قراصنة البحر
تاريخ النشر: 21/06/16 | 0:41أطلقت السفينة صفاراتها مؤذنة للرحيل …و تفقد الركاب حاجياتهم من أوراق السفر و انطلق إبراهيم من غرفته في السفينة إلى ظهرها…
يريد ان يراقب الشاطىء القبرصي الجميل في مدينة لارنكا وهو يبتعد قليلا قليلا عن السفينة حتى غاب عن الأبصار…
كان رذاذ الماء يملأ وجه ابراهيم و معطفه الجلدي الذي يغطي رأسه و حتى أخمص قدميه…..
فلما غابت الأشجار و الببيوت و الطرقات من أمام ناظريه، و توسطت السفينة البحر فلم يعد هناك ما يراه إلا المياه من كل جانب…
سرت قشعريرة برد في جسده فعاد مسرعا إلى غرفته و إلى من تركه فيها….
في تلك الغرفة كان والد ابراهيم يجلس وحيدا لا يغادرها، وقد وضع بجانبه عصا كبيرة و رجلا اصطناعية
في نهايتها حذاء كبير، بينما غطى وجهه بنظارة سوداء كبيرة… وقد تعود ابراهيم على منظر والده برجله المقطوعة و عينه المعصوبة
لكنه استغرب عنوان الكتاب الذي كان بين يديه فسأله؟
ما معنى قراصنة البحر يا والدي..؟
تلك قصة ظريفة أقرؤها…
اشتريتها كي أتسلى بها أثناء السفر… إنها قصة قديمة عن لصوص البحر
و هم يسطون على إحدى السفن التجارية و القراصنة هملصوص البحر.
فتملك ابراهيم بعض الدهشة فقال:
و هل في البحر لصوص؟
ذلك كان في غابر الأزمان فكما كان هناك قطاع طرق يهاجمون القوافل و العربات…
كان هناك قراصنة بحر، متخصصون في الإعتداء على السفن البحرية لسرقة الأموال و الأمتعة…
أو لسرقة الرجال و النساء و الأطفال لبيعهم عبيدا في بلدان أخرى.
وتملك ابراهيم الرعب و هو يسمع عن سرقة الأطفال و الرجال فقال:
هل هناك قراصنة في هذه الأيام؟