دراسة حديثة للقلب النابض في سديم السرطان
تاريخ النشر: 06/08/16 | 0:23
يظهر في عمق صورة سديم السرطان Crab Nebula الشهير والموجود في برج الثور في السماء وهو بقايا أحد النجوم المنفجرة “السوبرنوڤا” supernova نجما نيوترونياً Neutron star هو الأشهر عبر التاريخ، حيث يرسل نبضات راديوية قوية تقرع الصحون واللواقط في المراصد الراديوية لذلك يسمى أيضا “النجم النابض” Pulsar، وهي جزء من الموجات الكهرومغناطيسية المكونة من جسيمات مشحونة تصل الأرض على مدار الساعة.
وكان أول من سجل رؤية السوبرنوڤا هم الصينيون سنة 1054م وسموه “النجم الضيف” Guest Star لأنه لمع بشكل مفاجئ في السماء ووصل سطوعه إلى درجة أنه كان يشاهد خلال ساعات النهار قريبا من الشمس، وتظهر بقايا السوبرنوڤا على شكل سديم في برج الثور وسمي بسديم السرطان لأنه يشبه السرطان البحري المعروف.
تشابه كتلة النجم النيوتروني الموجود في مركز سديم السرطان كتلة الشمس، لكن ما حدث أنه انضغط وانكمش على نفسه بشكل مذهل حتى أصبح قطره لا يتعدى بضعة أميال، ويدور حول نفسه بسرعة مذهلة أيضا تصل إلى حوالي 30 دورة في الثانية الواحدة، ونتيجة لذلك يطلق كمية كبيرة من الطاقة والإشعاع على شكل نبضات راديوية.
الصورة الحديثة التي التقطها تلسكوب الفضاء هابل ركز فيها على المنطقة المحيطة بالنجم النيوتروني حيث يظهر نجمان لامعان في أقصى اليمين من وسط الصورة، وظهرت فيها تفاصيل الخيوط المعقدة للغازات والدوامات المتوهجة، والتي تظهر باللون الأحمر، كما تظهر باللون الأزرق الشبحي وهي عبارة عن إشعاع منبعث من الإلكترونات المنطلقة بسرعة الضوء في الحقول المغناطيسية القوية حول النواة النجمية المسحوقة.
إن النجوم النيوترونية عبارة عن ظاهرة كونية لا يمكن تخيلها، وتظهر خصلات منطلقة منه نحو الفضاء بسرعة تصل إلى حوالي نصف سرعة الضوء لتشكل فيما بعد الحلقة المتمددة، ويعتقد العلماء أن هذه الخصلات ناتجة عن موجة صدمية shock wave التي تعمل على تحويل الرياح فائقة السرعة القادمة من النجم النيوتروني إلى جزيئات مشحونة.
عندما تم اكتشاف هذا القلب النابض بواسطة المراصد الراديوية سنة 1968م أدرك العلماء أنهم اكتشفوا نوعا جديدا من الأجرام السماوية، ثم عرفوا بعد ذلك أن هذا الجرم السماوي هو بقايا انفجار السوبرنوڤا الذي رصده الصينيون سنة 1054م، وهو النجم النيوتروني أو النجم النابض، وهي تشبه “المنارات المضيئة”lighthouse beacons وتعتبر غاية في الأهمية في الفلك الحديث، ومنها دورها في اكتشاف ورصد موجات الجاذبية.