية وهي التي تسمى “التسامي” sublimation.
عالم الفضاء في المعهد الجنوبي الغربي “قسطنطين تسانج” Constantine Tsang قال إن العلماء يرصدون هذه الظاهرة لأول مرة بشكل مباشر، وتساعد هذه الدراسة على فهم اللغز الجيولوجي للقمر، واستخدم في هذه الدراسة مرصد “جيميني الشمالي” Gemini North telescope الذي يبلغ قطر مرآته 8 أمتار وموجود فوق قمة جزر الهاواي، بالإضافة لجهاز تحليل طيفي متطور جدا، ونشرت نتائج هذه الدراسة في العدد الأخير من مجلة “بحوث الجيوفيزياء” Geophysical Research.
كشفت البيانات أنه عندما يبدأ الغلاف الغازي للقمر أي أو بالتضاؤل والانحسار عندما تصل درجة حرارته إلى حوالي -270 درجة فهرنهايت خلال الكسوف، مع العلم أن درجة حرارة الغلاف الغازي في الأوضاع التي يكون فيها القمر مواجها للشمس أي قبل حدوث الكسوف تصل إلى حوالي -235 درجة فهرنهايت، تستمر ظاهرة الكسوف على القمر أي أو لمدة ساعتين يوميا حيث يعادل يوم على القمر أي أو 1.7 يوم من أيام الأرض، وفي هذه الفترة أي أثناء الكسوف ينهار الغلاف الغازي للقمر أي أو متحولا إلى صقيع، ثم يعود للتبخر مجددا بعد إنقضاء مدة الكسوف.
هذه الظاهرة تؤكد أن جو القمر أي أو في حالة تغير دائم بين الانهيار والعودة للصورة الطبيعية، ومظاهر التغير الرئيسية في الطقس هي حالة التسامي، وتبقى البراكين الثائرة سبب رئيسي لحدوث هذا التغير في ضغط الغلاف الغازي الناتج عن غاز ثاني أكسيد الكبريت، إلا إنها تؤكد الآن بأن التغير في الحرارة الناتج عن الكسوف عامل مهم أيضا.