العثور على أول دليل لوجود مذنبات حول نجم شبيه بالشمس
تاريخ النشر: 08/09/16 | 7:03عثر فريق دولي من علماء الفلك على أول دليل بوجود مذنبات تدور حول أحد نجوم مجرتنا درب التبانة التي تشبه الشمس وتقع قريبة نسبيا من مجموعتنا الشمسية، وهذا الدليل مهم جدا لفهم نشوء وتطور الشمس وباقي أعضاء المجموعة الشمسية من كواكب وأقمار ومذنبات.
أجرى الفريق العلمي الدولي أبحاثه وتوصلوا إلى هذه الأدلة بقيادة جامعة كامبردج، واعتمدوا في البحوث على مجموعة تلسكوب (ألما) ALMA الراديوي فوق المليمتري العملاق Atacama Large Millimeter/submillimeter Array حيث اكتشفوا مستويات منخفضة جدا من غاز أول أكسيد الكربون Carbon Monoxide حول النجم، وهي نسبة متوافقة مع النسبة التي تشكلها المذنبات في المجموعة الشمسية.
وقدمت نتائج هذه الدراسة في مؤتمر عقد في سانتياغو/ تشيلي بعنوان “حلول نشوء الكواكب السيارة في عهد تلسكوب ألما”، جاء فيها أن المذنبات يمكن أن تنشأ وتتولد مباشرة حول النجوم الشبيهة بالشمس من حيث الحجم والحرارة والتكوين بعد نشوء هذه النجوم مباشرة.
أن المذنبات بشكل عام عبارة عن كرات ضخمة وهشة من الجليد والغبار، وعندما تقترب من النجم يتبخر الجليد بشكل مباشر ويندفع البخار خلف النواة على شكل ذيل وهو أكثر ما يميز المذنب، وتكشف هذه المذنبات عن المراحل الأولى من عمر النجم والكواكب من حوله، ومنها المذنبات القادمة من خارج المجموعة الشمسية، ويتم تأكيدها عند دخولها إلى المناطق الداخلية من المجموعة الشمسية، فعلى سبيل المثال يزور مذنب هالي الشهير المنطقة الداخلية للمجموعة الشمسية مرة كل 76 سنة، بينما تزور بعض المذنبات المناطق الداخلية للمجموعة الشمسية كل 100 الف سنة، وبعض المذنبات تزورنا مرة واحدة قبل أن تعود إلى الفضاء بين النجوم دون عودة.
وفقا للنظريات الحديثة فأن الأرض في البداية كانت عبارة عن كتلة من الصخر الجرداء الخالية من الماء والحياة، مشابهة لكوكب المريخ كما هو اليوم، وفي فترة معينة ارتطمت بسطح الأرض المذنبات الكثيرة التي جلبت معها الماء والمواد العضوية فتشكلت المحيطات ونشأت الحياة على سطحها وأصبحت رطبة.
النجم الذي أجريت عليه الدراسة وتم اكتشاف المذنبات حوله يحمل الرمز التصنيفي HD 181327 كتلته أكبر من كتلة الشمس بحوالي 30% ويقع على مسافة 160 سنة ضوئية جهة كوكبة “آلة المصور” Pictor أي في النصف الجنوبي من القبة السماوية، وتقع إلى الغرب من كوكبة السفينة وبالقرب من نجم سهيل المعروف، ويعتقد أن عمر هذا النجم هو 23 مليون سنة فقط، بينما يصل عمر الشمس إلى حوالي 4.6 مليار سنة.
وقال المؤلف الرئيسي للورقة العلمية الخاصة بهذا الاكتشاف “سيباستيان مارينو” Sebastian Marino وهو طالب دكتوراه في معهد الفلك التابع لجامعة كامبردج، أن الأجرام السماوية الصغيرة مثل المذنبات والكويكبات تصطدم ببعضها أو بالكواكب السيارة، وفي هذا النظام النجمي الجديد لاحظنا نسبة من الجليد مشابهة لما هي عليه في المجموعة الشمسية، لذلك من المهم دراسته من اجل التعرف عن السيناريو الذي مرت به المجموعة الشمسية في بداية حياتها.
لاحظ الفلكيون من خلال تلسكوب ألما أن النجم محاط بحلقة ضخمة من الغاز ناتجة عن اصطدام المذنبات مع كويكبات وأجرام سماوية أخرى، ومن المحتمل وجود كواكب سيارة حوله، لكن من المستحيل اكتشافها من خلال مراصدنا الحالية، ويمكن فقط رصد الكواكب العملاقة التي تشيه كوكب المشتري حول النجم من خلال التصوير المباشر، لكن تم اكتشافها من خلال نسبة وجود غاز أول أكسيد الكربون المشابهة لنسبته في حزام الكويكبات في النظام الشمسي، ونسبة الغاز مماثلة لكرة من الثلج يبلغ قطرها حوالي 200 كيلومترا، وهو إنجاز عظيم لقياس هذه النسبة حول احد النجوم في المجرة.