البداية الآن…إكسر الحواجز

تاريخ النشر: 09/08/16 | 0:29

لا شك أن الكثير منا يريد التوبة والاستقامة على دين الله ، إلا أنه تعترضه عقبات وحواجز تعوق مسيره الى الله وأولى هذه العقبات عقبة التسويف وطول الأمل فمن قائل أتوب بعد الزواج وآخر يقول أصلي بعد بلوغ الأربعين أو الخمسين أو الستين وأخرى تقول أفرح بأيام شبابي ولا أرتدي الحجاب ولا أصلي الا بعد الزواج وهكذا ترى حال الكثير من أهل التسويف وكأنهم على يقين بأنهم سيعمرون في هذه الدنيا حتى ينالوا منها ماانتهت اليه آمالهم وأحلامهم ، ثم بعد ذلك هم على يقين أن الله سيوفقهم للتوبة
يا عبد الله لاتغتر بصحتك ولا بمالك وسلطانك ، فهذه كلها لن تؤخر من أجلك شيئا
إذا حانت ساعتك يا عبد الله فمن يحول بينك وبين ملك الموت؟!!
يقول جلا وعلا (أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ ….)(78) سورة النساء
لماذا لا تبدأ من الآن من شعبان
لعل الله أن يبلغك رمضان وأنت متأهب بالمحافظة على الصلوات في جماعة ولك ورد قرآني تحافظ عليه ولك من أعمال البر والقربات الشيء الكثير وخاصة الصيام
فعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان، وما رأيته أكثر صياما منه في شعبان. رواه البخاري
وإذا كانت الغاية النهائية من الصيام هي تحقيق التقوى فهذا هو المطلوب لكسر الحاجز الثاني وهو كثرة الذنوب
يقول عز وجل ( كَلا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِـمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُـونَ (14) المطففين
يقول الشيخ السعدي رحمه الله في نفسير هذه الآية
وفي هذه الآيات ، التحذير من الذنوب ، فإنها ترين على القلب وتغطيه ، شيئا فشيئا . حتى ينطمس نوره ، وتموت بصيرته ، فتنقلب عليه الحقائق ، فيرى الباطل حقا ، والحق باطلا ، وهذا من أعظم عقوبات الذنوب .أ.هـ
فيا عبد الله لا تدع نفسك غرقى في دوامة الذنوب والمعاصي وبادر الى التوبة ولا تيأس من رحمة الله
قال جلا وعلا (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53)
فمهما بلغت ذنوبك فلا تيأس وارجع الى ربك فإنه يغفر الذنوب جميعا لمن تاب منها ورجع عنها
وإن مما يؤنسك ويشد من أزرك في طريقك الى الله هو الصحبة الطيبة وهو مايقودنا الى كسر حاجز آخر وهو الصحبة السيئة
قال الله تعالى (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإنْسَانِ خَذُولا (29) سورة الفرقان
وفي هذه الآيات التحذير من مصاحبة قرين السوء؛ فإنه قد يكون سببًا لإدخال قرينه النار
وأخيرا يا عبد الله تفكر في حال أقوام وقعوا في كبائر الذنوب من الشرك أو قتل النفس بغير حق أو الزنا ، ثم تابوا توبة نصوحا فلم تمح فقط ذنوبهم بل وأيضا بدلت سيئاتهم حسنات
( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70) الفرقان
نسأل الله العلي الفدير أن يوفقنا لمرضاته في شعبان وأن يبلغنا رمضان وأن يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين أجمعين إنه جواد كريم

IMG_0026

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة