عصام خوري:مؤسسة محمود درويش تساهم بترسيخ الثقافة

تاريخ النشر: 22/06/16 | 12:25

عصام خوري كاتب، ولد في حيفا، ونشأ في قرية البعنة، وتلقى علومه الثانوية في مدرسة يني يني الثانوية في كفر ياسيف، والتحق بمعهد لدراسة المسرح في تل أبيب، ثم أقام في حيفا مع فنانين آخرين المسرح الناهض في نهاية سنوات الستين، وفي حيفا كانت لقاءاته مع الشاعرين الراحلين محمود درويش وسميح القاسم. ثم انتقل للإقامة في عكا، ومنها إلى معليا ولا يزال هناك حتى اليوم. كان مديرا عاما لجريدة الاتحاد لعدة سنوات، وهو اليوم يدير مؤسسة محمود درويش في كفر ياسيف، والتي تعنى بالمجالات الثقافية كافة، الأدبية، الموسيقية، الشعرية، وسائر حقول الإبداع.
– كيف أقيمت هذه المؤسسة؟
– منذ وفاة شاعرنا الكبير، ونحن أثناء المأتم في رام الله، أقمنا بيت عزاء في الجديدة، ولنا صديق مشترك أيضا هو المحامي والكاتب جواد بولس، فطرحت فكرة إقامة المؤسسة في كفر ياسيف تخليدا لذكرى وإرث الشاعر الكبير، في الجليل، حيث ولد ونشأ وعاش ردحا من الزمن.
– إقامة مؤسسة كهذه يحتاج إلى دعم ومساندة.
– فعلا، تضم المؤسسة ثلاث هيئات، وهي الإدارة والمؤلفة من 11 شخصا، والمجلس الاستشاري الذي ترأسه المرحوم سميح القاسم، والمجلس الثقافي، ويضم عددا من الأدباء والشخصيات الثقافية من أنحاء البلاد.
– ما هي أهم الأعمال والفعاليات التي جرت في مؤسسة محمود درويش؟
– عملنا الكثير، حتى أن بعضهم وصفنا بأننا المؤسسة الفلسطينية الأكثر نشاطا في الداخل الفلسطيني وفي الخارج. ونقوم بفعاليتين شهريا، الأولى ويشترك فيها عدد كبير من الأشخاص، يقدر بالمئات، والثاني أصغر حجما وعددا. وهذه النشاطات منها الثقافية ومنها الاجتماعية، فنحن لا نعمل كل ما يتعلق بمحمود درويش بل إننا بمثابة مركز ثقافي يحمل اسم درويش، ونبرز إرثه الأدبي والثقافي والاجتماعي والإنساني والسياسي.لأن محمود يعتبر رمزا من رموز شعبنا الثقافية، حتى أنه من الرموز الأوائل.
– القيام بنشاطين شهريا يتطلب طاقما وتحضيرات كبيرة.
– صحيح، لذا نحن نعمل بشكل دائم ومتواصل، لتنظيم أمسيات أدبية، أمسيات تكريم، ومن أهداف المؤسسة هو التواصل الدائم بالثقافة الفلسطينية، وإن نشاطاتنا موزعة مناصفة تقريبا بيننا وبين كتابنا وشعرائنا المحليين، وكتابنا وشعرائنا في رام الله وغيرها.
– هل هناك تعاون بينكم وبين مؤسسة محمود درويش في رام الله؟
– إن مؤسسة محمود درويش في رام الله هي الأكبر، وهي صرح فلسطيني لا يستهان به، وتضم المتحف وقاعات الاجتماعات، وضريح الشاعر، ومقر النشاطات الأدبية والفنية. وقد أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس مرسوما خاصابتعييني عضوا في مجلس أمناء تلك المؤسسة الكبيرة في رام الله.وأن تعاوننا دائم كما بدأنا وكذا نحن عليه اليوم.
– هل هناك جهات أو مؤسسات أخرى تتعاونون معها؟
– طبعا، ونخص بالذكر معهد “كاترين” للموسيقى في ترشيحا بإدارة الدكتور تيسير حداد، الفنان الموسيقي والمبدع. هذا من منطلق أن الإبداع يشمل كافة النواحي الأدبية والفنية، الموسيقية وغيرها، وقدمنا العديد من النشاطات المشتركة، مثل مهرجان “أوتارشيحا”، والعمل الكبير “إسرار” وهو يعتمد على نصوص محمود درويش ومقدم تخليدا لذكراه، عن طريق ألحان جديدة وضعها الموسيقار تيسير حداد لمجموعة من قصائده. وسبق ذلك أمسيتان، الأولى لزياد الرحباني، والثانية “جاز شرق أوسطي”.
– كانت هناك فعالية كبيرة في تل أبيب.
– إضافة إلى معهد كاترين، ساهمنا بعمل فني جديد آخر غير مسبوق. ففي يوم ميلاد الشاعر الكبير درويش احتفلنا بهذه المناسبة في 13 آذار، وكان لمرور 75 عاما على ميلاده، في قاعة سوزان دلال في تل أبيب. من اللافت أننا كنا ننوي إحضار أعداد من المشاهدين لحضور تلك الأمسية، ولكننا فوجئنا، ولحسن الحظ، أنه قبل الاحتفال بيومين طلبوا منا عدم إحضار أحد من الجليل، لأنه لم يعد أي مقعد شاغرا في القاعة، علما أنه تم بيع تذاكر للدخول. وهكذا أقيم الاحتفال بحضور الجمهور العبري، الذي بلغ نحو 500 شخص، بيوم ميلاد محمود درويش وبشهر الثقافة الفلسطيني.
– وهناك تعاون مع مؤسسات من خارج البلاد.
– صحيح، نحن على تواصل واتصال مع مؤسسة سوليداريس في بلجيكا، والتي يديرها الأستاذ حسين شعبان، وهو شخصية فلسطينية معروفة على نطاق واسع. ومؤسستنا ترتبط بعلاقة توأمة مع تلك المؤسسة في بلجيكا. وأقمنا قبل عامين مهرجانا في مدينة نمير البلجيكية، وشهد إقبالا جماهيريا كبيرا هناك بحضور حشد من الأدباء والشعراء والفنانين وأعضاء برلمان، وحتى وزراء. وجرى إحياء لذكرى محمود درويش، حيث قرأنا من شعر درويش بالعربية وهم قرأوا شعره بالفرنسية، وكان من بين الذين قرأوا بالفرنسية رئيس البرلمان البلجيكي نفسه. وأذهلنا بقراءته، خاصة أنه أخذ يذرف الدموع تأثرا وهو يقف على المنصة.
– من هو الجمهور المستفيد من فعالياتكم، وكم تقدّرون عدده؟
– جمهورنا واسع جدا، نظرا للنشاط الشامل والمتشعب الذي نقوم به. والجمهور يُقبل على فعالياتنا بشغف وترقب، لأننا نقدم هذه الفعاليات في أنحاء البلاد من الجليل وحتى المثلث، وفي المناطق الفلسطينية كلها. الهدف هو إيصال الكلمة إلى الجمهور، ونحن نذهب إليه حيثما كان، ولا يقتصر ذلك على مكان محصور أو محدد.
– ما هي أهم مشاريعكم القادمة؟
– العمل القادم سيكون إشهار رواية الكاتب الكبير يحيى يخلف “راكب الريح”، وأعتقد أن هذه الرواية هي حدث ثقافي، وهي رواية غير اعتيادية بمستواها الأدبي والأسلوب الراقي للكاتب. وتجري أحداث الرواية في يافا، ولذا اتفقت مع الكاتب على الاحتفال بإشهار الرواية بعد نحو شهر في يافا. كما أن العرض الموسيقي الذي قدمناه في ترشيحا سنقدمه في رام الله، ثم في عمان، وبعدها في العالم العربي. فالقيمة الفنية والإبداعية لهذه العمل أكبر من أن تبقى مجرد أمسية محلية وننتهي منها. لأنه يشترك في هذا العرض الموسيقي حوالي خمسين موسيقيا، عدا عن مستواه الفني الرائع.
– علمنا بوجود مفاجأة ستشارك في هذا العمل؟
– صحيح، ستظهر معنا في هذه العروض، في العالم العربي الفنانة المعروفة أميمة خليل، وهي ستغني شعر محمود درويش.
– هل تم التعاقد مع أميمة خليل بهذا الشأن؟
– نعم، فقد التقينا معا في عمان، واتفقنا على كافة التفاصيل.
– وعلى الصعيد المحلي كيف تقدمون فعالياتكم للجمهور؟
– أود الإشارة هنا إلى ملاحظة هامة، وهي أننا استضفنا خلال العام الدراسي المنصرم عددا من الصفوف المدرسية، حيث زارنا في كل أسبوع الطلاب من مختلف المدارس في البلاد، واستمعوا إلى فكر محمود درويش وإلى شعره وتراثه. ولاحظت وجود المواهب بوفرة بين الطلاب، الذين يحفظون درويش ويرددونه في المناسبات الخاصة والعامة. وحتى طلاب الصفوف الأولى، كنا نسألهم هل تعرفون درويش فيجيبون بالإيجاب، ويشرعون بترديد أشعاره بإلقائهم الجميل. كما أن جمهور الزوار الذين يفدون إلينا يحصلون على الشروح الوافية والمعلومات الكثيرة عن الشاعر الراحل.
– نتمنى لكم التوفيق والنجاح
– شكرا لكم.

33

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة