نتائح الانتخابات المحلية وانتصار المشروع الوحدوي في طلعة عارة

تاريخ النشر: 07/11/13 | 4:35

انتهت المنافسة الانتخابية، التي تميزت بالحدة والشراسة في بعض المواقع والبلدان، وبدأ غبارها يتطاير وينجلي، فنجح من نجح، وخسر من خسر. وبدوري أبارك وأهنئ جميع الأعضاء والرؤساء الفائزين والناجحين، وأتمنى لهم مستقبلاً زاهراً وعملاً نافعاً وموفقاً في ادارة سلطاتهم المحلية، وخدمة الصالح العام، والنهوض بقراهم وتقدمها العصري والحضاري الى الأمام.

لقد دلت نتائج الانتخابات المحلية على تراجع وغروب شمس الأحزاب والحركات السياسية الفاعلة على الساحة في الوسط العربي، التي ذابت في بوتقة القوائم العشائرية، مقابل المرشحين العائليين والمستقلين والقوائم العائلية والحمائلية والحاراتية والطائفية. فمثلاً، الجبهة الديمقراطية صاحبة التاريخ السياسي والوطني والنضالي العريق، خسرت العديد من معاقلها وحصونها وقلاعها الجبهوية الحمراء، كالناصرة وعرابة وسخنين ودير الأسد ودير حنا، ومرشح شفاعمرو ناهض خازم الذي دعمته، وهذا مؤشر ودليل واضح على عمق الأزمة العميقة الجدية وحالة الترهل، التي تعيشها منذ زمن بعيد، وتنذر بخطر انكماشها وضمورها، وذك يتطلب من قيادتها مراجعة نقدية ذاتية شجاعة واستخلاص العبر والدروس مما حدث وافرزته نتائج الانتخابات المحلية.

كذلك فقد أظهرت نتائج الانتخابات نجاح عدد من المرشحين، الذين كانوا ينضوون تحت خيمة وفكر وراية الأحزاب السياسية والدينية وخرجوا على قراراتها، فانفصلوا وانشقوا عنها وخاضوا الانتخابات بصورة مستقلة، ونجحوا باجتياز نسبة الحسم من اول جولة، رغم كثرة المتنافسين، والوصول الى رئاسة مجالسهم البلدية المحلية، كالشيخ خالد حمدان في ام الفحم، الذي كان في صفوف الحركة الإسلامية، التي قررت عدم خوض الانتخابات للسلطة المحلية في المدينة، وعلي سلام في الناصرة، الذي انشق عن الجبهة التي قضى فيها أكثر من عشرين عاماً، وحقق نجاحاً كبيراً بحسم الانتخابات لصالحه خلال فترة وجيزة لم تتجاوز الـ 4 شهور.

أما في طلعة عارة، التي جرت فيها جولة ثانية فاز فيها الأخ مصطفى احمد (أبو أسامة) من قرية المشيرفة على منافسه علي حسن جبارين، فقد عاشت ليلة الخامس من تشرين ثاني ليلة مختلفة، بكل المعاني والمقاييس، في حياتها وتاريخ قراها، حيث أقامت الاحتفالات والمهرجانات التي تحولت الى أعراس للوحدة الشعبية والجماهيرية الصادقة الغلاّبة، التي تجلت بأهى صورها وأشكالها، بعد ان تحقق النصر الساحق المؤزر والفوز الكبير الهام، وعاشت أجواء من الفرح الغامر الممزوج بالدموع والابتسامات والتحيات والقبلات والمعانقات والتبريكات بالانجاز الكبير بنجاح مرشح قوى التغيير الحقيقية، وانتصار مشروع الوحدة العظيم، الذي عبدته ورسخته الوحدة للغيير في مصمص الصمود والإباء والشموخ والعزة والكرامة، مصمص راشد حسين ونواف عبد حسن ومحمد طه حسن وعادل عبد الرحمن وعلي الفارس واحمد طه، وغيرهم الكثير ممن رحلوا وارتحلوا عن دنيانا، وكانوا عشاقاً لهذا البلد الطيب. مصمص، صاحبة النضال والقرار المستقل والمشروع الوحدوي، الذي أحدث التحول والمنعطف التاريخي والهزة العنيفة والزلزال الاجتماعي والسياسي في الطلعة. هذا المشروع الذي تنضوي تحت راياته وأعلامه الخفاقة كل الأطياف والشرائح والمركبات الاجتماعية والسياسية والعقائدية، وامتد الى بقية قرى طلعة عارة، ونجح في استمالتها واستقطابها وتجميع وتحشيد كل الطامحين بالتغيير الحقيقي والاصلاح، وكل المؤمنين بالرؤية الوحدوية النهضوية التطويرية الشاملة بخصوص أداء وادارة السلطة المحلية، فشكل مداً وشلالاً هادراً وبركاناً شعبياً وجماهيرياً جرف وسحق السابحين ضده ، وعلى أساسه تم خوض المنافسة الانتخابية بمعايير تحترم العقل والرأي الصائب في مواجهة نهج الفساد والمحسوبية والوصاية واللجان المعينة، وتكلل بالنجاح بفضل الجهود الجبارة، التي قام بها اخواننا في مصمص وزلفة والمشيرفة وسالم.

نعم، لقد نجحت قوى التغيير في طلعة عارة باجتياز الامتحان، واستطاعت من كتابة وصنع تاريخ جديد في سفر حياة اهلها وسكانها، الذي عانوا الكثير من نهج اللجان المعينة والرؤساء السابقين. والمطلوب الآن هو صيانة وحماية

المكسب الاجتماعي الخضاري، الذي تحقق بفضل وحدة قرانا وانتصارها، والعمل بجد واخلاص من استكمال وانجاز الطموح بالتغيير المرتجى والمأمول، الذي نتوق ونصبو اليه منذ زمن، وتشكيل ائتلاف قوي قائم على الشراكة الحقيقية ، بعيداً عن المطامع الشخصية الانتهازية الفردية، علاوة على تفعيل أقسام المجلس وهيكلتها من جديد للنهوض بمسيرة التقدم والتطوير لقرانا الخمس، وخدمة جميع السكان، فالرئيس بعد انتخابه هو رئيس الجميع وليس لفئة معينة انتخبته.

عاشت وحدة طلعة عارة العظيمة المباركة، وتحية خالصة لكل الفرسان والأسود والجنود المجهولين الذي سهروا الليالي وربطوا الليل بالنهار، وأداروا الانتخابات بكل مسؤولية وعقلانية وثقة وايمان بحتمية الانتصار، رغم الشطب السياسي لمرشح الوحدة للتغيير الاخ المحامي جمال زهير. ومن نجاح، الى نجاح بانتصار نهج التغيير في المجلس المحلي، بإذنه تعالى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة