صورة حديثة لكوكب بلوتو تذهل علماء الفلك
تاريخ النشر: 29/06/16 | 4:39يحلق المجس الأمريكي “نيو هورايزون” New Horizons spacecraft حاليا بعيداً عن كوكب بلوتو Pluto على مسافة تقدر بحوالي 400 مليون كيلومتر، وعلى الرغم من هذه المسافة الكبيرة إلا أنه لا زال يرسل للأرض الكثير من المعلومات المهمة عن الكوكب منذ أن دار حوله قبل حوالي عام.
كانت آخر الصور الدقيقة وفائقة الوضوح والتفاصيل التي التقطها المجس ووصلت الأرض حديثا قد صعقت علماء الفلك في وكالة ناسا، حيث ظهرت التضاريس المتنوعة بعكس توقعات علماء الفلك، وظهر خط من سلسلة جبلية حادة مرتبطة بالسهول الجليدية المسطحة في النصف الجنوبي من كوكب بلوتو، وصل ارتفاع السلسلة الجبلية فوق السهول الجليدية حوالي 2.5 كم.
وقال البروفيسور ريتشارد بينزل Richard Binzel عالم الكواكب السيارة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا إن هذه الظاهرة مثل قطعتين من الألغاز المتشابهة وعليك اتباع طريقة واحدة فقط لكي تحلها، حيث من الصعب جدا أن تفهم كيف حدثت هذه المنطقة الحادة حيث مناطق متناقضة على كوكب سيار وهي سلسلة من الجبال فوق سهول منبسطة، وهذه الحالة ربما لا تحدث سوى في المناطق الباردة والميتة أو غير النشيطة، لكن على ما يبدو فإن بلوتو كوكب نشيط حاليا.
توجد سهول على سطح بلوتو خالية من أي آثار لإرتطام النيازك أو الفوهات البركانية تسمى “سبوتنيك بلانوم” Sputnik Planum تشير إلى أنها منطقة صغيرة في عمرها الجيولوجي بناء على عمر بلوتو نفسه، وفقا لما أكده ألان ستيرن Alan Stern الباحث الرئيسي للمجس نيو هورايزون، حيث يقدر الباحثون أن هذه المناطق نشأت خلال بضعة ملايين السنين الماضية، والتي تشكل جزء صغير من واحد بالمئة من عمر الكوكب.
ولكن المنطقة المظلمة التي تطل على السهول وتسمى “كران ماكولا” Krun Macula تشكلت قبل بلايين السنين أي قريبة من عمر بلوتو الذي كان لا زال في سن الطفولة، مضيفا أن الحد الفاصل الذي ظهر في الصور محير تماما، وربما يدل على أن هذه الكواكب الجليدية والصغيرة تكونت بطريقة تختلف عن اعتقادنا ونظرياتنا الحالية.
يعتقد العلماء أيضا أن اللون الأحمر المنتشر على سطح بلوتو ربما يكون مصدره جزيئات قادمة من الغلاف الغازي للكوكب، ثم أن بعض المناطق تكتسي باللون الأحمر على بلوتو وبعضها لا تظهر بهذا اللون، وهذا جزء من غموض الكوكب، وربما ناتجة عن حدوث عملية تآكل على سطح بلوتو، لكننا لا نستطيع تأكيدها في الوقت الراهن.
لا زال العلماء بانتظار وصول المزيد من الصور عن بلوتو في الفترة القريبة القادمة، وحتى الآن فقد أرسل نيو هورايزون 70% من الصور المخطط لإرسالها للأرض عن كوكب بلوتو، وهي بلا شك قد عملت ثورة في اكتشاف كوكب بلوتو الذي لم يصله أي مجس من قبل، وكانت المعلومات المعروفة عن الكوكب قبل ذلك حصلنا عليها من التلسكوبات الفضائية والأرضية مثل تلسكوب الفضاء هابل، وكشفت تلك الصور عن وجود مناطق معتمة على بلوتو الذي يظهر حتى بهذه التلسكوبات العملاقة على شكل نقطة لامعه، لكن المثير أن يحلق مجسا بشريا حول هذا الكوكب اللغز ويكشف لنا تفاصيله عن قرب.