الإختبار الشهري
تاريخ النشر: 14/06/16 | 0:01غدا سيكون اختبار الشهر في اللغة الانجليزية… يجب أن أسهر قليلا لمراجعة دروسي والاستعداد لهذا الاختبار كي احصل على درجات مرتفعة، كنت مستمتعا وأنا أقرأ الكلمات الإنجليزية وأحفظها ثم أغلق الكتاب وابدأ في تسميعها أولا ثم كتابتها في كراسة المذاكرة، وكانت سعادتي عظيمة حين أقوم بالتأكد من صحة الكلمات التي قد كتبتها.. حمدا لله.. لم أخطئ في حرف واحد.
في الفصل أخذ المعلم يوزع علينا أوراق الإجابة، كان الحماس ظاهرا على وجهي، التقطت ورقة الأسئلة وبدأت أقرأها بعناية واهتمام قبل أن ترتسم علي شفتي ابتسامة واسعة، الاختبار سهل.. سهل للغاية.
أمسكت قلمي وبدأت الإجابة على السؤال الأول، جلس المعلم على مقعده يحتسي قدح القهوة ويطالع الصحيفة حتى ننتهي من الاختبار، أكتب بهدوء وثقة كي يكون خطي واضحا وجميلا، أجبت ثلاثة أسئلة حتى الآن.. الأسئلة سهلة للغاية.. يبدو أن مذاكرتي بدأت تؤتي ثمارها في هذا الاختبار.
ما هذا.. أشعر بشخص يلكزني من الخلف، صوت هامس ينادي باسمي في خفوت.. شادي.. شادي، استدرت أنظر لمن يلكزني ويهمس باسمي فوجدته زميلي عصام، سألته بصوت هامس: ما الأمر يا عصام.. لماذا تلكزني وتناديني؟
أجابني بصوت هامس: لا أستطيع الإجابة على أسئلة الاختبار.. حاول أن تساعدني.
نظرت إليه نظرة طويلة يملؤها العتاب ثم عدت لورقة إجابتي أواصل الإجابة على الاختبار، ورغم محاولات عصام العديدة فلقد تجاهلته تماما، وما أن فرغت من إجابة جميع الأسئلة حتى قمت بتسليم ورقة إجابتي للمعلم، انتهى الاختبار وقام المعلم بجمع الأوراق من التلاميذ، وفي الفسحة فوجئت بعصام يقترب مني غاضبا ويعاتبني لأني لم أساعده في إجابة الأسئلة.
وهنا لم أحتمل.. أخبرته أني لو ساعدته كما يريد فسيكون غشاشا، وسأكون أساعده على الغش، وسأكون أضره ولا أفده، وذكرته بحديث الرسول الكريم (من غشنا فليس منا)، وهنا اعتذر لي عصام وهو يقول نادما: أعتذر يا صديقي شادي.. لقد ألهاني اللعب عن الاستعداد للاختبار ولم أكن أظن أن مساعدتك لي تعتبر غشا.. ولكني الآن عرفت.. وأعدك أن أهتم بمذاكرتي كي لا أمر بهذا الموقف الصعب بعد الآن.