بعد القمر.. الهند تحضر لرحلة إلى المريخ
تاريخ النشر: 04/11/13 | 7:18بعد خمس سنوات من إرسالها أرخص مهمة إلى القمر، تستعد الهند لإطلاق أول مهمة مدارية لها إلى المريخ بتكلفة لا تتجاوز ثمانين مليون دولار، وهو مبلغ يقل عن نصف سعر طائرة من طراز بوينغ دريملايندر.
وأكد المتحدث باسم وكالة الفضاء الوطنية الهندية، دي بي كارنيك، إن كافة الأجهزة مستعدة للانطلاق، متوقعا أن تحقق المركبة دخولا ناجحا في مدار المريخ في غضون 280 يوما تشمل عمليات تصحيح المسار.
ومن المقرر أن تنطلق المهمة -التي تحمل اسم "مانجاليان" والتابعة لبرنامج الفضاء الهندي- يوم الثلاثاء المقبل، وفي حال نجاحها ستصبح الهند أول دولة آسيوية تصل إلى الكوكب الأحمر.
ونجحت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) ووكالة الفضاء الأوروبية (إيسا) فقط حتى الآن في إطلاق رحلات ناجحة إلى المريخ، مع العلم أن نحو 50% من كل المهمات انتهى بالفشل.
ولا يتوقع أن تضيف الهند بصورة كبيرة في المعرفة بالمريخ، نظرا لأن المهمات الأكثر تطورا التي أطلقتها "ناسا" و"إيسا" لا تزال ترسل معلوماتها. لكن كارنيك عبر عن تفاؤله بقوله "من يدري؟ المهمة تشاندرايان إلى القمر وجدت الماء على سطحه".
وأضاف أن نحو 85% من هدف المهمة هو إظهار القدرات التقنية وجمع البيانات من أجل مهمات مستقبلية، و15% فقط هو من أجل تحقيق أهداف علمية، مشيرا إلى أنهم مصرون حاليا على "التعلم بطريقة متواضعة بأسلوب محدد" في إطار ميزانية وقدرات الهند.
وستحمل المركبة حمولة معدات وأدوات تصوير تزن 25 كليوغراما لدراسة مناخ وسطح المريخ، وقد اعتبرت إيملي لاكداوالا، من منظمة "ذي بلانتري سوسيتي"-وهي منظمة أميركية تدافع عن أبحاث واستكشاف الفضاء- أن نجاح الهند في إدخال مركبة فضاء تعمل بشكل كامل إلى مدار المريخ "سيكون إنجازا مذهلا".
وقالت إن القدرة على تنفيذ مهمة بين الكواكب بمبلغ ثمانين مليون دولار هو أمر زهيد للغاية، مقارنة بمسبار الفضاء "مافن" الخاص بوكالة ناسا الأكبر حجما وأكثر قدرة والذي سينطلق في نوفمبر/تشرين الثاني بتكلفة تقدر بنصف مليار دولار.
منافسة وتحديات
كما اعتبرت أن نجاح الهند في مهمتها للمريخ سيعطيها دعما في مكانتها في مواجهة الصين، وسيمنحها أيضا حقوق مساومة في منافسة دولية. لكن أجاي ليلي -من معهد دراسات وتحاليل الدفاع في نيودلهي- أقر بأن الصين متقدمة بفارق كبير وأنها تعتبر الولايات المتحدة منافسة لها.
وتتمتع الهند بميزة دخولها متأخرة إلى اللعبة، حيث يمكنها البناء على التجارب السابقة والعمليات الفاشلة الموثقة. وسيكون التحدي الرئيسي هو رؤية كيفية عمل المحركات التي ستقذف المركبة إلى الغلاف الجوي للمريخ بعد توقفها لمدة 300 يوم، وكيفية صمود المادة العازلة للمركبة خلال الرحلة.
من جهته اعتبر ليلي أن الفترة الزمنية القصيرة بين الموافقة الحكومية ونافذة الإطلاق إلى المريخ التي تفتح مرة كل 26 شهرا، إلى جانب اختبارين فاشلين من أجل إطلاق أكثر قوة، ربما يكون قد فرض قيودا على المهمة.
وردا على الانتقادات بأن بلدا يعيش به ثلث فقراء العالم لا يمكنه تحمل الدخول في استكشاف الفضاء، أوضحت لاكداوالا أن الدراسات لمهمات ناسا المبكرة تشير إلى أن مهمات أبولو أحدثت قيمة بعشر دولارات للتكنولوجيات الجديدة مقابل كل دولار تم إنفاقه.
كما قال ليلي إن التوقعات الدقيقة للإعصار فايلين وإنقاذ أرواح الآلاف الشهر الماضي هو دليل على ثمار تكنولوجيا الفضاء، مؤكدا أنه لا يمكن النظر إلى المهمة بمعزل عن الأشياء الأخرى لأنها "مرتبطة بالتقدم".