إكتشاف كوكب يبعد 1200 سنة ضوئية صالح للحياة

تاريخ النشر: 14/06/16 | 0:03

قال علماء الفلك أنهم اكتشفوا كوكبا صخريا يبعد عن الأرض حوالي 1200 سنة ضوئية أطلق عليه الرمز Kepler-62f يقع جهة كوكبة “النسر الواقع” وتسمى أيضا الشلياق Lyra وهو أكبر من الأرض بحوالي 40%، يعتقد أنه كوكب صخري وتغمره المحيطات الشبيهة بتلك التي على الأرض ما يجعله مناسبا لوجود الحياة على سطحه.
جاءت هذه الأخبار على لسان الباحثة “أوماوا شيلدز” Aomawa Shields من المعهد القومي للبحوث الفلكية والفيزياء الفلكية National Science Foundation astronomy and astrophysics والمؤلفة الرئيسية للورقة البحثية بهذا الاكتشاف التي من المنتظر نشرها في الأعداد القادمة من مجلة “البيولوجيا الفلكية” Astrobiology، بالاعتماد على بيانات تلسكوب الفضاء كبلر NASA’s Kepler mission حيث ظهر الكوكب Kepler-62f فيها سنة 2013م وتبين أنه يدور مع خمسة كواكب سيارة حول نجم أصغر وأبرد من الشمس، لكن لم تقدم البيانات معلومات عن حرارة الكوكب وحجمه ومداره حول النجم.
تعاونت الباحثة شيلدز مع باحثين من جامعة واشنطن لتحليل الظروف الفيزيائية للكوكب لمعرفة ما إذا كان جوه مناسبا لوجود الماء ومداره المناسب لوجود حرارة معتدلة على سطحه، وأشارت نتائج هذه التحاليل أن درجة حرارة الكوكب وبعده عن النجم الأم مناسبة جدا لوجود المحيطات على سطحه ومن ثم نشوء الحياة.
يشكل ثاني أكسيد الكربون ما نسبته 0.4% من الغلاف الغازي للأرض، ولكن لان الكوكب Kepler-62f ابعد عن نجمه الأم من متوسط المسافة بين الأرض والشمس فأن نسبة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الغازي للكوكب يفترض أن تكون اعلى وذلك لتكون حرارته عالية لكي يحتفظ بالماء السائل على سطحه ومنعه من التجمد.
يزيد سمك طبقات الغلاف الغازي للكوكب بحوالي 12 مرة في المعدل بحسب مستوى كل طبقة عن طبقات الغلاف الغازي للأرض، بينما تبلغ نسبة وجود ثاني أكسيد الكربون في جو الكوكب بحوالي 2500 مرة عن نسبته في الغلاف الغازي للأرض، ونتيجة للاختلاف في نسبة وجود ثاني أكسيد الكربون في جو الكوكب من مكان لآخر، فقد وضع الباحثون عدة سيناريوهات لنشوء الحياة على الكوكب بحسب توزيع ثاني أكسيد الكربون.
وقالت شيلدز أن الحياة ستكون مناسبة على الكوكب خلال سنته كاملة، وهو يتطلب أن يكون غلافه الغازي أسمك بحوالي 3 إلى 5 مرات من تلك الموجودة على الأرض وجميعها مكونة من ثاني أكسيد الكربون، وهذا سيكون مماثلا لاستبدال كل جزيء في الغلاف الغازي الأرضي بثاني أكسيد الكربون، وهذا يعني أنه للكوكب 2500 مرة اعلى في نسبة ثاني أكسيد الكربون في جوه من مثيلاتها في جو الأرض، ووجود هذا التركيز العالي للكوكب من ثاني أكسيد الكربون يعتمد على المسافة بين الكوكب والنجم الأم، حيث يمكن أن يزداد الغاز في الغلاف الغازي للأرض عندما تمتص البرودة لكي يبقى الكوكب اكثر دفئا.
لكن إذا ما كانت هنالك آلية لتوليد الكثير من ثاني أكسيد الكربون في جوه للمحافظة على الحرارة فيه وبقاءه دافئا، وإذا كانت كل مناطق الكوكب فيها كمية مماثلة من ثاني أكسيد الكربون على الأرض، فيمكن حصول بعض الظروف التي تسمح لدرجة حرارة سطح الكوكب بان تكون اعلى من درجة حرارة التجمد في أوقات محددة في سنته، وهذه قد تساعد على ذوبان طبقات الجليد التي تشكلت في أوقات أخرى من سنة الكوكب.
أجرى العلماء حساباتهم لتحديد شكل مدار الكوكب حول نجمه الأم بالاعتماد على برنامج حاسوبي يسمى HNBody كما استخدموا نماذج المناخ العالمية الأرضية global climate models لمحاكاة مناخ الكوكب وهي أول مرة يتم فيها الدمج بين النوعين المختلفين من النماذج لدراسة الكواكب غير الشمسية exoplanet خارج المجموعة الشمسية.
هذه النتائج سوف تساعد العلماء مستقبلا على فهم بعض الكواكب التي يمكن أن تكون صالحة للحياة، بالاعتماد على العديد من العوامل والظروف في الكوكب، خاصة وان تلسكوباتنا لا تسمح لنا بالتعرف على خصائص الكوكب المختلفة، وهي نتائج تجعل العلماء متفائلون بوجود حياة أخرى في الكون، خاصة بعد أن أصبح عدد الكواكب غير الشمسية المكتشفة حتى الآن والتي تأكد وجودها 2300 وهنالك بضعة الاف أخرى مرشحة لتكون كواكب سيارة، لكن هنالك بضعة دزينات من الكواكب فقط يعتقد وجود كواكب صالحة لنشوء الحياة عليها، حيث تشترط أن تكون المسافة بين الكوكب ونجمه الأم مناسبة لوجود الماء السائل.

مركز العلوم في قطر
5

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة