كيف نربّي طفلا ذكيا؟

تاريخ النشر: 21/06/16 | 6:11

على الرغم من أن البحوث في هذا المجال ما زالت حديثة العهد، إلا أن هناك كثيرًا من التوصيات التي يمكن استخلاصها من كثير من الدراسات لزيادة الذكاء بشكل عام، فحث الطفل على النظر بتأمل والاستماع واللمس وتناول الأشياء والاستكشاف والمحاولة بنفسه تزيد من قدراته الإبداعية، فالوالد الذي يستمع إلى طفله بسعادة، ويتحدث إليه، ويتحمس لإنجازاته ومشروعاته، ويشجع حب الاستطلاع الفطري لديه، يساعده على نمو إبداعاته، وبالإضافة إلى ذلك وضع خبراء الإبداع التوصيات التالية:

1ـ الأمان النفسي: ساعد طفلك على أن يشعر بتميزه، ويحس بالرضا عند التعبير عن أفكاره وينال لذة الإبداع.. فكثيرًا ما يشعر الطفل بأنه لا يستطيع التطلع إلى فكرة ذات قيمة وبالتالي لا يتابع أفكاره.. وكما يقول د. Carl Ragers من مركز دراسات the parson in lajalh في كاليفورنيا: إن الطفل يحتاج إلى الأمان النفسي psychological safety للتعبير عن أفكاره بأساليب جديدة وتلقائية.. فهذا الوالد الذي يسخر من أفكار طفله مستخفًا بها أو يرفض اقتراحاته على أنها تنبع من طفل لا يفهم.. يعطيه مفهومًا بأن أفكاره غير جديرة ولا تستحق التطوير والتأمل وليس هناك في مجتمعنا أسوأ من تحطيم معنويات الطفل بإهماله والحط من قدرته!

2ـ فرصة للتخطيط: دع طفلك يخطط لبعض أنشطة الأسرة عندما يتاح ذلك واستغل أفكاره إذا كانت ممكنة.. حتى طفل الثانية يمكنه أن يقرر أحيانًا هل يفضل الخروج للفناء الخلفي للمنزل أو البقاء داخل المنزل لتناول الطعام، ويجب أن تتاح فرصة الاختيار لطفل الرابعة، في ملابس اللعب، بعد أن تحصر الخيار في عنصرين أو ثلاثة حسب الثمن والحجم والقماش والموديل.. يجب أن تتاح الفرصة من وقت لآخر للطفل لتخطيط قائمة طعام الأسرة [اللحوم والخضراوات والسلطة] وأين يقضي عطلة نهاية الأسبوع.
إتاحة هذه الفرص أمام الطفل لعمل قرارات تخص العائلة تجعله يشعر بقيمة أفكاره وتساعده على إدراك عواقب هذه القرارات.. فإذا قدرت طفلك واحترمته كشخص عاقل يفكر، فسوف تجد أن دافعه الملح نحو الاستقلال لن ينجرف إلى مواطن غير مستحبة.

3ـ التجريب: شجع طفلك على أن يكون أكثر حساسية للبيئة المحيطة وطرح الأسئلة والتجريب.

4ـ لا تخش الفشل: تتيح الأنشطة العملية الفرص لمساعدة الطفل حتى يفهم أن كل التجارب ليست ناجحة وعدم نجاحها لا يعني بالضرورة الفشل.ويرى د. Torrance أن معظم الآباء يستصعبون السماح لأطفالهم بالتعلم بأنفسهم أو حتى عمل واجباتهم بأنفسهم، فهم يخشون على أطفالهم من عواقب الفشل.
وبالطبع من المهم أن تعلم الطفل كيف يتجنب الفشل حين يمكنه ذلك، وهذا ضروري عندما يرتبط بأي خطر يهدد جسده، ويرى د. Torrance أن المبالغة في التأكيد قد تعوق الطفل عن التصرف مستغلاً خياله، ويصحبه إحباط وفشل لا يمكن تجنبه.. وقد تحرم الطفل من المبادرة وسعة الحيلة في مواجهة الأمور.. فكل الأطفال يتعلمون بالمحاولة والخطأ.. يجب أن يجربوا ويفشلوا أو يحاولوا باستخدام طريقة أخرى وإذا لزم الأمر يحاولون مرة ثالثة.. فهم بالطبع في حاجة إلى التوجيه، ولكنهم في الوقت نفسه يحتاجون إلى تلمس النجاح ونتائج الجهود.
إذا تراءى لك أن هذا المفهوم قاس عند فرضه على الطفل، تذكر الطريقة التي تعلم بها المشي، كم مرة فشل ووقع، وكم حاول وثابر دون استسلام.. فالذي قام به الطفل بنفسه دون مساعدة أو تشجيع من الكبار! من الممكن أن يقوم به مرات أخرى، لذا فعندما تراقب طفلك وردود أفعاله نحو الخبرات التي يمر بها تعرف مدى ما يحتاج من مساعدة حتى يتصرف بإبداع ومتى يكون على وشك الإحباط وترك المهمة.

5ـ المهام الصعبة.. والأفكار العظيمة: لا تتوقف أمام المفاهيم التقليدية للاستعداد.. فقد أشارت البحوث الحديثة بعدم دقتها.. فإذا انتظرت ظهور علامات الاستعداد لدى الطفل قبل أن تقدم لابنك الخبرات والمواد الجديدة، فأنت تحرمه من التحدي المبدع والدافعية الفاعلة! يرى د. Torrance أن مفهوم الاستعداد ‘عملية مقيدة’.. وعدم إتاحة الفرصة للطفل خوفًا من الفشل يعتبر من أقوى مثبطات الإبداع في مرحلة الطفولة.. ويقولون دفاعًا عن ذلك: إن الفشل قد يحبط الطفل، ولكن د. Torrance يقول: إن القدرة على التعامل مع الإحباط والفشل صفة مشتركة لدى كل الأفراد المتميزين تقريبًا’ فكل العلماء النشطين والمخترعين والفنانين والكتاب يخوضون المهام الصعبة ومن هنا تتولد الأفكار العظيمة.

6ـ الرياضة الإبداعية: شجع الطفل على ما يسميه أحد التربويين ‘الرياضة الإبداعية’ معك، وهي ليست دروسًا رسمية ولكنها ألعاب يمكن ممارستها أثناء ركوب السيارة أو غسل الأطباق أو انتظار طبيب الأسنان، مثلاً: يمكن أن تلعب معه.. كم طريقة يمكنك بها استخدام القلم الرصاص؟ فكر في استخدامات عديدة مختلفة للقلم خلاف الكتابة، كأن يكون عمودًا أو صارٍ لقارب ‘لعبة’ أو ‘عصا’ يحط عليها الطائر في عشه ثم استبدل القلم بأشياء أخرى كعلبة حليب فارغة من الكرتون أو كوب من الورق أو إطار قديم أو بكرة خيط.. شجع طفلك وتقبل استجاباته دون انتقاد.

7ـ الحاجة أم الاختراع: طبق الحكمة القديمة القائلة بأن ‘الحاجة أم الاختراع’ وذلك بأن تكون له حاجة أو ضرورة تحتاج إلى تفكير مبدع، وذلك بوضعه أمام مشكلة مؤقتة أو سؤال صعب: ماذا تفعل إذا ضللت الطريق وأنت في ‘المجمع التجاري’؟ كيف تجعل حفلة العيد أكثر بهجة؟ وماذا تفعل ببواقي ألواح الخشب الموجودة في الكراج؟ كيف تتعرف على أقصر طريق إلى الحديقة؟ وماذا نستخدم لكي نضع أشجارًا حول بيت الدمية؟ وما الذي يمكن عمله لوقف ‘رامي’ عن العنف؟ وماذا يمكنك أن تفعل إذا كنت مدرسًا في الروضة؟ وهل يمكنك ابتكار لعبة نمارسها في السيارة؟ فهذا النوع من الأسئلة يدخل الطفل في عالم من المرح والخيال اللذيذ.. ماذا يحدث إذا لم يأت الليل مطلقًا؟ وماذا يحدث إذا تحول كل شيء تلمسه إلى ذهب؟!وماذا إذا استمر نمو الكبار بنفس سرعة نمو الأطفال.

8ـ تقييم الخبرات الجديدة: شجع الطفل على تقييم الخبرات الجديدة، كمراقبة نمو برعم نبتة الفول في الطبق الموضوع على النافذة ووضع حلول للمشكلات الجديدة، ومراقبة الظلال بالنهار لتعلم المفاهيم العلمية الجديدة [يذوب الآيس كريم في درجة حرارة الغرفة وكذلك الشوكولاته إذا تركت في الشمس].

9ـ اللحظة الغالية: اجعل له لحظات وحده غالية للاكتشاف والإبداع واجعله يختار مكانًا هادئًا ووقتًا مناسبًا لأعماله الخاصة دون مشاركة أحد حتى أفراد الأسرة.. ولكن معظم مدارس الروضة ومراكز الرعاية النهارية تركز على المشاركة والأنشطة الجماعية.. فبدون مجهوداتك الدورية لن يستطيع الطفل تخصيص وقت للنشاط الإبداعي الفردي.. فكل الأفكار المميزة تنشأ في عقل الفرد الإنساني!
الطفل ‘أحمد’ في الرابعة يذهب إلى مدرسة تجريبية ملحقة بالجامعة، كان يعمل بتركيز شديد في اكتشاف العلاقة بين أعمدة الأرقام، فوضع عمودًا به أربع وحدات بجانب آخر به ست وحدات ثم فكر لحظة حتى وصل إلى عمود يحتوي على وحدتين وفجأة خطف منه ‘مهند’ الأعمدة وهرب. تدخلت المدرسة في هذا الوقت وقسمت الأعمدة بين الطفلين وطلبت من ‘أحمد’ مشاركة الأطفال في اللعب، ولكن للأسف ضاعت لحظة الاكتشاف التي كان يبحث عنها، لذا يؤكد أحد مبادئ مدارس MENTESSQRI على ‘ألا تقاطع الطفل عندما يعمل ولو حتى لتقديم الثناء والمدح’ وذلك للإبقاء على هذه اللحظة الغالية للاكتشاف والإبداع.
ويعتبر التلفزيون أحد الأشياء التي يصعب معها توفير الوقت اللازم حتى يبدع الطفل، فإذا بدأ عمله جذب الصغار نحوه دون عناء أو شعور بالحاجة إلى التفكير في مشروع خاص بهم! وأفضل الطرق التي يمكن استغلالها لمنع التلفزيون من إضاعة وقت هؤلاء الأطفال في هذه الفترة الغالية من عمرهم هو تحديد ***** مختارة جيدًا وعدم السماح بغيرها!

10ـ متابعة الأفكار: شجع الطفل على متابعة أفكاره، فكثير من الإبداعات تضيع بسبب فقدان الثقة بالنفس أو التحكم بالنفس لدى المخترع حتى يواصل ويكمل مشواره.. يمكنك طرح الأسئلة على طفلك: كيف ستنهي هذه الصورة أو عندما تنتهي من الصورة ما رأيك في أن تقوم بعمل إطار لها؟ وقد يحتاج الطفل إلى بعض المواد الخام أحيانًا، أو يمكن أن توجهه إلى بعض الجوانب الإيجابية.. تعجبني كثيرًا فكرة إعادة ترتيب غرفتك.. ماذا لو ساعدتني.. فسوف نقوم بها معًا في الحال.

11ـ القصص والألعاب الخيالية: لا تقلق إذا استغرق الطفل في نسج القصص الخيالية والألعاب الخيالية، فهي جزء من تطور نموه في مرحلة ما قبل المدرسة، وستكون أكثر راحة عندما تساعده على وصف هذه القصص على أنها ‘مبتكرة’ أو ملفقة أو خيالية، واضرب له مثالاً بالكتب التي تقرؤها..هل هي كتب حقيقية أم خيال؟ وكذلك ال***** التلفزيونية التي تشاهدها. هل هي أحداث واقعية أم مجرد تمثيل؟

90

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة