قراءة في قصة”ياسمين والوحش” للأديبة عبير الطاهر

تاريخ النشر: 22/06/16 | 1:08

القصة من تأليف الكاتبة الأردنية عبير الطاهر ، رسومات ملونة وجميلة للفنان أديب مكي ، اصدار دار المنهل ، (بدون تسجيل سنة اصدار ) ، تهدي الكاتبة قصتها الى ” دارة الطاهر .. وابنتي ياسمين ” ، تقع القصة في 24 صفحة من الحجم المتوسط .
القصة : بسبب هطول الأمطار قررت ياسمين بعد التشاور مع أمها اللعب بالألوان بعد أن وضعت المريول ، رسمت أخاها الصغير يشد شعرها ،والشجر والبيت ، عندما ملت من الرسم ، لونت وجهها بالون الأحمر رأت وجهها مخيفا ، فشعرت بالفرح والرضى وصبغت يدها باللون الأسود ، دخلت غرفة أخيها الصغير وقالت له أنا الوحش لكنه ضحك وعرفها ، كذلك حاولت دب الرعب في قلب قطتها لكن القطة لم تكترث بالأمر ، فقررت الذهاب الى الأم لتغسل وجهها ويدها ، كانت الأم تقرأ كتابا ، فتظاهرت الأم بالخوف ” وحش وحش يا الهي من أين جاء الوحش ” هنا ضحكت ياسمين من الأعماق وعانقت أمها .
رسالة الكاتبة :
– منح الأطفال فرصة للتمثيل والمرح وعدم التعامل معهم ككبار بل منحهم فرصة التمتع بالطفولة وشقاوتها وحلاوتها وبساطتها ونكهتها البرئية والصافية .
– تشجيع المطالعة ، الأم خلال وقت فراغها كانت تعانق وتتصفح الكتاب لتكن قدوة لطفلتها لم تصورها الكاتبة منهمكة في المطبخ او نائمة أو تحتسي القهوة مع جارة ثرثارة نمامة .
– الغيرة والعنف بين الاخوة ، الأخ الأصغر يشد أخته من شعرها ، ورسومات الأطفال تعبر عن واقع .
– الرفق بالحيوان ، في بيت ياسمين قطة تعيش برخاء واحترام نائمة على كرسي، والقط كائن ذكي ، يعرف ما يدور حوله .
– تصرف الأم الحكيم وقلبها الواسع ، بالرغم ما قامت به ياسمين من الرسم على وجهها وصبغ يدها بالون الأسود ، وما يترتب على الأمر من فوضى واتساخ للملابس والأرضية ، لاحظنا الأم لم تعاتب، لم تضرب ،لم تصرخ في وجه ياسمين ، بل عانقتها بحنان ومحبة وتفهم لاحتياجات الطفولة الطبيعية، والرغبة في اللعب واللهو والتجريب لصقل شخصية طفل مثابر مفكر يحب الحياة.
– الاقتصاد والاستحداث ، ذكر في القصة أن الطفل الصغير كان يلعب بسيارته القديمة ، وهنا رسالة للأهل والمجتمع أن الطفل يمكنه اللعب بألعابه القديمة ويستمتع بها ، وليس بالضرورة شراء لعب جديدة كي ندخل الفرحة لقلبه ، أيضا ضرورة محافظة الأطفال على ألعابهم الخاصة فيمكن لهذه الألعاب البقاء لمدة زمنية طويلة .
– دور الأب في القصة قام بشراء جزمة حمراء لياسمين دلالة على اهتمام الأب بذوق صغيرته ، الجزمة الحمراء إشارة لقصة “ليلى الحمراء ”
خلاصة : قصة ياسمين والوحش ، قصة ناجحة للكاتبة عبير الطاهر ، وعنوان موفق ، والعنوان عتبة النص ، نجحت المؤلفة في جذب واستفزاز القارئ ، وشده حتى نهاية القصة ، كما انها طرحت حزمة من المواضيع ، الرسائل القصيرة الخاطفة الاجتماعية والاقتصادية ، أسلوب الكاتبة سهل ومفهوم وممتع ، الرسومات عكست وكملت النص بدقة متناهية ، الكاتبة عبير الطاهر ، مجربة وصاحبة خبرة وأوسمة في مجال أدب الطفل .

بقلم:سهيل عيساوي

2

1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة