مقولة مشهورة نُسبت للعماد الأصفهاني وهي للقاضي الفاضل

تاريخ النشر: 15/07/16 | 8:32

وجّه لي الصديق نزيه عبد الفتاح أحد أصدقائي في هذه الصفحات- إن كانت المقولة حول استمرارية التنقيح والتعديل في التأليف (إني رأيت أنه لا يكتب أحد كتابًا في يومه إلا قال في غده: لو غُيّر هذا لكان أحسن….”- هي مما نسب لأبي الفرج الأصفهاني؟ أجبته: لا، إنها للعماد الأصفهاني، فهذا مبلغ علمي، فقد قرأت ذلك على مفتتح كل جزء من أجزاء “معجم الأدباء” لياقوت الحموي، وعلى مدخل معجم “المورد”، وفي كثير من المواضع….

لكني فوجئت بمقالة كتبها السيد مصطفى الراقي في موقع (الألوكة)، وتبين لي أنه حقق ودقق، وأثبت أن المقولة هي للقاضي الفاضل. إليكم النص الذي اعتمد عليه: “قال القاضي الفاضل أستاذ العلماء البلغاء عبد الرحيم البيساني وهو يعتذر إلى العماد الأصفهاني عن كلام استدركه عليه: “إنه قد وقع لي شيء وما أدري أوقع لك أم لا؟ وها أنا أخبرك به، وذلك إني رأيتُ أنه لا يكتب أحد كتاباً في يومهِ إلا قال في غَدِهِ: لوُ ُغَّيرَ هذا لكان أحسن، ولو زيد هذا لكان يُستحَسن، ولو قُدَّم هذا لكان أفضل، ولو تُرِك هذا لكان أجمل. وهذا أعظم العبر، وهو دليل على استيلاء النقص على جملة البشر”.

راجع : كتاب “كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون” (14/1) للعلامة: مصطفى بن عبد الله المشهور باسم: (الحاج خليفة أوحاجي خليفة- باللهجة التركية)، وكذلك كتاب: “أبجد العلوم الوشي المرقوم في بيان أحوال العلوم”- (70/1) للعلامة صديق حسن خان القنوجي.

يقول الشيخ الفاضل مشهور حسن سلمان :كان الأُستاذ أحمد فريد الرّفاعي ( ت 1376 هـ ) هو الَّذي شهَّر هذه الكلمةَ؛ حيث وضعها أوَّلَ كلِّ جزء من أجزاء “مُعجم الأدباء” لياقوت الحمويّ، وغيره من الكُتب، وتداولَها النَّاس عنه منسوبةً إلى العماد الأصفهانيّ!! والصَّواب نسبتُها للقاضي الفاضل- عبدالرحيم بن علي البيسانيّ، بعثَ بها إلى العماد؛ كما في أوَّل” شرح الإحياء ” للزَّبيديّ ( 1/3 )، و”الإعلام بأعلام بيت الله الحرام” لقطب الدِّين محمد بن أحمد النهرواليّ الحنفيّ ( ت 988 هـ ) . نقلاً عن:
“إعلام العابد في حكم تكرار الجماعة في المسجد الواحد”،: ص7، دار المنار- الخرج، ط2 “.
………….
قد يسأل سائل: وهل الموقع في الشبكة مصدر موثوق؟ أجيب: يتعلق من هو الكاتب وكيف يعالج الموضوع. إذ بعد أن قرأت هذه المادة عدت إلى كتاب حاجي خليفة (كشف الظنون)، ولم أجد في الصفحة التي ذكرها (14) شيئًا مما ذكر، غير أني لم أيأس، فقرأت مقدمة حاجي خليفة من جديد، ووجدت الاقتباس (ص 18) نفسه، وحاجي خليفة يؤكد من خلال اقتباسه أن الكمال لله وحده، وهو يستشهد بمقولة القاضي الفاضل التي وجهها للعماد الأصفهاني. يبدو هنا أن الاختلاف في رقم الصفحة لأنه في طبعتين مختلفتين، لكن النص هو بعينه.
….
ثم إن العماد الأصفهاني كان في بلاط صلاح الدين الأيوبي، وكانت علاقته وطيدة مع القاضي الفاضل صاحب الحظوة عند صلاح الدين. يقول العماد: “ألفت كتابًا سميته الفتح القدسي، وعرضته على القاضي الفاضل، وهو الذي في سوق فضله تُعرض بضائع الفضائل، فقال لي: سمِّـه “الفتح القُـسّي في الفتح القدسي”، فقد فتح الله عليك بفصاحة قُس وبلاغته”. (رسائل القاضي الفاضل- محمد عبد الرحمن عطا الله ص 12).

أ‌. د فاروق مواسي

faroqmwaseee

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة