انا احب الأقصى
تاريخ النشر: 08/07/16 | 0:01كان مصطفى جائعاً عطشاً، في حرّ الصيف الّلاهب، وفي شهر رمضان المبارك.
استلقى مصطفى على الأريكة في حديقة منزله، وأخذ ينظر إلى مجسم صغير يصوّر المسجد الأقصى، وسرح بفكره بعيداً.
وفجأة رأى نفسه يتجول في رحاب المسجد الأقصى بحرية.
ينتقل من مكان إلى مكان، نظر من شرفة المسجد إلى بعيد وإذ به يرى جنوداً عرباً تحرس المسجد، نظر هنا وهناك علّه يجد الجنود الصهاينة كعادتهم فلم يرهم.
تحيّر مصطفى وسأل شيخاً طاعناً في السن عما رآه.
تبسم الشيخ وقال:
– يا بني لقد حررنا الأقصى، وهؤلاء الجنود قد أتوا من جميع الدول العربية والإسلامية لحماية هذه الأرض المباركة.
فرك مصطفى عينيه لا يصدق ما يسمع، ثم نظر مرة أخرى فرأى الجنود العرب يبتسمون لكل قادم إلى المسجد الأقصى، ورأى الناس يتوافدون على المسجد من شتى الجنسيات والألوان، فمنهم الأبيض والأسود والعربي والعجمي.
شعر مصطفى بسعادة غامرة، وشعر بنفسه يطير من الفرح، يسلم على الوافدين إلى المسجد وابتسامة عريضة تملأ محياه.
صاح مصطفى من الفرح:
– المسجد الأقصى محرر.. يا للفرحة.. يا للفرحة..
ركضت أم مصطفى إلى مصطفى توقظه من نومه، وهي خائفة عليه من هتافه العالي.
استيقظ مصطفى من نومه ونظر إلى المسجد الأقصى فرآه مجسماً صغيراً يزين حديقة المنزل.
صاح مصطفى:
– أين الجنود العرب؟ أين الوافدون على المسجد؟ أين أنا؟ لقد حررنا المسجد الأقصى لقد حررناه!!
دمعت عينا أم مصطفى وتمتمت:
– اللهم آمين.. قم يا بني لقد حان موعد الإفطار، وادع ربك أن يحقق حلمك إن شاء الله تعالى.
غرناطة الطنطاوي