دراسة جديدة لمنطقة ولادة النجوم من فئة “تي الثور”

تاريخ النشر: 27/08/16 | 7:22

كشفت بحوث جديدة على منطقة ولادة النجوم الجديدة في موقع أحد النجوم الذي ينتمي لفئة “تي الثور” (T-Tauri) يقع في كوكبة “الحرباء”Chamaeleon التي تشاهد في النصف الجنوبي من القبة السماوية، على أن عمرها يتراوح ما بين 5 إلى 6 ملايين سنة فقط، بالإضافة لمعلومات مهمة أخرى.
إن النجوم التي تصنف من فئة “تي الثور” تنتمي إلى أول نجم تم اكتشافه من هذا الصنف وهو النجم تي الثور في كوكبة الثور Taurus الذي اكتشفه لأول مرة الفلكي البريطاني “جون راسل هند” John Russell Hind في أكتوبر سنة 1852م ويظهر النجم من الأرض في عنقود “القلائص” Hyades في كوكبة الثور، وتي الثور نجم متغير اللمعان ويبعد عن الأرض 420 سنة ضوئية، كما أنه خافت جدا ولا يشاهد بالعين المجردة حيث يبلغ لمعانه الظاهري 10.2 أي يشاهد بالتلسكوبات فقط، وهو نجم صغير السن أي حديث الولادة ويحيط به سديم لامع يسمى “سديم هند” Hind’s Nebula ويرمز له في الفلك الحديث NGC 1555 ويظهر السديم لامعا بسبب عكسه لضوء النجم.
يمر النجم الوليد في أربعة مراحل رئيسية، ففي البداية يكون على شكل “نجم أولي” protostar محاطا بسحابة على شكل قرص من الغاز الذي تتشكل منه الكواكب السيارة لاحقا، وتنطلق منه أيضا الإشعاع والرياح النجمية بعيدا في الفضاء، ثم تتحول المناطق المحيطة بالنجم بعد ذلك إلى مرحلة تي الثور T-Tauri phase حيث تتحدد الصفات الخاصة بهذا النوع من النجوم، وعمر هذه المرحلة لا يزيد على 10 ملايين سنة، وتوفر هذه النجوم عينة مهمة لدراسة ولادة النجوم الصغيرة السن وتطورها.
بعد هذه المرحلة يبدأ القرص الغباري حول النجم بالانقشاع التدريجي وتنطلق الطاقة والحرارة من الغلاف الغازي للنجم، حيث ينتج النجم أشعة إكس قوية X-rays عن طريق الإكليل Corona وهي نفس العملية التي تحدث في الإكليل الشمسي، مع أنه في بعض الأحيان يكون مصدر أشعة إكس هو القرص الغباري للنجم.
إن دراسة القرص الغباري المحيط بالنجم تي الثور مهمة جدا للتعرف على ولادة الكواكب حول النجم وقذف المواد النجمية إلى الفضاء، وكشفت نتائج التحاليل بالأشعة تحت الحمراء التي أجريت على بعض حبيبات الغبار الحارة في القرص الغباري، عن وجود جيوب فارغة في القرص الغباري وهي نتيجة غير مؤكدة في السابق، وكان العلماء خلال العقود الماضية قادرين على دراسة القرص الغباري للنجم بالأشعة تحت الحمراء بواسطة تلسكوب “سبيتزر” الفضائي Spitzer لكن ظهرت حينها العديد من الألغاز مثل الآليات المسؤولة عن تراكم القرص الغباري، وفقدان المادة في المستقبل، والتي تحدث في نفس الوقت الذي ينشأ فيه القرص الغباري.
الفلكي “فيليب كاركيل” Philip Cargile هو أحد أعضاء الفريق العلمي المؤلف من سبعة علماء شاركوا في دراسة تطور الأقراص الغبارية حول هذه النجوم، حيث اعتمدوا على الرصد البصري المفصل للقرص الغباري بالإضافة لنتائج التحاليل الطيفية لعينة مكونة من 25 مصدرا للأشعة تحت الحمراء من التي تحيط بالنجوم من صنف تي الثور، ووجدوا أن معظم مصادر الأشعة السينية يصل عمرها ما بين خمسة إلى ستة ملايين سنة فقط، وبعض هذه السحب ربما وصل عمرها إلى حوالي 25 مليون سنة اذا استبعدنا وجود السحابة الناتجة عن تي الثور، بينما في السحابة الأخرى فقد كانت أعمار مصادر الأشعة تحت الحمراء أقل من عشرة ملايين سنة، وهي تتفق بشكل جيد مع النماذج الرياضية المعدة سابقا، ومع ذلك فأنه من الضروري متابعة رصد هذه النجوم في المستقبل من خلال التلسكوبات الأكثر تطورا.

41

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة