سؤال في اللغة حول ذلكم , ذلكن وذلكما

سؤال في اللغة: ما سر إلحاق الضمائر في أسماء الإشارة (ذلكم، ذلكنّ، ذلكما، تلكما …إلخ) في القرآن؟
أ. سيف- عرعرة

أولاً- إن هذه الملحقات لاسم الإشارة هي حروف مبنية، وليست ضمائر، وكاف الخطاب هي حرف كالكاف- الضمير في حركتها، وما يلحق بها من علامات، فنقول:
ذلكَ الكتاب يا طالبُ
ذاكِ الكتابُ يا طالبةُ
ذلكما الكتاب أيها الطالبان/ الطالبتان
ذلكم الكتاب يا طلابُ
ذلكنَّ الكتاب يا طالباتُ
نحرّك الكاف تبعًا للمخاطب (على غرار: كتابكَِ، كتابكم…).
* لننتبه إلى أن الكاف بعد اسم الإشارة لا محل لها في الإعراب، بينما الكاف الاسمية – أي الضمير تكون مضافًا إليه.
لنأت إلى آيات كريمة، ولنلاحظ مَن المخاطب:
“وناداهما ربُّهما ألمْ أنهَكما عن تلكما الشجرة” (الأعراف 22)- الخطاب لآدم ولحواء= مثنى.
“ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعلمون” (الأعراف 7)- الخطاب للجمع.
” يذبّحون أبناءكم ويستحيون نساءكم، وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم” ( البقرة 49)- الخطاب للجمع ، وفي القرآن الكريم وردت (ذلكم عشرات المرات).
في سورة يوسف نجد:
” لا يأتيكما طعام تُرزقانِه إلا أنبأتكما بتأويله قبل أن يأتيَكما، ذلكما مما علّمني ربي (37) الخطاب للمثنى.
“قالت فذلكنَّ الذي لمتنني فيه”- 22- الخطاب لجماعة النساء اللواتي عاتبن امرأة العزيز.
“أولئكم جعلنا لكم عليهم سلطانًا مبينا” ( المائدة 91).
“كذلكِ قال ربكِ هو عليّ هيّن”- (مريم 21)- الخطاب لمريم عليها السلام.
إذن فالأفصح أن ننتبه إلى شكل الكاف بعد اسم الإشارة، وجعل حركتها تبعًا للمخاطب.
(لم أجد في القرآن الكريم ما يتجاوز ذلك).
حافظ الشعراء القدامى على هذه الدقة، فقال دُرَيد بن الصِّمّة:
تنادَوا فقالوا أردتِ الخيل فارسًا *** فقلت أعبد الله ذلكم الردي؟
ويقول جميل بثينة:
وعند أميرنا حكم وعدل *** ورأي بعد ذلكمُ أصيل
ثمة نماذج أخرى كثيرة.
يقول حسن عباس في كتابه (النحو الوافي) ج1، ص 324:
تتصرف الكاف الحرفية بعد اسم الإشارة كما تتصرف الاسمية، ويحسن الأخذ بذلك.
لكن هناك وجهين آخرين ذكرهما المؤلف:
*أن نبني الكاف على الفتح في كل خطاب للمذكر مفردًا أو مثنى أو جمعًا، كأن نقول ذلكَ الكتاب مفيد يا أصدقاء (يا صديقان).
وأن نبنيها على الكسر في خطاب التأنيث، كأن نقول: ذلكِ الكتابُ مفيد يا فتياتُ (يا فتاتان).
أما الوجه الآخر وهو ما نعمد إليه ونعتمده عادة في لغتنا المعاصرة، وهو أن نبني الكاف على الفتح أيًا كان المخاطب.

أ.د فاروق مواسي