ما هو دور نجوم السوبرنوفا الزرقاء
تاريخ النشر: 15/08/16 | 0:15
توصل فريق دولي من علماء الفلك إلى أن النجوم المنفجرة “السوبرنوڤا” supernovae ذات اللون الأزرق يمكن أن تكشف عن أقدم وأبعد نوع من هذه النجوم والتي يقدر أنها تكونت قبل حوالي 13 مليار عام، أي بعد الانفجار العظيم مباشرة حيث لحظة ولادة الكون.
الفريق الدولي الذي أجرى هذه البحوث بقيادة معهد كاڤلي للفيزياء والرياضيات الكونية Kavli Institute for the Physics and Mathematics of the Universe (Kavli IPMU) اكتشف أن لون النجوم السوبرنوڤا خلال فترة زمنية معينة يمكن أن تكون علامة على النجوم السوبرنوڤا الأقدم في الكون، فبعد 100 مليون سنة من الانفجار العظيم big bang كان الكون مظلما ومليئا بالهيدروجين والهيليوم، ثم ولدت بعد ذلك المعادن الثقيلة والتي هي أثقل من الهيليوم من خلال التفاعلات النووية في باطن النجوم التي ولدت أصلا من الهيدروجين, هذه هي النظرية والعلم عند الخالق سبحانه.
وظهرت المعادن الثقيلة في المجرات من خلال النجوم السوبرنوڤا التي تعتبر دراستها مهمة لأنها تكشف عن المراحل الأولى من عمر النجوم، حيث تكونت أيضا الثقوب السوداء والمجرات الضخمة، ولكن خلال السنين الماضية كان من الصعب التمييز بين السوبرنوڤا التي ولدت في بداية الكون، والجيل الجديد من السوبرنوڤا أي التي ولدت لاحقا.
نتائج هذه البحوث نشرت في العدد الأخير من مجلة “الفيزياء الفلكية” Astrophysical Journal الصادر بتاريخ 21 أبريل 2016 عن طريق رئيس الفريق العلمي “أليكسي تولستوف” Alexey Tolstov الذي قال في ورقته العلمية أنهم ركزوا في بحوثهم على نماذج خاصة من السوبرنوڤا الفقيرة بالمعادن، وهي عينة ممتازة من السوبرنوڤا لأنها غنية بالعناصر الأولى التي تشكلت منها هذه النجوم.
الانفجارات التي حدثت في الجيل الأول من النجوم لم يكن لها تأثير واضح على النجوم والمجرات التي تشكلت لاحقا، ولكن من المهم أن يكون لدينا فهم طبيعة الانفجار الذي حدث فيها لكي نتمكن من التنبؤ بهذه الظاهرة في المستقبل أي التنبؤ مسبقا بانفجار هذه النجوم، ولكن من الصعب تصميم نموذج لهذه الانفجارات بناء على المعلومات المتوفرة لدينا حاليا، ولذلك فأن الحصول على خصائص معلومات الضوء للنجوم السوبرنوڤا الفقيرة بالمعادن هي خطوة مهمة لفهمنا للكون بشكل أفضل.
على غرار كل النجوم السوبرنوڤا فإن لمعان النجوم السوبرنوڤا الفقيرة بالمعادن يظهر ارتفاعا ملحوظا ثم يخبو من جديد، وتبدأ هذه الظاهرة عندما ينفجر النجم مع ظهور وميض لامع، والناجمة عن حدوث موجة صدمية shock wave ناتجة عن سطح النجم العلوية بعد مرحلة انهيار النجم الرئيسية، يتبعها اختراق الصدمة في مرحلة من أوجه اللمعان الدائم والمستمرة لعدة شهور قبل حدوث الاضمحلال البطيء.
أجرى الفريق العلمي في بحوثهم حسابا لمنحنيات الضوء للنجوم السوبرنوڤا الفقيرة بالمعادن، والتي تنتج عن النجوم الزرقاء العملاقة blue supergiant stars بالإضافة للنجوم العملاقة الحمراء الغنية بالمعادن، فكلتا هذين النوعين من النجوم اختراق مراحل الصدمة التي تمر فيها أقصر، وأكثر ميلانا للون الأزرق، وأقل خفوتا في السوبرنوڤا الفقيرة بالمعادن من السوبرنوڤا الغنية بالمعادن، وتوصل الفريق إلى أن السوبرنوڤا التي تظهر بلون أزرق مؤشر على قلة صنع المعادن فيها، والكون الآخذ بالاتساع يجعل من الصعب اكتشاف أول نجمة ونجم سوبرنوڤا راديويا، الذي يكون قد تحول من الأشعة الراديوية إلى طيف قريب من الأشعة تحت الحمراء.
ولكن في المستقبل القريب إن شاء الله حيث سيتم إطلاق تلسكوبات إلى الفضاء أكثر تطورا مثل تلسكوب “جيمس-ويب” James Webb Space Telescope الذي من المقرر أطلاقه سنة 2018م سيكشف تفاصيل أكثر عن النجوم السوبرنوڤا الأولى في الكون، وربما تتمكن هذه التلسكوبات من التعرف أكثر على هذه النجوم بهذه الطريقة.