تحليل عينات رفات عرفات يؤكد تسممه بالبولونيوم

تاريخ النشر: 06/11/13 | 12:34

كشف علماء سويسريون عن وجود بولونيوم مشع في رفات الراحل ياسر عرفات وسط تقديرات بأنه مات مقتولاً بهذا السم. وعثر العلماء المكلفون بفحص عينات من رفاته على مقادير تصل إلى 18 ضعف المعدل الاعتيادي من مادة البولونيوم المشع في تلك الرفاة مما يرفع إلى 83% نسبة الاشتباه بأنه مات مسمومًا بها.

وأفاد تقرير من 108 صفحات صادر عن المركز الجامعي للطب الشرعي في مدينة لوزان السويسرية – حصلت قناة الجزيرة على نسخة منه – إن مقادير غير طبيعية من البولونيوم وجدت في حوض عرفات وأضلاعه وفي التربة الموجودة تحت جثمانه.

وتسلمت سهى عرفات أرملة الرئيس الفلسطيني الراحل نسخة من تقرير الخبراء السويسريين في باريس أمس الثلاثاء من محاميها سعد جبار بحضور عالم الطب الشرعي البريطاني ديفد باركلي الذي تولى شرح مضمونه.

وقال باركلي إن تلك النتائج تؤكد أن عرفات مات مقتولاً عبر تسميمه بالبولونيوم، وأن "ما تم العثور عليه هو البندقية التي قتلته والدخان يتصاعد منها, ما لم نعرفه حتى الآن من كان ممسكاً بها وقت حصول الجريمة".

وبعد تسليم نتائج التقرير، أكد الخبير البريطاني أن "معلوماته قوية" وأن "كافة النتائج أشارت إلى أن البولونيوم الذي عثر عليه في رفات عرفات كان أعلى من كل حالات التسمم السابقة " بهذه المادة, مما يعني حسب الخبير البريطاني "أننا أمام ما يمكن أن يكون اغتيالاً".

ومضى قائلاً إن البولونيوم المعروف بأن عمره ينخفض بمعدل النص كل ستة أشهر "انخفض ليتساوى مع الرصاص" في رفات عرفات. وقال أيضاً إنه بإمكان التحقيق البحث الآن في "من كان له الدافع، وأتيحت له الفرصة" .

من جهتها قالت سهى عرفات إن نتائج الفحص السويسري تظهر أن زوجها مات مقتولاً وأن هنالك جريمة قد ارتكبت مضيفةً أن الخطوة التالية بالنسبة للمحققين الفرنسيين هي متابعة التحقيق للكشف عن القاتل.

وأجهشت سهى أمس بالبكاء تأثراً بعد تسلمها لتقرير الخبراء السويسريين الجديد من محاميها سعد جبار بحضور عالم الطب الشرعي البريطاني ديفيد باركلي في العاصمة الفرنسية باريس.

وتحدثت سهى باللغة الإنكليزية في موقف مشحون بالعواطف قائلة بعد استماعها لشروحات باركلي عن مضمون التقريرٍ، قائلةً إن "مرتكبي الجريمة جبناء، لأنهم لا يريدون أن يضعوا بصمتهم عليها، لكن إرادة الله شاءت أن يتم الكشف عنها بعد تسع سنين".

وكان علماء سويسريون وفرنسيون وروس قد حصلوا في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي على عينات استخرجت من رفاته بعد نبش قبره في رام الله.

يشار إلى أن البولونيوم مادة مشعة موجودة في الطبيعة لكن التقرير أشار إلى أن الكميات الزائدة من هذه المادة تشتبه تلك التي يتم إنتاجها في مفاعل نووي.

وكان عرفات أصيب بمرض غامض في 12 أكتوبر/ تشرين الأول 2004 أثناء حصار مقره في رام الله من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي على خلفية أحداث الانتفاضة الفلسطينية.

وظهرت على عرفات أعراض غثيان يصحبه قيئ وآلام بطن شخصها طبييه حينها بإنفلونزا كان قد أصيب بها قبل مدة. لكن حالة عرفات استمرت بتدهور لم ينجح بإيقافه أطباء مصريون وتونسيون مما استدعى نقله في 29 من أكتوبر/ تشرين الأول إلى مستشفى بيرسي العسكري في باريس.

وأخفق الأطباء الفرنسيون في تشخيص حالته وهو ما أدخله في غيبوبة ما لبث أن توفي بعدها في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني عن 75 عاما.

ولم يخضع عرفات بعد وفاته في فرنسا للتشريح أو يتحدد سبب وفاته أو يكشف عن سجله الطبي وهو ما أثار الاشتباه في أوساط الفلسطينيين بأنه مات مسموما.

عن الجزيرة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة