في ذلك النهار

تاريخ النشر: 25/10/13 | 4:26

في ذلِكَ النَّهارِ الْمُعْتِمِ الْمُنيرِ شَدَّ عَقلي ونَبَّهَ أحاسيسِيَ القَلِقة

ما رأيْتُ وما سَمِعْتُ مِنْ فنانٍ نَحّاتٍ

رأيْتُهُ طالِعًا مِنْ غابَةِ صَخْرٍ حامِلاً على كَتِفيهِ صَخْرَةً صَلْبَةً ،

وَحينَ رآني ، قالَ يا أخي :

هذِهِ كُتْلَةُ صَخْرٍ سأظَلُّ أحاورُها بعَقْلي وإزميلي ، أصارعها ما اسْتَطعتُ ،

فَكُلُّ حُلْمي ومُبْتَغايَ أنْ أهَذِّبَها لِتَصيرَ

نِسْرًا طائِرًا مُمْسِكًا بمُنْقارِهِ غُصْنَ زيْتون هُوَ كُلُّ ما أصْبو إليه .

ولكِنْ قَبْلَ أنْ يُنْهي قَوْلَه ، قُلْتُ لهُ :

مَعْذِرَةً يا صاحِ وابنَ أمّي !

فالنِّسْرُ ، طالَما ظَلَّ نِسْرًا يوهِمُ نَفْسَهُ أنَّهَ سَيِّدً عالَمِهِ ،

لَنْ يُمْسِكَ بِمُنْقارِهِ غُصْنَ زيتون

فما أجْمَلَ وأروَعَ صَخْرَتَكَ ، حينَ تُحاوِرُها وتُهَذِّبُها ، فتصير

طائِرَ أرْضٍ ، مُلَوَّنِ الْجناحَيْنِ وَغَرَدَ الزَّقْزَقة

كَعُصْفورٍ يَعْشَقُ رَحيقَ الْوَرْدِ وما فيه مِنْ عبَقِ حَياة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة